كتبت مراراً وتكراراً في هذا المكان قبل أشهر وسنوات أطالب بإن تكون هناك مدينة طبية متكاملة في مصر للسياحة العلاجية لاستثمار كل ما تملكه مصر من خبرات بشرية في مجال الطب ولخلق فرص عمل واعدة للأطباء والممرضات والإداريين والعمال. وجاءت الفرصة أخيراً بتوقيع الحكومة لاتفاق مع شركة هندية لإنشاء هذه المدينة باستثمارات 1.6 مليار دولار ولكي تضم كليات للطب ومراكز للتمريض ومستشفيات من أجل السياحة العلاجية. وبدلاً من المطالبة بتقديم كل الدعم والتسهيلات للمشروع الذي يمثل نقلة نوعية في الخدمات الطبية فإن الدكتورة خيري عبدالدايم نقيب أطباء مصر السابق يطالب بأن يتم الاتفاق مع المستثمر الهندي علي ضرورة الاستعانة بالأيدي العاملة المصرية وخضوع المدينة للقوانين والتعليمات المصرية. وما يقوله الدكتور عبدالدايم يعني بصراحة وبساطة هو أننا نطالب المستثمر الأجنبي أن يأتي بأمواله للاستثمار في مصر ونحن نديرها له وفقاً لشروطنا وأوامرنا.. وإن كان الأمر لا يعجبه فليرحل..! وهذا التوجه لا يشجع علي أي نوع من الاستثمار في مصر ولن يأتينا بمشروعات واستثمارات جديدة. فالمستثمر الهندي الذي سيقيم مستشفيات ومراكز طبية لن يهرب يوماً ما من مصر حاملاً معه الأبنية والمستشفيات والأجهزة. وإذا كان هذا المستثمر سوف يأتي معه بخبرات طبية أجنبية فإن هذا في صالح المنظومة الطبية المصرية للاستفادة والاحتكاك واستيعاب أساليب جديدة متطورة في الإدارة وفي الطب أيضا. إننا لا يجب أن نضع العوائق ونثير المخاوف من أي استثمارات أجنبية من أي نوع. فالمستثمر لن يأتي حباً وعشقاً في مصر. ولكنه سيأتي من أجل فرص استثمارية أفضل يستفيد منها ونستفيد أيضا معه.. والمجال يتسع للجميع. * * * وإذا كنا نتحدث عن الاستثمار فإن هناك من المصريين من يسعون إلي هدم وتشويه هذا الوطن. وأربعة من المصريين قاموا في المنصورة بتصوير فيديو وهم يرتدون ملابس رثة ويأكلون من القمامة!! وأهالي المنصورة لم يعجبهم ما يحدث أمامهم فقاموا بالامساك بهم وتسليمهم إلي الشرطة. والنيابة وجهت إليهم تهماً من بينها نشر أخبار كاذبة وتشويه سمعة مصر بالداخل والخارج..! وسوف يتم محاكمتهم وليس لنا تعليق علي ذلك.. ولكن ما هي دوافعهم للقيام بهذا العمل وما الذي يريدون ايصاله للخارج وهل شعب مصر أصبح يأكل من صناديق القمامة..! إن مصر العظيمة في أصعب الأوقات شهدت دائماً كل صور التكافل والتراحم والمودة.. ولم يكن فيها من يلجأ لصناديق القمامة إلا إذا كان معتوهاً أو مشرداً..! وشعب مصر العظيم لم يترك أبداً مسكيناً إلا وساعده. وجائعاً إلا وأطعمه.. ويائساً من الحياة إلا واحتواه وأخذ بيده. مصر تعاني.. ولكنها بخير.. وأفضل ما فيها شعبها حتي وان كنا نتحسر علي بعض المعاني الجميلة التي ضاعت إلا أننا رغم كل ذلك ندرك ونعتز ونفتخر بأصالة هذا الشعب ومعدنه الكريم. * * * واليوم عيد.. والعيد فرحة.. ولمة عيلة وكلمة حلوة ومعاني جميلة وفي العيد هدنة من المشاكل والمتاعب والهموم.. والسياسة وبرامج التوك شو.. وبتوع النفاق و"الأونطة".. والكل يصمت ولغة العيد تتحدث.. ولغة العيد هي المحبة والسمو فوق الأخطاء والدنايا وأن نتبادل التهنئة لتهدأ نفوس وتصفو قلوب.. وتحلو الدنيا وتستيقظ فينا مشاعر الأخوة والطيبة والتسامح.. العيد أغنية جميلة للتذكير بأن الدنيا بخير.. والناس حلوة.. وستكون أحلي وأحلي إذا ما استمرت مشاعر العيد طوال العام. * * * وآه..أيتها المطربة العظيمة ليلي مراد.. عندما غنت بكل الصفاء والابداع.. يا رايحين للنبي الغالي.. هنيالكم وعقبالي. ليلي مراد في هذه الأغنية لم تكن صوتاً يغني ويردد كلمات جميلة.. ليلي مراد كانت عاشقة في حب النبي فخرج صوتها ساحراً دافئاً مؤثراً.. وظلت الأغنية حية مؤثرة طوال عقود وعقود.. وعندما نسمعها فإننا نعيش اللحظات والأمنيات بالحج إلي بيت الله الحرام وزيارة النبي الغالي.. يارايحين للنبي الغالي هنيالكم وعقبالي. * * * وكلمة تقدير واجبة لجهود المملكة العربية السعودية في تنظيم وتسيير أعمال الحج. فرعاية 2 مليون حاج من دول وثقافات مختلفة وتيسير انتقالهم وتحركهم للمشاعر المقدسة ليس عملاً سهلاً. خاصة إذا كانت هناك تهديدات أمنية ومحاولات لتعكير أداء الحج وإثارة الأزمات للسعودية. والذين يتابعون ما تبذله السعودية من جهد في التيسير علي الحجاج سوف يجدون كل عام اضافات ومنشآت جديدة ومحاولات مستمرة لكي يكون الحج تجمعاً إسلامياً راقياً بلا مشاكل أو متاعب. وما تقوم به السعودية في موسم الحج لا يمكن أن تقوم به إلا السعودية. * * * وأخيراً فإن البعض لابد أن يعكر صفو العيد.. ووصول اللحوم الفاسدة إلي "سوبر ماركت" كبير وشهير بالجيزة من التي تخضع للرقابة والمتابعة يعني أن الفساد في الأغذية قد أصبح أمراً عادياً.. وعادي جداً جداً.. وعيب يا أولاد.. "........." سمعتكم علي المحك..!