هزت صدمة جديدة قيادة حزب العمال البريطاني، حيث كشف استطلاع حديث أجرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن ثُلث ناخبي الحزب يرون أن مستقبل الحزب سيكون أفضل إذا رحل زعيمه الحالي، السير كير ستارمر. وسلط الاستطلاع الضوء على أزمة ثقة عميقة بين قاعدة الحزب ورئيسه، ويضع ستارمر أمام ضغوط متزايدة داخليًا، في وقت تتصاعد فيه التكهنات حول احتمالات تغييره قبل الانتخابات المقبلة. وفق الصحيفة، تعكس النتائج صعوبات القيادة وغياب القدرة على إعادة بناء الشعبية بعد الانتخابات الأخيرة، حيث يبدو أن الحزب مقسم بين دعم محدود للرئيس الحالي وبين رغبة واضحة في قيادة جديدة يمكن أن تعيد الحزب إلى الفوز في صناديق الاقتراع. اقرأ أيضًا| أسوأ كابوس لستارمر.. سباق نائب الزعيم البريطاني يفتح الباب أمام خصومه نتائج الاستطلاع: ضربة قوية لستارمر كشف الاستطلاع أن 38% من ناخبي حزب العمال البريطاني يعتقدون أن الحزب سيحقق أداءً أفضل مع زعيم جديد، مقارنة ب 13% فقط يرون أن النتائج ستكون أسوأ في حال رحيل ستارمر. واعتبرت «إندبندنت» أن هذه النسبة تمثل ضربة واضحة لرئيس الوزراء البريطاني الذي يواجه تحديات داخلية وخارجية متزايدة، بما في ذلك تقارير عن مؤامرات من بعض نواب الحزب للإطاحة به. وأضافت الصحيفة أن جزءًا من أنصار الحزب صنفوا كير ستارمر كأسوأ رئيس وزراء بريطاني في تاريخ الحزب، متجاوزًا حتى توني بلير الذي جاء في المرتبة الثانية. وأشارت النتائج إلى أن الثقة بقدرة كير ستارمر على الفوز أقل بين أنصار الحزب مقارنة بالجمهور العام، حيث بلغت نسبة تأييد استقالته بين ناخبي الحزب 3 إلى 1، مقابل 2 إلى 1 بين عامة الناخبين في انتخابات 2024، ما يعكس فجوة كبيرة بين القيادة وقاعدة الحزب. المرشحون المحتملون لخلافته عند سؤال ناخبي حزب العمال البريطاني عن المرشح الأنسب لخلافة كير ستارمر، أيد 19% منهم آندي بورنهام، عمدة مانشستر الكبرى، على الرغم من كونه ليس عضوًا في البرلمان، وتلت بورنهام أنجيلا راينر بنسبة 10%، ثم لوسي باول بنسبة 9%. وشارك وزير الصحة البريطاني ويس ستريتينج ووزير الطاقة إد ميليباند بنسبة 6% لكل منهما، بينما جاءت شبانة محمود، وزيرة الداخلية بنسبة 4%، وبريدجيت فيليبسون، وزيرة التعليم بنسبة 3%، وأخيرًا دارين جونز، كبير أمناء رئيس الوزراء بنسبة 2%. رغم هذه النتائج، أشار 39% من ناخبي الحزب إلى أن رحيل كير ستارمر لن يُحدث فرقًا كبيرًا في حظوظ الحزب الانتخابية، مما يعكس جدلية مستمرة حول الخيار الأمثل لمستقبل قيادة الحزب والقدرة على استعادة الثقة الجماهيرية. الضغوط الداخلية والسيناريوهات المقبلة وفقًا لإندبندنت، تواجه قيادة كير ستارمر تحديًا مزدوجًا:- أولا ضعف التأييد الشعبي داخل الحزب نفسه، وثانيًا توقعات عامة بأن الحزب بحاجة لنهج جديد في الانتخابات المقبلة، وتشير الصحيفة البريطانية، إلى أن مستقبل كير ستارمر قد يكون محكومًا بنتائج الاستطلاعات القادمة، والتي قد تدفع بعض النواب المؤثرين إلى تحريك ملف الإطاحة به قبل موعد الانتخابات، إذا لم تتحسن صورة الحزب بين قاعدة أنصاره والجمهور العام. كما رصد التقرير تحليليًا أن ضعف الأداء والانتقادات المستمرة قد يفتح المجال أمام قيادات جديدة لإعادة صياغة استراتيجية الحزب الانتخابية، وهو ما قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في سياسات الحزب وبرامجه قبل انتخابات 2025 أو بعدها، وفق مراقبين سياسيين تابعوا الاستطلاع. خريطة المنافسين والرهانات على المستقبل يبرز من نتائج الاستطلاع أن آندي بورنهام يتصدر قائمة المرشحين لخلافة كير ستارمر، وهو ما يعكس ميل جزء من قاعدة الحزب نحو وجوه جديدة بعيدة عن البرلمان التقليدي، بينما تظهر نسب التأييد الأخرى أن قيادة الحزب الحالية لا تزال تتمتع بدعم محدود، لكنه غير كافٍ لوقف أي تحرك داخلي محتمل للإطاحة بالزعيم الحالي. كما أشار التقرير إلى أن الأسماء الأخرى مثل أنجيلا راينر ولوسي باول تعكس رغبة في استقرار نسبي للقيادة الحالية، لكنها ليست بنفس قوة شخصية بورنهام، ما يجعل السيناريوهات مفتوحة قبل الانتخابات القادمة. اقرأ أيضًا| الاقتصاد البريطاني يسجّل نموا صفريا في الربع الثالث من العام الجاري