انقسم الخبراء والمتخصصون حول اقتراح وزير التربية والتعليم بتقسيم مرحلة التعليم الأساسي إلي 3 مراحل حيث رأي المؤيدون أنه سيؤدي إلي تطوير العملية التعليمية ورفع المستوي التعليمي للطلاب في هذه المرحلة الهامة وحث أولياء الأمور علي الاهتمام بأبنائهم. بينما رأي المعارضون أنه يعتبر عبئا زائدا علي كاهل كافة الأطراف منها الدولة والمدرس والطالب في نفس الوقت. اقترح البعض وضع حلول بديلة لخفض نسبة التسرب ورفع مهارات التلاميذ في القراءة والكتابة. أشاد طارق حسين مدير عام إدارة جنوبالجيزة بقرار الوزير بتقسيم التعليم الأساسي إلي 3 مراحل حيث تعتبر كل نهاية مرحلة لتحديد مستويات التلاميذ وتقييمهم بالشكل الصحيح مشيرا إلي ضرورة الاهتمام بهذه المرحلة وأن تكون تعيينات خريجي كليات التربية في التعليم الأساسي لإصلاح العملية التعليمية التي تبدأ منذ المراحل الأولي خاصة أن عددا كبيرا من تلاميذ هذه المرحلة لا يعرفون القراءة والكتابة ولابد من متخصصين وخريجين تربويين للعناية بالتلاميذ في هذه المرحلة الهامة من التعليم حتي نقضي علي التسرب. تخالفه الرأي مني السعيد مدير عام إدارة الدقي التعليمية حيث إن هذا النظام كان موجودا من قبل ويقصد به أن يكون الصف الثالث الابتدائي شهادة مشيرة إلي أن ذلك يعد عبئا زائدا علي الطالب وولي الأمر وإرهاقا كبيرا فضلا عن تحميل ميزانية الدولة أعباء إضافية مؤكدة علي ضرورة ترشيد الاستهلاك حيث يحتاج ذلك إلي كنترولات ولجان إدارة ومراكز توزيع علاوة علي عدم تحميل التلميذ في هذه السن الصغير أكثر من طاقته وتقييده بأن يكون أول امتحان له بالصف السادس الابتدائي. زيادة النفقات يشاركها الرأي صفي الدين محمد شعراوي مدير عام إدارة شمال الجيزة حيث إن هذا الأمر سيؤدي إلي زيادة النفقات من خلال تجهيز الكنترولات ولجان المراقبة ومراكز الأسئلة وغيرها من الأمور التي تعتبر عبئا كبيرا علي ميزانية الدولة. أضاف أن هذا الأمر سيزيد من رهبة التلاميذ في هذا السن الصغير ويكون له عامل نفسي سييء لديهم وعلي أولياء أمورهم مقترحا أنه إما أن تظل علي مستوي المدارس فهذا أفضل بدلا من تكبيد أولياء الأمور أعباء إضافية مشيرا إلي أن هذا يزيد من وطأة الدروس الخصوصية حيث يكون التلميذ وولي الأمر في حاجة إلي السعي وراء بعض المدرسين الذين يمكن أن يستغلوا الموقف نتيجة أن الصف الثالث الابتدائي سيصبح شهادة ولابد أن يحصل فيها التلاميذ علي درجة متميزة لن تتاح له إلا بالاشتراك في الدرس الخصوصي. أيد صبري هيكل مدير عام إدارة الهرم قرار وزير التربية والتعليم مؤكدا أنها خطوة إيجابية لإحياء هذه المرحلة التعليمية الهامة للتلاميذ الذين يحتاجون إلي رعاية منذ المراحل الأولي في التعليم وهذه المرحلة التي يتم فيها زرع المباديء الأساسية ومعرفة مستويات التلاميذ وعلاج نقاط الضعف لديهم وتقويتها بحيث يكون لديهم القدرة علي الإبداع والإنجاز في المراحل الأخري ويكون له أثر كبير في زيادة مهاراتهم لأن كثيرا من التلاميذ الذين يخرجون من هذه المرحلة ضعافا فإنهم يظلون هكذا أو يرهقون في سبيل تحسين مستوياتهم بعد ذلك ويكبدون أهاليهم المزيد من الأعباء نتيجة عدم اعتمادهم علي أنفسهم في التحصيل والاستيعاب وبالتالي اللجوء إلي الدروس الخصوصية بشكل أساسي. يشاركه محمد عثمان وكيل إدارة البدرشين التعليمية الرأي حيث إن تقسيم التعليم الأساسي إلي 3 مراحل سيرفع من قدرات ومستويات التلاميذ ويحثهم علي المذاكرة كما أنه سيدفع أولياء الأمور إلي الاهتمام بأبنائهم في مرحلة مبكرة والتي يحتاج فيها الطالب أن يتم تأسيسه بالشكل السليم. التسرب أوضحت مني قطاريه مدير عام إدارة العجوزة أن هذه خطوة هامة من أجل علاج التسرب من التعليم والذي ينتشر في مرحلة التعليم الأساسي نتيجة عدم الاهتمام بها لذا فإن التقسيم علي 3 مراحل سيجعل لكل مرحلة التعليم الأساسي نتيجة عدم الاهتمام بها لذا فإن التقسيم علي 3 مراحل سيجعل لكل مرحلة منها أهميتها وسيعود في النهاية علي مصلحة التلميذ الذي سيكون لديه دافع من الرهبة يساعده علي إنجاز وتحصيل العلم. أشار د.سلامة طراد مدير عام إدارة أكتوبر التعليمية إلي أهمية هذه المرحلة من التعليم في تقييم التلاميذ ورفع مستوياتهم مع التأكيد علي ثقافة الجودة الشاملة في مؤسساتنا التعليمية من خلال تطبيق المعايير العالمية في جميع عناصر المنظومة التعليمية وخاصة في هذه المرحلة مع ضرورة الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات لتوفير مصادر تعليم جديدة وعلاج التكدس في الفصول وتشجيع مساهمات المجتمع المدني في تمويل وتطوير التعليم والذي يبدأ من مرحلة التعليم الأساسي. قال طارق عبدالعزيز مدير المدرسة السعيدية الابتدائية بغرب مدينة نصر أن الهدف الأساسي من تقسيم مرحلة التعليم الأساسي إلي 3 مراحل ليس واضحا فمسألة القضاء علي التسرب وخفض نسبة الأمية بالمدارس يمكن معالجتها بأكثر من وسيلة يأتي في مقدمتها إعادة الامتحان التحريري للصف الثالث الابتدائي وجعلها شهادة يشترط حصول الطالب عليها للوصول للصف الرابع الابتدائي بدلا من تقسيم مرحلة التعليم الأساسي إلي 3 مراحل فإن كان المقصود بهذا التقسيم هو إيجاد نوع آخر من المدارس المستقلة بالتلاميذ من الصف الأول وحتي الثالث فإن الأمر حتما سيفشل ويجب إعادة النظر فيه. غير مفيد أضافت نرجس حليم مدير مدرسة جيل المستقبل التجريبية بالشرابية أن مسألة تقسيم مراحل التعليم الأساسي إلي 3 مراحل بدلا من مرحلتين لن يفيد في منع التسرب من المدارس أو رفع المستوي التحصيلي للتلاميذ حيث إن الشكل الحالي لمرحلتي التعليم الأساسي هو الأفضل لكل الأطراف والذي نريده فقط هو إلغاء نظام النجاح الآلي للطالب بقوة القانون في مرحلة التعليم الأساسي حيث إنه لا يحق لمدير المدرسة فصل تلميذ التعليم الأساسي أو رسوبه سنة دراسية أو أكثر وهو ما ينتج عنه نسبة الأمية في المدارس كما أن تقسيم التعليم الأساسي إلي 3 مراحل يعني الحاجة إلي مزيد من المدارس والمدرسين وهو ما سيمثل أزمة فعلية لا يمن تداركها بسهولة في ظل المعطيات الحالية للعملية التعليمية. يري يوسف النجار وكيل مدرسة مصر المستقبل بالوايلي أن تقسيم التعليم الأساسي إلي 3 مراحل أمر جيد قد يعود بنتائج إيجابية علي العملية التعليمية بشرط مقومات التطبيق وألا يكون مجرد حبر علي ورق فقط فمن خلال تقسيم مرحلة التعليم الأساسي إلي 3 مراحل سيتم الاهتمام بامتحانات التلاميذ في الصف الثالث الابتدائي وبالتالي عودة الاهتمام بالمادة العلمية للتلاميذ في هذه المرحلة وكذلك الاهتمام بالمناهج بحيث لا تقتصر علي تعليم المهارات فقط وإنما تحصيل المعلومة وذلك من خلال امتحان تحريري وليس شفويا فقط كما أن تطبيق هذا النظام يعد خطوة نحو جذب التلميذ للمدرسة مرة أخري وإحساسه أنه يتلقي معلومة جديدة سيسأل عنها من خلال الامتحان بنهاية السنة الدراسية. حلول بديلة قال محمد أحمد مدرس لغة عربية للمرحلة الابتدائية إن هذا القرار غير واضح والأهداف التي يدعو إليها يمكن الوصول إليها من خلال عدة وسائل منها عودة المحاسبة علي الغياب والعقاب بالفصل لتلاميذ التعليم الأساسي حتي يلتزم الطالب بالحضور للمدرسة وكذلك تفعيل تطبيق درجات للحضور علي التلاميذ وإرسال إنذارات بالفصل في حالة الغياب المتكرر وتجاوز النسبة المقررة بالقانون وبذلك يعود الطالب للانتظام بالدراسة داخل الفصل وبالنسبة للقضاء علي نسبة التسرب فيمكن أيضا التغلب عليها من خلال إعادة صياغة مناهج الصف الأول والثاني والثالث الابتدائي وجعلها تهدف بشكل أساسي لتحسين مهارات القراءة والكتابة لدي التلاميذ وجعل امتحانات نهاية العام تقيس مستوي تحسن القراءة والكتابة لدي الأطفال في هذه السن.