شهدت المدارس والإدارات التعليمية حالة من الاضطراب والتخبط في كافة أركان العملية التعليمية بعد قرار تأجيل الدراسة المفاجيء حتي 8 مارس القادم. دعا عدد من المسئولين في الإدارات التعليمية إلي مد اليوم الدراسي وإلغاء الإجازات الرسمية لتعويض الطلاب بينما رأي البعض ضرورة قيام وزارة التربية والتعليم بعمل سديهات تضم الأجزاء المقرر دراستها من جانب الطلاب إضافة إلي دراسة إمكانية مد العام الدراسي حتي نهاية مايو وتعديل الخريطة الزمنية. من جانب آخر أكد المعلمون والطلاب أن قرار تأجيل الدراسة أدي إلي حدوث انتعاش في سوق الدروس الخصوصية بسبب عدم وجود تعليم في المدارس بينما أوضح عضو اللجنة المركزية لاتحاد طلاب المدارس أن قرار تأجيل الدراسة أدي إلي تجميد أنشطة الاتحاد علي مستوي المدارس والإدارات التعليمية. أكد محمد كامل مدير إدارة الشروق التعليمية أن تأجيل الدراسة سواء لظروف أمنية أو بسبب الأنفلونزا فهذا في مصلحة الطالب. وأضاف أنه يمكن التغلب علي قصر فترة الدراسة في التيرم الثاني عن طريق إلغاء أجزاء من المناهج غير المرتبطة وليس لها علاقة بالسنوات اللاحقة أو عن طريق مد اليوم الدراسي للمدارس ذات الفترة الواحدة أو تغيير الخريطة الزمنية مع إلغاء إجازة يوم السبت والإجازات الرسمية وبذلك يمكن التعويض فبعض الطلاب أصابتهم الكآبة والإحباط حيث تعتبر المدرسة المتنفس الوحيد لهم بسبب عدم قدرة بعض الأسر المالية علي الذهاب في رحلات. وأوضح محمد عطية مدير إدارة غرب القاهرة التعليمية إن مد إجازة نصف العام ليست المرة الأولي التي تحدث فيها فقد حدثت عام 2011 أيام ثورة 25 يناير وتغلبنا عليها في ذلك الوقت بإلغاء الحشو من المناهج كما قام المدرسون بتركيز أجزاء المنهج بمختلف المراحل الدراسية وضغطها وقمنا بوضعها علي CD سيديهات وتسليمها للطلاب ولاقت هذه الفكرة نجاح كبير وقتها وحاليا نقوم بإنقاذ إجراءات احتياطية حتي تصدر التعليمات الأخيرة من الوزارة. قال محمد نشأت أمين اتحاد الطلاب بمحافظة البحيرة إن قرار تأجيل الدراسة أربك خطط اتحاد الطلاب بالنسبة للعمل علي مستوي المدارس مشيرا إلي أن نشاط الاتحاد مرتبط بحضور الطلاب أما الآن فكل اتحاد يعمل فقط مع أمناء الاتحاد في الإدارات التعليمية والمتطوعين وهو عدد قليل للغاية مقارنة بأعداد الطلاب في المدارس. وبالنسبة للمناهج أشار إلي ضرورة قيام المتخصصين في وزارة التربية والتعليم بتوحيد المحذوف. وأضاف رئيس الاتحاد إنه لا شك أن سوق الدروس الخصوصية سوف ينتعش في كافة المحافظات.. إلا أنه لن يكون بالقدر الكبير لأن غالبية الطلاب أصبحوا يعتمدون في تعليمهم علي الدروس الخصوصية خاصة بسبب الأوضاع السياسية. قال عبدالفتاح عامر مدير مركز التطوير التكنولوجي بسوهاج إن تأجيل الدراسة حتي 8 مارس قرار غير صائب بالمرة فما أكثر تجمعات البشر في الأسواق العامة والمواصلات والمساجد والشوارع والمناسبات والدروس الخصوصية دون تأجيل أو توقف. ووافقت فاطمة حسن مدرسة بالمنصورة علي تأجيل الدراسة لسهولة انتشار العدوي بين الطلاب خاصة المرحلة الابتدائية لصغر سنهم وخروجهم في وقت مبكر مع عدم استعداد المدارس من الناحية الصحية لمواجهة هذا الفيروس ولابد أن نكون واقعيين متسائلة هل توجد مكافحة حقيقية لانتشار الفيروس؟ طالبت بوضع خطة جديدة للمناهج بما يتناسب مع قصر الفترة الزمنية للتيرم الثاني ومعالجة أوجه القصور التي ستحدث في المناهج بسبب حذف أجزاء كبيرة من المنهج وتأتي جميع الامتحانات مطابقة لما تم تدريسه فعليا للطلاب ونحن كمعلمين مطلوب أن نبذل جهدا أكبر خلال الفترة القادمة لشرح المناهج جيدا ووضع خطة عاجلة لضعاف الطلاب تنفيذها بالتزامن مع شرح المنهج حتي نعد جميع الطلاب لامتحان آخر العام. قال محمود جاد مدرس بالبحر الأحمر إن هذا التأجيل الاضطراري حتما لعدم الاستعداد سواء من الصحة أو التعليم لموسم الأنفلونزا وهذا سيجنبنا مخاطر كثيرة لأبنائنا بدلا من اتباع أسلوب "كله تمام ياريس" ويجب في خلال الأسبوعين القادمين متابعة ما سيتم إجرائه من حيث تدريس المتبقي من المنهج وحتي لا نصدر قرارات عشوائية في حينه.. أما بالنسبة لاستعدادات المدارس فيجب أن تقوم لجان للتنفيذ بالإمكانات المختلفة وليس بالمطبوعات والنشرات فقط. أوضح هاني مهني مدرس بالمنيا أن تأجيل الدراسة لمدة أسبوعين بعد أن تم تأجيلها من قبل لمدة أسبوعين سابقين وبالتالي يكون مجمل التأجيل شهرا لن يصب في صالح العملية التعليمية حيث لن يتمكن المعلمون من تدريس المنهج كاملا أو حتي ناقصا وسيفقد منهج التيرم الثاني مضمونه فالمتبقي من الفصل الدراسي الثاني سيكون شهرين وإذا اسقطنا منهم الإجازات وأيام الجمع فستكون المحصلة أيامًا قليلة ونحن كمعلمين لا نعرف ماذا سندرس بالضبط وماذا سنفعل في الأجزاء المرتبطة ببعضها البعض؟ أما فيما يخص الإجراءات التي كان يجب اتباعها في التعامل مع أنفلونزا الخنازير هناك خطط سابقة للتعامل مع هذا الفيروس في السنوات السابقة وكانت تقتضي بغلق الفصل الذي يظهر فيه الفيروس لمدة أسبوعين وإذا زادت الحالات في المدرسة يتم غلقها وسبق أن اكتمل الفصل الدراسي حينها ولم يتأجل لمدة شهر مشيرا إلي أنه طالما صدر القرار بالتأجيل فعلي الوزارة أن ترسل الأجزاء المحذوفة من المنهج والتي يجب أن تتضمن جميع الصفوف الدراسية بما فيها فصول النقل حتي يكون هناك معيار موحد لتقييم الطلاب عليه بدلا من أن يتركوه لكل معلم يحدد ما يشاء ويحذف ما يشاء وحتي لا يقع ضرر علي الطلاب ويمكن أيضا حذف الدروس المقررة لآخر أربعة أسابيع من المنهج والاكتفاء بالدروس الأولي في المنهج فقط. أشار سليمان فتحي مدرس إلي ضرورة أن يلغي التيرم الثاني بالنسبة لفصول النقل في الابتدائية والإعدادية والثانوية واحتساب التيرم الأول هو نهاية العام الدراسي لأن الفترة المتبقية من التيرم الثاني لن تكون مفيدة لجميع الأطراف حتي لو تم حذف أجزاء كبيرة من المناهج بل بالعكس سنوفر للأسرة المصرية أموال الدروس الخصوصية بجانب الأموال التي تصرفها المدارس علي أوراق الامتحانات علي أن يستمر التيرم الثاني للشهادات فقط وبالتالي سيكون العدد قليلاً في المدارس ونخفف من أزمة أنفلونزا الخنازير أو حل آخر عودة الطلاب في التيرم الثاني بشرط أن يرفع الغياب علي أساس إعطاء حرية للطلاب في الحضور. أكد عبدالحميد القرشي مدير مدرسة علي أننا لم نكن علي استعداد لبدء الدراسة مثل هذه المرحلة لمحاولة مديري المدارس أن تشارك في بناء ما حاول الآخرون هدمه فلقد أصبحت الدراسة جاهزة منذ السبت الماضي من تجهيز ما وصل من الكتب الدراسية وتجهيز أدوات النظافة وموادها وعمل الصيانات البسيطة التي كانت تحتاجها المدرسة لكن فوجئنا بقرار بالتأجيل فماذا عما يتم حذفه من مناهج هل سيتم تدريسها في السنوات المقبلة ونحن نعلم تماما بأن هناك بعض مواد دراسية تراكمية فهناك دروس لابد من تدريسها وإلا عندما ندرس مناهج الأعوام التالية سيجد الطالب صعوبة في فهمها؟ وكيف واجهنا ذلك الخطر المسمي بأنفلونزا الخنازير؟ فوجب الإسراع بحلول فورية دون تسويف أو انتظار ولتكن حكومتنا حكومة حرب لنصلح ما أفسده الدهر فالقرار صعب لكن نحترم صناعه ونحترم رأيهم ربما يكون هناك ما يخفي علينا. أوضح محمود فرغل مدرس بالأقصر أنه بعد قرار التأجيل يجب دراسة نتائج التأجيل ومعالجتها بأقصي سرعة حتي لا ينعكس ذلك سلبا علي الطلبة ويجب أن تكون جميع القرارات المتخذة في صالح الطالب وعدم التسرع في إصدار القرارات التي قد تضر بالعملية التعليمية فقد شارف الموسم الدراسي علي الانتهاء ونعلم كثيرا من المعلمين تضغط في التيرم الأول لذا نجد معظم نتائج التيرم الأول غير مرضية للطلبة وأولياء الأمور وينتظر الطالب التيرم الثاني للتعويض مشيرا إلي أن هناك أمرا هاما عند حذف أجزاء من المنهج حيث يجب مراعاة الدروس المترابطة وخاصة مادة الرياضيات والسؤال الأهم ماذا سوف نفعل في الأجزاء المحذوفة؟