حققت القوات المسلحة المصرية والسورية في 6 أكتوبر 1973 انتصاراً عسكرياً مدوياً علي القوات الإسرائيلية التي تهاوت خطوطها في الساعات الأولي من الحرب. واضطرت إلي طلب النجدة من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وشريكاتها في حلف "الناتو" التي سارعت لإقامة أكبر جسر جوي ينقل أحدث العتاد الحربي إلي قوات إسرائيل. وهي في أرض المعركة لإنقاذها من الركوع أمام قوة النيران المصرية والسورية. ولإعطائها فرصة التقاط أنفاسها قبل شن الهجوم المضاد. خرجت إسرائيل وحليفاتها من حرب أكتوبر بدروس لا تُنسَي أهمها: فك عري التحالف المصري السوري. خاصة في المجال العسكري. وعدم السماح مهما كانت الظروف بتفوق القوات المسلحة المصرية والسورية علي قوات إسرائيل. والعمل بكل الوسائل علي إضعاف الجيوش العربية. وخاصة في مصر وسوريا المحيطتين بإسرائيل. طبقاً لمخطط مازالت حلقاته تتوالي منذ حرب أكتوبر حتي الآن. ورأينا ومازلنا نري. مشاهدة فيما يجري بالجيوش السورية والليبية واليمنية. وقبلها بالجيش العراقي الذي نجحت القوي الاستعمارية الغربية في الزج به في حروب خاسرة من إيران إلي الكويت. إلي سقوط بغداد في أيدي القوات الأمريكية الحليفة الاستراتيجية لإسرائيل. وحده.. الجيش المصري هو الذي استعصي علي المخطط الاستعماري المدمر للجيوش العربية. الهادف لحرمان الأمة العربية من جني ثمار انتصار أكتوبر المجيد. وتحرير كل أراضيها المحتلة. واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المناضل. وتنمية مجتمعاتها علي أسس من الحرية والكرامة في ظل سلام عادل آمن ومستقر. إن الجيش المصري البطل الذي خاض كل الحروب ضد الظلم والعدوان. وضحي بالآلاف من الشهداء. وروت دماء أبطاله الأرض الطاهرة. وانتصر في حرب أكتوبر المجيدة. سيبقي قلعة حصينة قوية صامدة. حارسة للأهداف القوية والوطنية والمبادئ العليا لأنه جزء لا يتجزأ من شعب مصر العريق صانع أرقي الحضارات الإنسانية.