في البداية يؤكد د. أحمد فخري استاذ علم النفس بجامعة عين شمس أن الحرب النفسية هي أخطر أنواع الحروب وتستهدف عقل الإنسان وتفكيره لتحطيم الروح المعنوية وبث الشائعات المغرضة لعرقلة مسيرة التقدم والإصلاح ونشر الإحباط ومناهضة كل ما هو صائب وحقيقي بقلب الحقيقة. إنها حرب ساحتها العقل وهدفها شل التفكير والتشكيك في كل ما هو إيجابي وصحيح. مستخدمة وسائل عديدة.. هذه الحرب تشمل العديد من المجالات كالسياسة والاقتصاد والفكر وحتي الرياضة وأي جانب من جوانب الحياة يحتمل اختلافاً في وجهات النظر. ويشير إلي وعي الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما حذر الشعب المصري من الحروب النفسية وتأثيرها علي الأمن والاستقرار. مؤكداً مدي خطورة الانصياع وراء الشائعات وتضليل الكلمة والعقل والمعلومات المغلوطة.. فالحرب النفسية مخطط يعمل في الظلام. وهذا العدو الخفي قادر علي تدمير أوطان وأيديولوجيات ومعتقدات. وقد تستخدمه دولة ضد أخري للتأثير علي الآراء والانفعالات تجاه سياسة الدولة وقوانينها بهدف إفشالها والقضاء عليها. ويوضح أن مصر تتعرض لحرب نفسية لإثارة الفتن والشائعات والتشكيك في إنجازات عديدة علي أرض الواقع لم تشهدها البلاد منذ عقود طويلة. بهدف هدم الروح المعنوية والوصول إلي فقدان الثقة بين الشعب وحكومته وقيادته. ويؤكد د. فخري أن الأساليب المستخدمة في تلك الحرب من دعاية وشائعات وقلب للحقائق ضارباً المثل بالأكاذيب المتداولة علي مواقع التواصل الاجتماعي والدعاية المضللة التي تسعي إلي التشكيك في كل الانجازات والمشروعات القومية بنقل صورة غير حقيقية من أجل بث الفرقة وزعزعة الثقة في النفوس والتأثير علي معنويات الشعب. بالإضافة إلي الشائعات المستمرة فلا يكاد يمر يوم إلا وتظهر شائعة عن خطف لأطفال وتجارة أعضاء وسرقة بالإكراه لتكدير الرأي العام. ويتابع أن ذلك يؤكد تعرض البلاد لمخطط واضح وصريح لإيقاف تقدمها وهو مخطط وضع في الخارج ينفذه المأجورون من أجل تفكيك وحدة الشعب وعرقلة تقدم الدولة لإضعاف الإيمان بالعقيدة والمبادئ القومية والوطنية. وإثارة الشك في النفوس وزعزعة الأمل المرتقب ونشر الروح الانهزامية. ويشدد علي ضرورة وجود منهج توعية شامل ينمي الشعور بالمسئولية لدي المواطنين وتوضيح الدور الخطير للمجموعات المعادية ووسائلهم التدميرية في إفشال خطوات الإصلاح. مع التأكيد علي الوحدة الوطنية لقطع الطريق علي أي محاولات للفرقة وبث بذور الفتن والضغائن. واتخاذ تدابير قوية لمواجهة الشائعات بإطلاع الشعب بصدق علي كل ما يجري ومد جسور الثقة بين المواطنين وحكومتهم وتعميق التواصل الحقيقي والاستماع لهم وحل معاناتهم وتوحيد السياسة الإعلامية الوطنية واضطلاع الإعلام بدوره الحقيقي ومسئولياته تجاه الرأي العام المحلي والدولي بكشف مخططات الدعاية المضادة بالشكل الصحيح لا للترويج لها. وتؤكد د. هناء أبوشهبة استاذ علم النفس وعميد كلية الدراسات الإسلامية سابقاً أن مصر تواجه تحديات عديدة لإضعاف الروح المعنوية بالحروب النفسية. وتعد تلك الحرب الأخطر والأقسي لأنها تستهدف العقل والسلوك. وتقود الفرد بل والمجتمع نحو الانهزامية والاستسلام لليأس باستخدام وسائل عدة منها الدعاية والإعلام للسيطرة علي أفكار الآخر ومشاعره. وتستكمل أن الحرب النفسية تهدف إلي خفض المعنويات والتشكيك في عدالة القضايا المطروحة وزعزعة الثقة. ويؤدي ذلك إلي تغيير في الميول والسلوك. والهدف هو الاقتناع بالهزيمة والاستسلام لليأس. وتعتمد الحرب النفسية علي التأثير في اتجاهات الآخرين وآرائهم وتستخدم المؤثرات النفسية المرئية والمصورة بالكذب.. موضحة أن الحرب النفسية تمارس تأثيرها وهي متخفية وبصورة غير مباشرة فقد تستتر وراء شائعة أو حكاية كاذبة لبث الخوف والرعب والفزع لدي المجتمع من خلال قضايا زائفة يتم تداولها عبر مواقع التواصل لتظهر سلبيات لا وجود لها مثل الخطف وتجارة الأعضاء والتحرش والاغتصاب والسرقة والقتل والرشاوي وغياب العدالة واستخدام السلطة والفساد والمحسوبية إلي آخره مما يشيع حالة من السخط. تؤكد علي ضرورة توعية المواطن بتلك الحرب وأساليبها والهدف منها مع عدم تعاون الإعلام مع أهل الشر ببث دعاياتهم وأكاذيبهم. وتؤكد د. أمل عبدالرحمن استاذ علم النفس المعاصر بجامعة عين شمس أن الحرب النفسية الموجهة ضد مصر في الوقت الراهن كشفتها فطنة الشعب ويقظة قيادته السياسية.. واعتقد أن هذه الحرب فشلت بسبب وعي الشعب المصري الذي يثق في المستقبل الواعد لوطنه والواثق قبل ذلك في حماية الله لمصر.. لقد مر الشعب المصري بأزمات مفتعلة لم يلتفت إليها بل ظل واثقاً في قيادته السياسية فهي الظهير الذي يستند عليه متطلعاً إلي رئيس يثق فيما يقول ويفعل علي أرض الواقع. تشير إلي أهمية توضيح خطر الحرب النفسية لتطور أساليبها وتنوعها وإدراجها ضمن مناهج الدراسة لطلبة المراحل الدراسية والجامعات. وتؤكد علي أهمية زيادة الوعي المجتمعي بخطورة تلك الحروب النفسية التي يستخدمها المأجورون وأعداء الوطن. من خلال حملات توعية بالأندية والجامعات حتي يتصدي الجميع لمثل تلك المحاولات الزائفة التي لم تقدر يوماً أن تنال من سمعة البلاد أو عقل وسلوك الشباب. وتلفت د. أمل النظر إلي الدور الحيوي للإعلام الوطني حيث يجب أن يتصدي لكل محاولات زعزعة الثقة بين أبناء الشعب الواحد. من خلال طرح القضايا بموضوعية وشفافية دون إظهار شجاعة زائفة بمهاجمة الحكومة بلا سند أو بناء علي شائعة متداولة.