الزيارات التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي للدول الأفريقية في غاية الأهمية لمصر.. فالدول الأفريقية والعربية هي الأبقي والأهم لمصر والمصريين.. فنحن بحكم عروبتنا ننتمي للأمة العربية.. وبحكم موقعنا الجغرافي ننتمي للقارة الأفريقية ويجب أن نعمق علاقاتنا بهذه الدول وهو ما يفعله الرئيس السيسي منذ تولي المسئولية رئيساً للبلاد. الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر اهتم اهتماماً كبيراً بتحرير دول أفريقيا من الاستعمار الفرنسي والانجليزي والبرتغالي وأنشأ شركة النصر للتصدير والاستيراد واختار لرئاستها رجل المخابرات الأسبق محمد غانم. كانت شركة النصر مهمتها الاهتمام والتعامل مع الدول الأفريقية فحسب.. لا علاقة لها بدول أوروبا أو أمريكا. كان مقرها الرئيسي بعمارة عبداللطيف أبورجيلة بشارع طلعت حرب "سليمان باشا" بوسط القاهرة ولها 15 فرعاً في 15 دولة أفريقية. كان ظاهرها تصدير المنتجات والحاصلات المصرية للدول الأفريقية واستيراد الشاي والبن والفوسفات والقصدير والنحاس والأخشاب والأناناس وجوز الهند والحيوانات من الدول الأفريقية. لكن عندما أنشأها جمال عبدالناصر كان لها هدف آخر أهم وهو تجنيد بعض شباب هذه البلدان الأفريقية الأشداء الأقوياء وتدريبهم علي محاربة الاستعمار وإمدادهم بالسلاح عن طريق شركة النصر للتصدير والاستيراد للقيام بثورات تحررية لهذه الدول الأفريقية من غير الاستعمار المحتل الذي يسيطر علي خيرات ومقدرات هذه البلاد. نجحت مصر بالفعل في تحرير أكثر من عشر دول أفريقية وإسقاط النظم الاستبدادية بها وحصلت هذه الدول علي استقلالها بالفعل. لم يستثمر عبدالناصر هذا الجهد الذي بذله والتضحيات والمساعدات التي قدمتها مصر بهذه الدول بل تركها لتغزوها إسرائيل بمنتجاتها.. كنا نذهب إلي أي دولة أفريقية ويشيدون بما قدمته لهم مصر ومساعدتهم علي التحرير من الاستعمار وعندما نشتري أي سلعة في أي دولة سواء ملابس أو أجهزة أو أطعمة ومأكولات نفاجأ بأنه مكتوب عليها باللغة العبرية والفرنسية أو الانجليزية عبارة "صنع في إسرائيل". وإذا سألنا: وأين المنتجات المصرية التي تشيدون بدورها في ثورات تحريركم يقولون إنكم لا تستوردون شيئاً من بلادنا ولا تصدرون إلينا أي شيء من منتجاتكم باستثناء بعض شركات القطاع الخاص المصرية التي تصدر بضائعها إلينا لكن للأسف غير البضائع الإسرائيلية أرخص وأكثر جودة وهكذا سيطرت إسرائيل بمنتجاتها علي السوق الأفريقية ونجح المهاجرون اللبنانيون في السيطرة علي اقتصاد الدول الأفريقية خاصة دول غرب القارة المطلة علي المحيط الأطلسي مثل غينيا والسنغال ونيجيريا وغانا وكوت ديفوار وتوجو وبنين والجابون وأنجولا وزيمبابوي وجنوب أفريقيا.. تجد معظم البنوك والمصارف يملكها لبنانيون.. شركات الطيران والنقل وتجارة الأخشاب ملك اللبنانيين.. أغني أغنياء غرب قارة أفريقيا من لبنان.. ثرواتهم بمليارات الدولارات. حتي أن دولة ساحل العاج "كوت ديفوار" كانت عاصمتها الأولي قبل أبيدجان باسم "جراند بسام" أي بسام الكبير وهو رجل أعمال لبناني يسيطر علي أسواق الذهب في غانا التي كانت تعرف باسم "ساحل الذهب" ويسيطر علي ثروات العاج من الأفيال في دولة ساحل العاج ويملك نصف غابات غانا ويصدر منها الأخشاب لكل دول العالم. ويسيطر اللبنانيون والإسرائيليون علي مناجم الذهب والماس "الألماظ" في زيمبابوي وجنوب أفريقيا بينما المصريون حرروا أفريقيا وتركوها لإسرائيل والمهاجرين اللبنانيين. لم يفطن أحد من المسئولين المصريين لذلك منذ تحرير بلدان أفريقيا بداية من عام 1961 حتي جاء الرئيس عبدالفتاح السيسي وعرف جيداً أهمية وجود مصر في أحضان أشقائها الدول الأفريقية للتعاون بيننا في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية وتبادل الخبرات وزيادة أواصر الصداقة وبدأ في مد جسور التعاون بين مصر وأثيوبيا والسودان وكينيا وتوجو والجزائر وغينيا بيساو والصومال وجنوب أفريقيا والكونغو. عرف الرئيس السيسي أن أفريقيا قوة تحمي ظهر مصر وأن مصر رائدة الإشعاع لشعوب القارة الأفريقية وستجني مصر الكثير وسيجني الأفارقة أيضاً الكثير في الفترة المقبلة من خلال التعاون مع مصر في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية ومحاربة الإرهاب!