احتفل الأقباط الليلة الماضية بأعياد الميلاد في حماية المسلمين الذين كونوا دروعاً بشرية حول الكنائس لحمايتها وحتي تكون خير رد علي تهديدات الجماعة الإرهابية باقتحام الكنائس في أعياد الميلاد لتتجلي بذلك الوحدة الوطنية في أسمي معانيها. سادت حالة من السعادة والبهجة علي وجوه المسلمين والمسيحيين واطلق الشباب الألعاب النارية والشماريخ وحمل الأطفال البالونات والحلوي وردد المشاركون الترانيم والأغاني القبطية القديمة وتزينت الكنائس بالأضواء المبهجة لتكون ذكري ميلاد السيد المسيح ليلة عيد لكل المصريين من المسلمين والمسيحيين. شهدت الكنائس تأميناً مشدداً من قوات الأمن الذين أحاطوا بالكنائس تحسباً لأي طوارئ. أكد المشاركون في الاحتفالات أن أعياد الميلاد لكل المصريين وليس للأقباط فقط.. مشيرين إلي أن تهديدات الجماعة الإرهابية لن تمنعهم من الاحتفال بأعياد الميلاد وما دام المسلمون يقفون معهم جنباً إلي جنب يقدمون لهم التهاني والورود ويدافعون عنهم بأنفسهم. أوضحوا أن ملايين المسيحيين وعشرات المسلمين حرصوا علي حضور قداس ليلة العيد.. وشهدت الأسواق إقبالاً كبيراً علي شراء الكعك والبسكويت وإحجاما عن شراء الملابس بسبب الظروف الاقتصادية. د.عاطف وصفي- طبيب بشري: عشنا فرحة العيد بكل ما تحمله من بهجة وفرحة وسعادة ولم نتأثر بأي تهديدات بوقوع احداث إرهابية أمام الكنائس والأديرة بل علي العكس لقد زادنا ذلك تصميماً ورغبة في الحضور بكثافة للاحتفال بأعياد الميلاد. أضاف: حرصت علي احضار البسكويت والكعك والحلوي لأبنائي وأسرتي كعادة كل عام والتي تعد من أبرز عادات عيد الميلاد ونقوم نحن وإسرتي بزيارة المتنزهات والأماكن النيلية والحدائق اليوم داعين الله أن يرزقنا السلام والمحبة في العام الجديد. إقبال كبير دميانة ميسال وعماد شوقي: لم نكن نتوقع ان يقبل الملايين علي حضور قداس ليلة العيد بهذا العدد فقد كان أكثر من توقعاتنا بل الأكثر من ذلك وجود أصدقاء مسلمين أمام كنيسة العذراء بشبرا التي اعتدنا أن نحضر بها للصلاة وللحصول علي البركة فكان وجودهم بمثابة سعادة كبيرة لنا وكانت تهنئة اخوتنا المسلمين لها طعم خاص وادخلت علينا البهجة والسعادة. أضاف: احضرنا الزهور والألعاب والهدايا للأطفال لادخال الفرحة في قلوبهم في ليلة العيد. أغان قبطية ماهر ناروز موظف بشركة خاصة: الترانيم والأغاني القبطية القديمة والأجواء الكرنفالين كانت أبرز معالم الاحتفال بليلة العيد وعشنا يوماً رائعاً ولم ترهبنا التهديدات ودعوات العنف الإرهابية التي سبقت ليلة عيد الميلاد بحدوث أعمال عنف وتخريب أمام الكنائس والأديرة فنحن لم نتأثر بهذه الأفعال والدليل علي ذلك حضور الملايين في قداس ليلة العيد برفقة اخوانهم المسلمين الذين حملوا الزهور والهدايا والحلوي لتوزيعها علي الأطفال والشباب لإدخال الفرحة والبهجة في قلوب كل رواد الكنائس. أضاف كنت حريصاً مثل كل عام علي احضار البسكويت والكعك كمظهر رئيس في احتفالات عيد الميلاد وقد اشتريت لي ولأقاربي ب200 جنيه. مجدي إبراهيم مهندس: عيد الميلاد لكل المصريين وقد حضرنا من بيوتنا للاحتفال والحصول علي البركة بحضور قداس عيد الميلاد بالإضافة إلي حضور أهالي شبرا لمشاركتنا في الاحتفالات حيث وقفوا كدروع بشرية أمام الكنيسة لحمايتها من أي محاولات للاعتداء مما جعلنا نشعر بالطمأنينة خلال الاحتفالات. أم مكرم: رغم أنني أسير بكرسي متحرك إلا أنني قررت حضور القداس والصلاة بكنيسة العذراء مريم حتي اشعر بفرحة وسعادة الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح ود وجدت تأميناً مكثفاً من قوات الأمن. من ناحية أخري شهدت الأسواق التجارية ومحلات الملابس والهدايا حالة من الهدوء ارجع اصحابها السبب الي سوء الحالة الاقتصادية التي دفعت الكثير من الاسر الي الاكتفاء بالقليل من المظاهر الاحتفالية علي عكس السنوات السابقة الي جانب تفضيل الكثير من الأسر القبطية شراء ملابس واحتياجات العيد قبل موعده بايام تجنبا لارتفاع الاسعار في اللحظات الاخيرة وظهرت تلك المحال والمولات التجارية خاوية علي عروشها من الزبائن إلا القليل الذي كثر فيه المسلمون المتعودون علي التسوق خاصة مع اقتراب موعد المولد النبوي الشريف بينما جاءت نسبة المسيحيين لا تعبر عن قدوم العيد. لم يختلف الوضع كثيرا في المنتزهات والملاهي وبشارع الكورنيش بدا المشهد أقل من الأيام العادية بعد إقبال الاقباط علي الاحتفال داخل كنائسيهم وتاجل فكرة الخروج والاحتفال باطفالهم الي الصباح. امتدت حالة الركود في مظاهر الاحتفالات الي شارع كورنيش النيل حيث اختفي الزحام اليومي المشهد من علي الارصفة وكذلك المراكب السياحية والبواخر التي ظل اصحابها بنادون علي الزبائن ولكن دون جدوي وكذلك اصطفت عربات الحنطور تبحث عن زبائن. قال مايكل عادل ومريم منير- طلاب: المسيحيون يقضون ليلة الاحتفال بعيد الميلاد داخل كنائسهم وتقتصر الاحتفالات خلال تلك الليلة بالكنائس وبين الاهل والاقارب علي ان يبدأوا في الخروج باطفالهم في الصباح.. مشيراً إلي أنهم لن يخفوا قلقهم من وقوع اعمال عنف او تفجيرات خسيسة من قبل بعض الجماعات المتشددة خاصة بعد انتشارها في الفترة الاخيرة بشكل لافت لكن أملنا كبير في الشعب المصري ووحدته التي لن يزعزعها شيء الي جانب جهود اجهزة الشرطة في تأمين الكنائس. أكدت ماري وليم- ربة منزل- علي نزولها بأبنائها إلي الملاهي والمنتزهات والاحتفال بالعيد وانها لن تخاف من اي اعمال عنف او تفجير قد تحدث.