تتوسع المظاهرات الشعبية العارمة ضد الغلاء والفساد وسياسات الحكومة التعسفية ضد الفقراء في إيران علي نحو متسارع. بعد إعلان 70 مدينة استعدادها للخروج بمظاهرات عارمة حسب ما جاء في ملصق انتشر بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي يحدد زمان ومكان انطلاق المظاهرات في نقاط تجمع محددة. شملت الاحتجاجات التي بدأت قبل 4 أيام في مشهد. إلي مختلف المدن الإيرانية بما فيها العاصمة طهران وكرمانشاه وشهركورد وبندر عباس وإيذج وأراك وزنجان وأبهر ودرود وخرم آباد والأهواز وكرج وتنكابن وعدة مدن أخري. وفي بعض المناطق. حدثت مواجهات مع الأمن كما تعرض المحتجون الي الضرب بالعصي والهراوات وبعضها الرصاص الحي حيث قتل 4 أشخاص بمدينة دورود في محافظة لورستان. في روايات غير رسمية. بينما أقر التلفزيون الإيراني الرسمي بسقوط قتيلين في دورود. والقي بالمسئولية علي من سماهم "عملاء أجانب". نافيا ضلوع الشرطة في قتل المتظاهرين. حذر وزير الداخلية من أن الحكومة ستتصدي لمن وصفهم ب"مستخدمي العنف ومثيري الفوضي". قائلا للتلفزيون الرسمي: "الذين يخربون الأملاك العامة. ويثيرون الفوضي. ويتصرفون بشكل مخالف للقانون. سيحاسبون علي أفعالهم. ويدفعون الثمن". أشارت الأنباء إلي أن الحكومة الايرانية لجأت إلي الشرطة للتعامل مع المحتجين ومنعت وسائل الاعلام من تغطية المظاهرات. والآن تتجه إلي قطع خدمة الانترنت بهدف منع تواصل المحتجين واجهاض تحركاتهم. ومن المتوقع أن يرتفع أعداد المحتجين وتخرج المزيد من المناطق من سيطرة النظام. حيث تطورت المظاهرات باتجاه سيطرة المحتجين علي مراكز ومقرات ودوائر حكومية وبعض المناطق والأحياء في بعض المدن. من جهتها كتبت وكالة أنباء "تسنيم" التابعة للحرس الثوري : إن هذه الاحتجاجات قامت من أجل مطالب اقتصادية لكن ليست الشعارات التي رفعت تخص القضايا الاقتصادية. أضافت أن "الشعارات التي أطلقت تشبه تلك التي كانت تطلق عام 2009¢ في إشارة إلي احتجاجات الحركة الخضراء. كما ذكرت وكالة أنباء "ايسنا " الحكومية أن طلاب جامعة طهران رفعوا شعارات ضد الأجنحة السياسية والمسئولين في إيران. في إشارة إلي هتافات الطلبة المحتجين التي قالت "لعبة الإصلاحيين - الأصوليين انتهت" وشعار "الموت للديكتاتور". أضافت أن المحتجين قاموا في شارع الجامعة بإحراق حاويات النفايات وإلقاء الحجارة. وحاولت الشرطة السيطرة علي الأوضاع وتفريق المجتمعين الذين يطلق معظمهم شعارات لا صلة لها بالمشكلات الاقتصادية. بل تستهدف أركان النظام. من جانبه. حذر الحرس الثوري الإيراني المتظاهرين المناهضين للحكومة من أنهم سيواجهون "قبضة حديدية" إذا استمرت الاضطرابات الحالية. نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن البريجادير جنرال إسماعيل كوساري نائب قائد الأمن بالحرس الثوري في طهران قوله إن الوضع في العاصمة تحت السيطرة, مشيرا إلي أنه إذا خرج الناس للشوارع بسبب ارتفاع الأسعار فما كان ينبغي أن يرددوا تلك الشعارات المناهضة للحكومة وأن يحرقوا الممتلكات العامة والسيارات. كان وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي قد حذر في وقت سابق اليوم من أن المتظاهرين الذين يدمرون الممتلكات العامة ويعرقلون النظام ويخرقون القانون سيتحملون مسئولية سلوكهم ويدفعون ثمن ذلك. ورغم هذا الوعيد استمرت الشعارات المناهضة للنظام الإيراني ومرشده علي خامنئي. ليلا في العاصمة طهران. وسائر المناطق المشتعلة. حيث هتف متظاهرون "كل هذه الحشود قامت ضدك أيها المرشد".