علي الرغم من الجهود المضنية التي تبذلها الدولة لتوسيع الرقعة الزراعية باستصلاح الملايين من الأفدنة إلا أن يد البوار طالت 2000 فدان تنتج المحاصيل الاستراتيجية والخضروات بمركز الصف جيزة التي تقع في زمام قري الحي والمنشي وعرب الحصار القبلية والبحرية والعيايدة فتحولت الي مستنقعات تمرح فيها الحيوانات المفترسة بسبب خطأ في حفر ترعة كوم إمبو للصرف الصحي حيث جاء انحدارها عكس مجري النيل بالإضافة الي أن شبكة صرف المياه الزائدة من الأرض لا تعمل مما أدي لارتفاع منسوب المياه وغرق الأرض بمياه الصرف الصحي. يقول الحاج إبراهيم الترباني المشكلة بدأت بانشاء ترعة كوم إمبو للصرف الصحي بطول 5 كيلو متراً من مدينة 15 مايو حي الصف وانحدارها بحوالي 20 متراً عن الأرض الزراعية مما أدي الي اتلاف أكثر من 2000 فدان من أجود الأراضي الزراعية التي كانت تنتج جميع المحاصيل الزراعية صيفاً وشتاءً. وبعد ذلك قامت وزارة الري بانشاء مصرف زراعي يسمي "مصرف الحي" عام 2006 يبدأ من نهاية حوض الأقصاب رقم 2 بزمام الحي وينتهي جنوباً الي مخر السيل بقرية الأقواز وتم انشاء محطة رفع للمصرف حيث يتم رفع المياه منه الي مخر السيل المنحدر الي النيل غرباً وهذا المصرف يمر علي قرية المنشي وجميع سكان القرية يقومون بالقاء المخلفات به مما أدي لانسداده ولم يتم تطهير المصرف أو تجريفه منذ 4 سنوات. ويضيف الترباني أنه حتي يتم حل المشكلة وانقاذ الأرض من البوار يجب حفر مصرف بجوار ترعة الحاجر يبدأ من أول فرع الحي والمنشي شمال وينتهي الي قرية المنشي جنوبا ويصب غرباً بالمصرف القديم والعمل علي تطوير محطة الرفع للصرف الصحي. عصام محفوظ يؤكد علي أن المشكلة ليست وليدة اليوم ولكن ترجع الي التسعينيات حيث بدأت المياه الجوفية تظهر في الأراضي الزراعية الملاصقة لترعة الحاجر. وهي الترعة الرئيسية بمركز الصف والتي ارتفع منسوبها بصورة كبيرة مما أدي الي أن الأرض أصبحت مليئة بالحشائش والهيش العالي مما أضر بأكثر من 15000 فلاح من ملاك ومؤجرين وقطع مصدر رزقهم لأنهم كانوا ينتجون آلاف الأطنان من البطاطس والذرة والقمح والبصل والخضروات سنوياً وهذه المحاصيل كانت تغذي محافظة الجيزة والمحافظات المجاورة ونتيجة لهذا البوار للأرض انعدمت الزراعة وبالتالي انعدم تربية المواشي التي كانت تنتج الكثير من الألبان مما أضر بالأيدي العاملة وارتفاع نسبة البطالة بالقرية. ويضيف محفوظ أن "مصر الحي" الذي تم انشاؤه في 2006 نفذ بطريقة خاطئة حيث تم ردم الزواريق "المواسير" بالطمي الذي يدوره أدي الي انسدادها كما أن المصرف تم حفره عكس انحدار الأرض ومجري النيل "من الشمال الي الجنوب" مما أدي لاتداد مياه الصرف في الأراضي الزراعية. ويشير أحمد سيد محمد الي أنه يمتلك 4 أفدنة و5 قراريط وبسبب زيادة مياه الصرف في الأرض بارت نصف الأرض امتلأت بالهيش ومستنقعات مياه الصرف الصحي وأصبحت مأوي للحيوانات المفترسة وباقي الأرض مهددة بالضياع فأناشد رئيس الجمهورية بسرعة التدخل لانقاذ الأرض من الضياع. ويؤكد الحاج أمين أحمد أنه أصبح لا يعرف معالم أرضه التي تبلغ 2 فدانين و9 قراريط بسبب انتشار الهيش والحشائش بها وغرقها بمياه الصرف الصحي بعد انشاء المصرف وأصبح بدون دخل بالرغم من دفع جميع الضرائب للدولة دون استفادة ويضيف ضاعت أرضنا التي كانت من أجود الأراضي الزراعية التي تنتج محاصيل أساسية ومن أسباب غرق أرضنا أن ترعة الحاجر بزمام الصف بطول 24 كم تحتاج الي تدبيش لأنها ترسب في الأرض المجاورة. ويوضح عوض الله عيد أنه يمتلك فداناً ونصف الفدان لم يعلم عنها شيئاً وتاهت وسط الأحراش ومستنقعات مياه الصرف وأصبحت بلا دخل لاستحالة الزراعة مرة أخري ولا أعلم ما هو مصيري أنا وأسرتي وقد أصبحت عاجزاً عن تدبير احتياجاتهم من مأكل وملبس لأنني لا استطيع أن أقوم بأي عمل. ويلتقط طرف الحديث سليمان محمد قائلاً: أصيبت أرضي بالبوار ولا استفيد بغير 6 قراريط أقوم بزراعتهم برسيم كغذاء للماشية بعد أن فقدت أكثر من فدان وسط الأحراش ومياه الصرف. لذا نطالب بانشاء مصرف زراعي مواز لترعة الحاجر يبدأ من الجنوب للشمال طبقاً للانحدار الطبيعي للأرض. ويشير شعبان عبده كنت أملك فدان ونصف الفدان أعيش من خيرها ولكن فقدتها ولم يتبق غير 4 قراريط صالحة للزراعة أقوم بزراعة "السكرية" كعلف للحيوان أكثر الأراضي تضرراً بزمام الحاجر رقم 4 وحوض الأقصاب رقم 2 وحوض الكنيسة وحوض الحوافرية قسم ثاني بالإضافة الي أحواض أخري بقري مجاورة تعاني من نفس المشكلة. ونبرة حزن علي ما فقده جمال حسين يقول: أصبحت بلا دخل وأسرتي معرضة للضياع ولا أعلم مصيري بعد ضياع فدان وثلث الفدان وسط الأحراش ومستنقعات الصرف وأناشد جميع المسئولين بالدولة التدخل لانقاذنا. ويتفق معه في الرأي شحتة محمد قائلاً: أمتلك فدانين كنت أعيش عليهما ولكن بعد انشاء المصرف بطريقة خاطئة ضاعت أرضي كلها خاطبنا وزارة الري والزراعة ومجلس الوزراة ومحافظة الجيزة وري بني سويف والمنيا وهيئة الصرف بوزارة الري علي مدار السنوات الماضية لانقاذ الأرض لكن لا حياة لمن ننادي.