بعد مرور 15 يوما فقط علي بدء العام الدراسي شهدت المدارس تسرب أعداد كبيرة من الطلاب أثناء اليوم الدراسي أو عقب الفسحة ولم يتوقف التزويغ علي مرحلة بعينها حيث شهدت المدارس الفنية التجارية والصناعية والزراعية تسرب أعداد كبيرة من طلابها كما شهدت بعض المراحل الثانوية تزويغ أعداد هائلة ولم تسلم الإعدادية أيضا من ظاهرة التزويغ. يقول حسن محمود - طالب من شبرا الخيمة - لاحظت منذ أول يوم دراسي غياب أعداد كبيرة من الطلاب رغم أنني أشاهدهم قبل الطابور الصباحي إلا أنهم يجلسون علي المقاهي وأحيانا يذهبون علي الكورنيش مع أصدقائهم حتي انتهاء اليوم الدراسي. ويوضح إسماعيل مصطفي - طالب - أنه لا يرغب في حضور الأيام الأولي من العام الدراسي إلا أن والده يجبره علي القيام مبكرا لذلك يذهب للمدرسة ويحضر الحصص الأولي فقط وعقب الفسحة يفر للخارج مع عدد من أصدقائه ويعود للمنزل في نفس توقيت خروج زملائه. أما أحمد حسونة طالب من المرج فيؤكد أنه يعتمد في التحصيل علي الدروس فقط ولا يحتاج للمدرسة نهائيا ويشعر أنها عبء كبير عليه ومضيعة للوقت إلا أن أسرته تضغط عليه للذهاب للمدرسة يوميا لذلك يرضخ لأوامرهم ويجلس مع أصدقائه يحتسون المشروبات علي أحد المقاهي القريبة من المدرسة. وتري صفاء سيد أن قرار الوزير بمنح مبلغ لكل أسرة لتشجيع أبنائهم بعدم التسرب من المدرسة بوسيلة أو بأخري فهو سلاح ذو حدين يجب أن ينبع من داخل الفرد سعيه وراء التعليم بكل أنواعه وليس الحصول علي مبلغ مالي لأن التعليم ليس له أي أهداف مادية ثانيا من الممكن منح هذا للأسر الفقيرة التي تحتاج ذلك لتشجيع أبنائهم علي الاستمرار في التعليم. وتعتقد شيماء أحمد أن مشكلة وزارة التربية والتعليم تتمثل في عدم إيجاد حلول جدية لمشاكل الطلبة والمعلمين والتعليم بصفة عامة فمهما صدر من قرارات لن نجد مردودا ومن المتوقع أن تقوم بعض الأسر بالحصول علي المبلغ دون الاهتمام بأبنائهم أو تعليمهم. ويقول وديع فهمي التعليم بمصر يحتاج تغييرا جذريا بعيدا عن التعقيدات التي جعلت الطالب يكره المدرسة ابتداء من مرحلة الحضانة حتي المرحلة الجامعية حيث توجد حلقة مفقودة وهي السبب الرئيسي في فشل منظومة التعليم بمصر منذ سنوات الأمر الذي جعل الأسر تفشل مع أبنائهم في زرع حب المدرسة والمدرسين في قلوبهم وجعلهم يشعرون أن المدارس هي الأمل والمستقبل ومصنع العقول المستنيرة. ويتساءل سمير جرجس: ما الفائدة من القرارات التي تصدرها الوزارة دون التنفيذ وما الفائدة من تخريج آلاف من الطلبة من الكليات المختلفة سواء العملية أو النظرية كل عام دون الاستفادة في الحياة العملية بها بل مجرد شهادة حصلوا عليها ومعلقة علي الحائط؟؟ وتوضح هبة أحمد - طالبة - أنه يجب علي كل فرد أن يجعل حب العلم نابعا من داخله للوصول إلي مكانة معينة عن طريق العلم والسعي بكل جهد للاستفادة منه في خدمة المجتمع والنهوض به. ويري بكري محمد - موظف - أن قرار الوزارة صائب ولكن الأهم هو التنفيذ مع ضرورة مراعاة كل مدرس ضميره في الشرح والتدريس بالفصل الدراسي بأسلوب محبب للطلبة حتي نشجعهم علي الحضور وعدم الهروب من المدرسة أثناء اليوم الدراسي. ويتفق معها علاء الدين جمعة - محاسب - قائلا: القرار صائب ولكن يجب تشجيع الطلبة بأهمية العلم لمستقبلهم والنهوض بمستقبل البلاد وعلي ذلك لابد من الرقابة المستمرة من الوزارة علي المدارس في جميع النواحي وليس فقط في تنفيذ القرارات. ويقول محسن محمود - مهندس - تسرب بعض التلاميذ من المدرسة يرجع لعدم استفادة الطالب من شرح المدرس فنجد الكثير منهم يحضر جميع الحصص ولكن لا يستفيد لعدم وجود تواصل بينه وبين المدرس علاوة علي العقاب العشوائي من المدرسين للطلبة الذي يفقدهم الإحساس والاهتمام بالدراسة نهائي. ويؤكد محمد علي - مدرس لغة إنجليزية - ضرورة اهتمام المدرسة بتشجيع الطلبة بطرق مختلفة بزيادة الأنشطة المدرسية التي توضح مواهب الطلبة المختلفة سواء الفنية أو الرياضية وغيرها التي افتقدناها من سنوات حيث كانت تخفف علي الطالب الضغط العصبي لليوم الدراسي وبالتالي يستكمل يومه بنشاط وحيوية. ويتفق معه نادر صلاح - مدرس رياضيات - قائلا: كثرة المواد الدراسية التي يدرسها الطلاب تسبب كراهيتهم للدراسة وتصيبهم بحالة إحباط يدفعهم لترك الدراسة نهائيا في أي مرحلة تعليمية في أي وقت من العام والاتجاه للعمل مع والديهم أو الاتجاه لسوق العمل المفتوح رغبة منهم في الكسب السريع. تري سمر عبدالله - مدرسة فلسفة وعلم نفس - أنه يجب علي المدرسين مراعاة الفروق الفردية للطلبة في شرح المناهج حتي يحببوا الطلبة فيها وللأسف هناك بعض أولياء الأمور لا يجدون في أبنائهم الميول للدراسة والعلم وذلك لصعوبة بعض المناهج الدراسية فيقوم بسحب ملف الطالب من المدرسة ويوجهه للعمل معه بورشة النجارة أو معرض السيارات وغيرها. محمد بنداري - مدرس لغة عربية بالمرحلة الثانوية - يري أن معظم حالات التسرب من التعليم واضحة أكثر في المرحلة الثانوية لأن هذه الفئة العمرية مرحلة البلوغ وتحتاج رعاية من نوع خاص فنجدهم يشعرون بعدم التقدير من المدرسين وذلك لاعتماد معظم المدرسين علي الدروس الخصوصية وإهمالهم للشرح. وتعرب سلوي محمد - مدرسة علوم للمرحلة الإعدادية - عن غياب الرقابة المدرسية بشأن تكرار حالات الغياب أو تسرب الطلبة أثناء اليوم الدراسي لذلك يجب توثيق العلاقة بين المدرسة والبيت مع عودة مجلس الآباء الذي كان يناقش مشاكل الطلبة كل شهر مع المتابعة المستمرة واتخاذ كافة الإجراءات. ويؤكد عرفة البخاري - مدرس جغرافيا علي ضرورة الاهتمام بالإرشاد للطلبة وتوجيههم كل منهم حسب ميوله الدراسية مع تحسين وسائل التعليم المختلفة وذلك بالتنسيق مع أسرة كل طالب بضرورة انتظام كل طالب وإرسال كشف للمتابعة وعمل اجتماعات دورية لمناقشة مستويات الطلبة. محمد شعبان - مدرس تاريخ يري أنه يجب العمل علي منح جوائز تشجيعية بقدر الإمكان للطلبة بمختلف المراحل والمستويات التعليمية حتي نمنع الغيرة بينهم ولتشجيعهم للوصول لمستوي تعليمي أفضل وبالتالي عدم الهروب أو التسرب من التعليم مع ضرورة منع نهائي للعقاب اللفظي أو البدني وذلك لعدم إحباط أو إضعاف شخصية الطلبة أو ترسيخ العنف بداخلهم مما يولد انفجارا فيما بعد لأنفسهم ومجتمعهم.