السيناريوهات الدرامية السياسية ذات الصنيعة الغربية التى كتبت للبلاد التى اندلعت فيها ما يسمى بثورات الربيع العربية لا تختلف ابدا عن السيناريوهات الفنية للأفلام والمُسلسلات والمسرحيات، والتى يكون الغرض منها التأثير النفسى على افراد المجتمع بهدف دغدغة مشاعرهم الإنسانية، عن طريق تزييف الحقائق . وهذا ما شهدته بعض البلدان العربية وكانت دولة العراق متمثلة فى مشهد اسقاط تمثال الرئيس العراقى صدام حسين فى ساحة الفردوس وسط بغداد يوم الاربعاء الموافق 9 ابريل عام 2003 خير دليل على مثل هذه السيناريوهات الفنية الدرامية والتى نفذتها وحدة الحرب النفسية الامريكية لتصور للعالم انه مشهد تحرير للشعب العراقى من الظلم والاستبداد وليس غزوا من قوة استعمارية مفتتة للعراق ... وبالفعل انطلت الخدعة ، وكان للمشهد تأثير كبير ، على الكثيرين فى جميع أنحاء العالم. ولقد تكرر هذا المشهد كثيراً ولا يزال يحدث بتنوعاته المُختلفة، فى كل دول الربيع العربي، وسواءً فى ميدان التحرير أو بميادين ومواقع أُخرى بمصر أو على مدن سوريا، وغيرها من المناطق العربية الكثيرة، لتصوير مشاهد غير حقيقية، لتحقيق أهداف “نفسية” لصالح المُستعمر، لاستكمال تفتيت المنطقة باستخدام عُملاء مُدربين . وبالنظر الى مصر وبالرجوع لصفحات سابقة من الماضى القريب منذ اندلاع ثورة يناير سنكتشف بما لا يدع مجالاً للشك، الكثير من تلك العمليات النفسية فى الكثير من المشاهد التى مرت علينا ، والتى استُخدم فيها الموروث المصرى والدينى والمشاعر الإنسانية للعب بمشاعر وعواطف ابناء الوطن . إنها العمليات النفسية المُستخدمة فى الثورات المصنوعة، ضد مصالح الشعوب!! والتى تنفذها دولة أو مجموعة من الدول باستخدام الطرق و الوسائل والأساليب النفسية الموجهة والمضادة إلى جماعات عدائية أو محايدة أو صديقه للتأثير على آرائها وعواطفها وانفعالاتها ومواقفها وسلوكها، وهى جزءا من الحرب النفسية التى تستخدم أى وسيلة بهدف التأثير على الروح المعنوية وعلى سلوك أى جماعة لغرض عسكرى معين . وتشمل مرادفات العمليات النفسية الحرب النفسية كل ما يطلق على : الحرب السياسية ,حرب الأفكار , الحرب الثقافية , الحرب الباردة , النضال من أجل عقول الرجال وإرادتهم , الحرب من أجل السيطرة على عقول الرجال, حرب الأعصاب , الحرب الإيديولوجية والعقائدية , الاستعلامات لما وراء البحار , حملة الحقيقة والدعاية , الدعاية الدولية , حرب الدعاية , حرب الكلمات , الإعلام الدولى , العدوان غير المباشر , حرب المعلومات (القتال بالمعلومات) , حرب العلاقات العامة , حرب القلوب والعقول واخيرا عمليات دعم المعلومات . وتنقسم الى عمليات بيضاء ورمادية وسوداء , وتعتمد العمليات البيضاء على حقيقة ومصدر واضح وسهل تحديده ,اما العمليات الرمادية يكون فيها المصدر غير مؤكد وغامض وغير واضح, وأخيرا العمليات السوداء والتى تتعمد الإخفاء عمداً (للمخطط – للممول – الأتجاه والمصدر). كماتنقسم مستويات العمليات النفسية الى إستراتيجية وتعبوية – تكتيكية وتعزيزية. فالعمليات النفسية الاستراتيجية تخطط وتدار على المستوى الإستراتيجى بالتنسيق مع الأجهزة العاملة فى هذا المجال على مستوى الدولة وعلى المدى البعيد وعلى مواجهات واسعة وعلى صعوبة التخطيط والإدارة وتقييم النتائج . اما التعبوية- التكتيكية (ميدانية ) تشن بواسطة تنظيمات العمليات النفسية الميدانية وبإمكاناتها وبتنسيق وتعاون كامل مع أجهزة وإمكانات العمليات النفسية وطبقاً لتخطيطها . وفيما يتعلق بالتعزيزية فهى مزيج من العمليات النفسية الإستراتيجية والميدانية, وتوجه إلى السكان المحليين فى المناطق المحررة والمحتلة. وتنقسم أهداف العمليات النفسية الى أهداف سياسية تخصصيه (عسكرية - إقتصادية - إلخ ) وذات بعد زمنى (بعيد المدى - قصير المدى) ,وأهداف عسكرية للقوات المسلحة والشعب تعتمد على قهر الدوافع النفسيه لأفراد القوات المسلحة وعلى إضعاف الروح المعنوية لأفراد القوات المسلحة المعادية. واهداف داخلية (اجتماعية) تهدف إلى إثارة الفتن والنعرات الطائفية وزعزعة ثقة الأفراد والجماعات فى نظام الحكم وإثارة الفرقة بينهما ومحاولة النيل من ثقة الشعب فى قواته المسلحة والعمل على إفقاد ثقة الشعب فى نظامه الاقتصادى. وتتنوع طرق وادوات العمليات النفسية مابين الإعلام والإعلان والدعاية والدعاية المضادة والعلاقات العامة والدعوة والخداع والعمل والحركة , وتنقسم أساليب العمليات النفسية الى اساليب معادية مثل التقارب اوالصداقة , التشكيك , افتقاد الثقة , الردع والتخويف والتهديد , التخريب النفسى , التهكم والسخرية والتحريض , واساليب مضادة سواء كانت بطريقة مباشرة او غير مباشرة مثل التقليل من أهمية الموضوع وفرض القيود , الصمت احيانا تجاه موضوع ما , التكييف والتشريط والسبق وإلاحباط . وتتنوع وسائل العمليات النفسية ما بين مسموعة ومرئية مقروءة ومرئية مسموعة ومواقع التواصل الاجتماعي وتختلف أنواع الحملات النفسية ما بين إعلامية تعتمد على عرض الحقائق والبيانات والمعلومات وخلق الإدراك وتكوين الوعى السليم , ودعائية ودعائية مضادة تعتمد على تعديل وتغيير الإتجاهات والتهيئة والتعبئة النفسية وتراعى إهتمامات الهدف . وايضا علاقات عامة للترويج للمؤسسة ولتحسين صورتها