لم ولن يتوقف الهجوم ضد الأزهر حتي يسقط لأن أعداء الوطن يدركون أنه الحصن المعتدل الحصين الذي يحميه مع قواته المسلحة وقد فعل ذلك علي مر التاريخ ضد كل جيوش الاحتلال بل إن العالم في الخارج يقرأ التاريخ ويعرف مكانة الأزهر وقدراته وشعبيته الأصيلة وقد لجأ زعماء مصر إلي منبره لشحذ الهمم ولذلك يجب أن نناقش رجاله في أفكارهم بالحسني لأنهم يملكون السلاح ولكنهم يمتلكون أمانة الكلمة والمسئولية أمام الله سبحانه قبل كل شئ وشيخ الأزهر الحالي الطيب رجل يعرف الغرب ثقافته ومكانته وهو لا يتقاضي مليما من الأزهر وإذا كان هذا حال الأزهر فإنه يختلف عن فصيل الإخوان الذي يسعي لفرض نفسه بقوة السلاح ان استطاع وكل الفرق الإرهابية التي نقاتلها حاليا خرجت من رحم الإخوان. 1⁄4 وآخر محاولات هدم الأزهر تأتي من المفكر يوسف زيدان الذي استضافه عمرو أديب منذ يومين ليقول ان الأزهر غير مؤهل حاليا لتجديد الخطاب الديني وعليه ان يحل مشاكله الداخلية أولاً وهو قد اشتغل بالسياسة والكليات العملية ظلمته وهذه ليست رسالته وكان زيدان منصفا في شئ واحد عندما رفض القول بأن الامام محمد عبده ظل عشر سنوات يتخلص من وساخة وقذارة الأزهر وهو الادعاء الذي قاله إسلام بحيري الذي يخوض زعامة هدم الأزهر في لقاء سابق مع عمرو أديب حيث قال زيدان ان هذا الكلام يفتقر إلي الدليل لأن محمد عبده عاش ومات أزهريا 17عاما وكانت كل محاولاته اصلاح الأزهر من الداخل مثلما حاول طه حسين الأزهري اصلاحه من الخارج. إن كلام زيدان موضوعي بعد ان ترفع الأزهر عن الرد علي إسلام بحيري الذي وصف إدارة الأزهر الحالية بأنه يحكمها داعش لأنها لا تدين عمليات القتل التي تمارسها بل انه يعتبر ان داعش مجرد فئة مؤمنة ولكنها باغية ويطبق عليهم حد الحرابة وكفي وان مذهب الاشعرية الذي يطبقه هو سبب الاشكالية مع الأزهر والهجمة شرسة في محاولة لتنحية الأزهر الشريف عن رسالته. انظر إلي تجرؤ يوسف زيدان "المثقف" في نفس لقائه مع عمرو اديب ضد القائد صلاح الدين الايوبي وقوله عليه إنه من أحقر شخصيات التاريخ وأنه لم يحرر القدس ولم يحقق انتصاراً علي الصليبيين وان ما حدث هو مجرد صلح معهم وأنه لم يقاتلهم إلا عندما تم أسر اخته وانه لم ينتصر عليهم بل عقد صلحا فقط بل ان الايوبي الذي جاء بعده سلم القدس للصليبيين تعاطفا معهم ولذلك فهو يعتبر كتب التاريخ التي تدرسها الاجيال مجرد أباطيل. 1⁄41⁄4 والأزهر لا ينتظر رأي هؤلاء وهؤلاء لاصلاح نفسه ولذلك فقد أقال شيخ الأزهر رئيس جامعة الأزهر د.حسني عندما قال في حوار تليفزيوني إن إسلام بحيري يمكن ان نعتبره مرتدا لأن هذه هي ثوابت الأزهر وليس لأن بحيري قد هاجم الأزهر من قبل كذلك فإن وزير الأوقاف وهو أزهري قد استبعد شخصية كنا نظنها معتدلة وذكية من الخطابة وهو الشيخ سالم عبدالجليل عندما سقط في فخ تكفير الاخوة المسيحيين وزلات اللسان كثيرة ويسقط فيها الوزراء والاعلاميون ورجال الخطابة ويكون السقوط مدويا عندما يتعلق الأمر بالدين وثوابته وعلي الأزهر والأوقاف تحديد الموضوعات التي يتم السقوط فيها ويحذر رجاله منها لأننا مجتمع له خصوصية خاصة وإسلام بحيري في مداخلة له مع أديب قال إن زلة لسان رئيس جامعة الأزهر جاءت في صالحه وأن لن يقاضيه وهو بذلك يريد ان يقول إنه أفضل ممن انتقده ومن الأزهر الذي اشتكاه والبلد في ظروف لا تتحمل ورغم كلام بحيري هذا يظل مدينا للأزهر بالاعتذار سواء رفع قضية أو تنازل عن حقه ضد رئيس الجامعة السابق.