قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة إلي دولة قطر. وهناك استقبله أميرها الشيخ تمام.. ووقف الملك إلي جواره يؤديان رقصة العارضة التراثية الخليجية. وكانت الرقصة بروتوكولية تقليدية عادية معتادة في هذه المناسبات. ولكنها أثارت جدلا وحوارا ساخنا علي مواقع التواصل الاجتماعي حيث رأي فيها البعض استفزازا لمشاعر المصريين بسبب مواقف قطر من مصر وخاصة في أعقاب إنتاج "الجزيرة" للفيلم الوثائقي المسيء للعسكرية المصرية. وتنوعت الحوارات والتعليقات والأبعاد والتحليلات التي طالت العلاقات المصرية - السعودية التي تشهد تباعدا في المواقف والآراء وصل علي ما يبدو إلي مرحلة الخلاف وأصبح يستدعي نوعا من الوساطات لمنع تفاقمه وتفاعله. ولا ينبغي التعامل مع "رقصة العارضة" علي أنها تحمل أية دلائل أو رسائل سياسية ويجب أن تظل في إطارها "مجرد رقصة" وفرحة وعادة قديمة في هذه المناسبات. فالملك الذي قام بزيارة إلي دولة الإمارات وأعقبها بزيارة إلي قطر يبحث عن موقف خليجي مساند له في محاولاته تشكيل جبهة ضد الطموحات الإيرانية في المنطقة وهو في ذلك مضطر لكل أنواع المجاملات والترضيات. و"رقصة العارضة" لن تمحو أيضا عتاباً وغضبا سعوديا هائلا من السياسات القطرية المثيرة للجدل في المنطقة الخليجية والتي استهدفت السعودية ومكانتها وتأثيرها.. ولكنها في النهاية "التقاليد".. و"السياسة"..!! *** ونترك العارضة الخليجية وحوارات السياسة وألغازها لنتحدث عن شريط فيديو متداول علي مواقع التواصل الاجتماعي يتعلق بعملية تعذيب شاب في محافظة أسيوط تم ربطه عاريا علي شجرة وقام عدد من "الرجال" بضربه بقسوة ووحشية وإهانته بكل الألفاظ والشتائم بدعوي محاولته الاتصال بفتاة من عائلتهم..! والشريط الفضيحة لا يبرز رجولة ولا نخوة ولا كرامة. فالشريط يمثل خروجا علي القانون واستهتارا به وتحديا لكل السلطات وفرضا لسياسة ومفاهيم جديدة من قانون الشارع وقانون الغابة وقانون الفوضي. إن ما حدث لهذا الشاب هو امتهان لكل المعاني والأخلاقيات وجريمة أكبر وأخطر من محاولته الاتصال بفتاة ونوع من الانهيار الجماعي وعدم اكتراث بالقيم ولا بالدين وتعاليمه. وفقدان لوجود الكبار الذين كانت لهم كلمة وتأثير في هذه المناطق. إننا ندعو إلي ملاحقة كل الذين ارتكبوا هذا الجرم. والذين أهانوا واعتدوا علي هذا الشاب المسكين والذين قاموا بتصويره وكل من اعتقدوا أنهم رجال انتفضوا حماية للشرف بينما الحقيقة هي أنهم قد شهروا بأنفسهم وبعائلتهم ونشروا الفضيحة علي "الفيس بوك"..!! *** ولأنها الفوضي.. والناس التي شربت من مياه مسممة منذ ثورة يناير التي أفرزت لنا شعبا آخر. فإن أهالي العجيزي في طنطا ألقوا القبض أيضا علي أحد الأشخاص بتهمة السرقة. وقاموا بتوثيقه بالحبال وتعليقه في أحد أعمدة الإنارة وأذاقوه الضرب والإهانة أشكالا وأنواعا وقاموا بتصويره ثم أتت الشرطة لتتسلمه حطاما..! وهي حلقة في مسلسل فوضوي يسود الشارع ويعكس ضعفا وتراخيا في القبضة الأمنية ولامبالاة بالقانون وأدواته. وهو مسلسل إذا ما استمر علي هذا النحو فإن السيطرة علي الشارع ستصبح أمرا مستحيلا والقانون سيكون "بالذراع" ولا شيء آخر..! *** وتلقيت توضيحا من وزارة الإسكان التي يقودها المهندس مصطفي مدبولي الوزير النشيط الذي حولها إلي وزارة استثمار والذي يعلن كل يوم عن مشروع إسكاني جديد. وهي أيضا الوزارة التي يشغل منصب المتحدث الإعلامي فيها الزميل هاني يونس الذي كان حلقة وصل جيدة ومؤثرة بين الوزارة والإعلام. والتوضيح من المهندس خالد عباس مساعد وزير الإسكان ردا علي ما كتبته حول رغبة هيئة المجتمعات العمرانية بتعلية الأدوار بالمدن الجديدة. وقال المهندس خالد عباس إن قرار التعلية لن يخالف قيود الارتفاعات وأنه سيشترط في التعلية توافر الخدمات والمرافق. وأشار المهندس عباس أيضا إلي أن الوزارة لا تتقاعس عن ملاحقة مخالفات البناء التي تزيد حاليا علي 600 ألف مخالفة. ولهذا تقدمت بقانون للتصالح يحقق للدولة عائدا ضخما. وقال المهندس عباس إن التصالح أيضا له الكثير من الاشتراطات والمعايير ولن يكون هناك علي سبيل المثال تصالح في البناء علي أراضي الدولة. أو في المباني المخالفة للسلامة والقواعد الهندسية. *** ونترك الإسكان إلي السياحة والحديث عن إطلاق أول قناة فضائية مصرية لتنشيط السياحة. وقد يبدو المشروع مفيدا. ولكن الحقيقة أنه سيكون نوعا جديدا من إهدار الموارد ولن يكتب له النجاح أو الاستمرارية. وأهم من الدعاية وتجميل الصورة خارجيا أن يتم تحسين الخدمات والمرافق السياحية داخليا وأن يكون هناك اهتمام بالسائح عند وصوله لبلاده. ويكفينا الصورة التي بدت عليها محطة أسوان التي لا تليق بالسياحة ولا باستقبال سائحين..! *** ولأننا بلد اللامعقول.. فإن ضربة جزاء في مباراة كرة القدم تقيم الدنيا ولا تقعدها.. وأندية تعلن انسحابها وأخري تفكر ورؤساء أندية تهدد ومزيد من التعصب والقرف والجهل في التفكير والبيانات والقرارات.. وفضائح تظهر أن عقولنا قد أصبحت في إجازة..! *** أما المشهد الذي يؤكد أن الزمن قد توقف عند الحدود المصرية. فهو مشهد عربة الكارو وهي تحاول صعود أحد الكباري وقد وقف وراءها أرتال من السيارات في انتظار نجاح "الحمار" في محاولاته المتكررة التي انتهت بالفشل وتغيير المسار في مشهد لا يحدث في أي عاصمة في العالم إلا في القاهرة..!