«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاوي الروح
تقدمها: دعاء النجار
نشر في الجمهورية يوم 02 - 09 - 2016

انا من متابعي صفحتك ولم أتردد في أن أكتب إليك بعد أن قرأت قصة الأسبوع قبل الماضي بعنوان "الرسالة الاخيرة" التي تروي معاناة شابة في مقتبل العمر دفعت سعادتها ثمناً لحبها واخلاصها لخطيبها الذي تخلي عنها في احلك الظروف التي عصفت بها وبأسرتها ولم يقدر حبها و ثقتها فيه.
هذا ما وقعت فيه للأسف. رغم اختلاف التفاصيل.. وقررت علي الفور أن أرسل لك بتجربتي حتي يستفيد منها كل ذو عقل. وكل فتاة تعيش في احلام وردية لأن يتأكد الجميع أن هناك بشراً لا يستحقون التضحية.
لن أطيل عليك وسأدخل في الموضوع باختصار فأنا "س ع" عمري الأن 44عاماً. ولدت في اسرة ثرية. فوالدي يرحمه الله كان تاجر كبيراً ترك لنا أموالاً. و أملاكاً وأراضي زراعية.
أنا أبنته الصغري ويكبرني بثلاث سنوات أخ يعمل بالخارج . وتعود تفاصيل مشكلتي إلي أكثر من 10 أعوام. عندما أحببت شاباً يصغرني بعامين كنا نعمل معاً في أحدي الشركات الكبري. شاب خلوق ومهذب جذبني بذكائه وشخصيته القوية.
كان يراني أقرب الاصدقاء إليه لكن لم يكن لي مجرد صديقا. فقد احببته في صمت وكانت مشاعري تحترق كلما حكي لي اعجابه ب"فلانة" أو رغبته في الارتباط ب"علانة" كنت اراه دائماً فتي احلامي الذي تمنيته. رغم الفوارق العمرية والطبقية. وعندما قررنا أن نخبر الجميع برغبتنا في الارتباط لاقي الخبر رفضاً من اسرتينا. اسرته بسبب فرق السن واسرتي بسبب فرق المستوي الاجتماعي .
لم أيأس لحظة.. وذللت له كل العقبات. وبالفعل ارتبطنا و ماهي ألا عدة شهور وتزوجنا. وتعرضنا لأول اختبار يصدمنا به القدر حيث أكتشفنا أن زوجي يعاني من حالة مرضية تؤثر علي قدرته علي الانجاب. وقتها خيرني مابين الانفصال عنه والزواج بأخر من أجل تلبية غريزة الامومة وبين الاستمرار في حياة قد تحرمني من سماع كلمة ماما طوال عمري.
وبدون تفكير يا عزيزتي أخذت قراراً بالوقوف إلي جواره والتضحية بحلم الامومة الذي تنتظره كل فتاة. بدأت معه مشواراً للعلاج أنتهي نهاية سعيدة وأنعم علينا الله.. وبعد أقل من عام اصبح لدينا طفل جميل. وبعدها وبحسن نية قررت أن تكون كل أموالي تحت تصرف زوجي. ولانه كما قلت لك علي قدر كبير من الذكاء والطموح اقنعني ان نترك الشركة التي نعمل بها وننشئ أخري خاصة بنا.
ويوماً فيوماً أصبحنا نمتلك صرحاً اقتصادياً ضخماً. يضم عدداً كبيراً من الموظفين والموظفات. وكنت في غاية سعادتي وأنا اشاهد نجاحه المتصاعد بسرعة الصاروخ. وفي المقابل انغمست في تهيئة جو جميل رومانسي له داخل عشنا الهادئ.
ولأنه كان شديد التعلق بابننا الصغير ويقضي معه أوقاتاً طويلة ويمنحه كل الحب والرعاية والاهتمام. فحاولت خوض تجربة الانجاب مرة ثانية وثالثة ورابعة. لكي أجبره علي أن يقضي معظم وقته في البيت أمام عيني. لكن كل محاولاتي باءت بالفشل. و كنت أفقد الجنين قبل أيام من خروجه للدنيا وتصيبني بعد كل مرة حالة من الاكتئاب والحزن الشديد.
رضيت بما قسمه الله لي. فقد أكرمني بطفل ولم يحرمني من أن أكون أماً للابد. ولكنني فُقت علي صدمة أشد وطأة من الأولي حيث علمت أن زوجي غارق في الحب مع أحدي الموظفات بشركتنا التي اسسها بمالي سلبت عقله وتبدلت احواله واصبح غريب الاطوار يختلق معي مشكلات من العدم. ولا يهتم بطفلنا كما كان.
يقضي معظم أوقاته خارج المنزل. وما هي إلا شهور قضيتها صامتة بين الشك واليقين إلا ووجدته امامي يصارحني بحبه لهذه الفتاة ورغبته في الزواج منها بعد أن وقع في حبها وجرته إلي علاقة غير شرعية افقدتها عذريتها.
انهال عليّ بالوعود أن ذلك لن يقلل من حبه لي ولا تواجده في حياتنا ولن يؤثر علي شراكتنا في العمل. ولأنني منذ بداية علاقتي معه أشعر أنني مسيرة ولست مخيرة وافقت. فلم يكن هناك بديل.
واقنعت نفسي أنها قد تكون "النزوة الحلال" ووظللت أراقب تفاصيل ارتباطهما من بعيد. وتحولت حياتي السعيدة الهادئة إلي جحيم فبعد أن كان زوجي يرافقني الليالي اصبحت دموعي الساخنة هي الرفيق الذي لا يتركني و أمام عيني يمر شريط الذكريات الجميلة والمستقبل الوردي الذي كنت ارسمه معه وله.
وبالفعل يا سيدتي خضعت لاحزاني.. وتملكني الندم علي بعض الامور التي فرطت فيها ولم احسب حساباً للزمن وتقلباته القاسية. فبعد أن أفنيت عمري ومنحته بحسن نية كل ما أملك. وتحملت معه فترة تعبه وعلاجه وبعد كل هذه التضحيات تكون مكافأتي أن يتزوج بغيري بمالي وميراثي وتحويشة عمري التي قدمتها له علي طبق من دهب.
وتركني اتجرع مرارة العذاب والحرمان من أبسط حقوقي في أن أعيش حياة سعيدة ومستقرة مع من ظننت يوماً انه حب عمري وسندي في الحياة. ومن ثم وبعد أن تألمت وحزنت لصاحبة قصة "الرسالة الأخيرة" لم اتردد في ان اقدم من خلال صفحتك النصيحة لها و لكل امرأة تفكر بقلبها ومشاعرها ولا تحكم عقلها ان تتزوج من شاب يحبها لأنه لايكفي ان يكون الحب من طرف واحد حتي وان تزوجته لان الرجل عادة ومن واقع تجربتي المريرة يخلص للمرأة التي يحبها أكثر من المرأة التي يتزوجها وأن المرأة التي تحب زوجها اكثر من حبه لها دائمة القلق والخوف من بكره وتتوقع بعده او انفصاله عنها في اي وقت.. ويدمر هذا الهاجس حياتها حتي وأن كان مخلصاً لها.
** أهلا بك أختي العزيزة واشكرك علي ثقتك في صفحتنا و متابعتك لها دعيني أقول لك أنك اخترت بأرادتك أن تكوني الضحية في هذه الزيجة
بأوهام الحب الأول. ذلك الحب الذي عشته أنت دون أن تحكمي عقلك وخيل إليك أنه الحب الحقيقي في حياتك والذي وهبت نفسك لأجله حتي بعد أن تزوج بأخري بأموالك وميراثك الذي وضعته بسذاجة تحت تصرفه.
لن أقول لك أنسي أو سامحي لأن في منطق الحب وقواعده لا أحد يعرف متي بدأ و كيف ولماذا ولا نسأل لماذا هذا الشخص بالتحديد دون غيره. فالواضح من رسالتك أنك كنت ضحية باسم الحب ولابد أن تكون هذه هي النهاية المتوقعة.
ولست هنا في مجال الحديث عن ماهية الحب وأسبابه بعد فوات الاوان لكن أري هذه التجارب بمثابة جرس إنذار يكشف أن الرجل في مرحلة عمرية معينة يكون أكثر عرضة للإعجاب أو للوقوع في حب امرأة أخري غير زوجته أو شريكة حياته وهنا تنوعت تفسيرات الخبراء حول أسباب بحث الرجل عن المرأة الثانية. وما إذا كان الرجل يبحث فقط عن مغامرة يفقد ولعه بها بعد فترة قصيرة وقد كما ذكرتي في رسالتك تكون النزوة الحلال التي يستعيد بها شرارة الحب الأول.
وفي الغالب يتسبب هذا الأمر في إنهاء حياة زوجية مستقرة وتدمير أسرة وابناء لا ذنب لهم. وقد قرأت دراسة لخبير العلاقات الزوجية الالماني "هينيج ماتهاي" يري فيها أن الرجل عادة يكون أكثر عرضة للوقوع في الحب مرة ثانية في المرحلة العمرية بين الخامسة والثلاثين والأربعين وان دافع الرجل لهذه العلاقة لا يكون لأسباب جنسية وإنما رغبة في التجديد. إذ يستهويه الشعور بأنه يعيش في علاقة متجددة بعيدة عن الملل والرتابة. ومن الممكن أن يتطور هذا الإحساس ليتحول إلي مشاعر حب قوية.
والآن لا وقت للبكاء ولا فائدة من الندم. يكفيك ما أهدرت من سنوات عمرك. ومن أموالك التي تنعم بها أخري غيرك. فلا تضيعي سنوات أخري في البكاء علي اللبن المسكوب لأن الحياة ليست رجلاً هو كل الأمال التي تحلم به المرأة.
هنا أذكرك بقول الله تعالي "وعسي أن تحبوا.. وعسي أن تكرهوا" فالأفضل لك أن تتعلمي الدرس مهما كانت مرارة التجربة. وعليك أن تثقي فالله فهو سيعوضك خيراً عن كل ما فقدت علي يد زوجك. ولابد أن تجدي لك هدفاً أخر في الحياة قد يكون مشروعاً جديداً. دراسة. هواية.
وانظري إلي الجانب الايجابي ونصف الكوب الممتليء في هذه الزيجة وهو أن الله أنعم عليك ومنحك الابن الذي سيكون سنداً لك.. وربما يكون هو العوض لك عن ما مررت به.
صديق الأسرة
تلقينا هذا الأسبوع مساهمة جديدة لصديق الصفحة الدائم محمد عبدالمطلب البهنساوي من سيدي سالم كفر الشيخ لإثراء الآراء والأحاديث المتبادلة بين أصدقاء الصفحة الأعزاء ويقول فيها:
أتقدم بأسمي آيات التقدير وأنبل معاني الوفاء والعرفان لقراء صفحتنا الأعزاء صفحة "حكاوي الروح" الأسبوعية بجريدتنا الجمهورية الغراء علي تواصلهم ومشاعرهم النبيلة وأحاسيسهم الصادقة النابعة من قلوب تعزف أوتارها بكل معاني الحب والخير والجمال في زمان تلاشت فيه المودة وضاعت المبادئ والقيم وتوارت الفضيلة حياء وخجلا من سلوكيات مرفوضة وممارسات خاطئة أضحت للأسف تشكل وتؤثر في وجدان أجيال هم شباب اليوم ورجال المستقبل.
وأدعو قرائي الأعزاء المتابعين لصفحتنا الغالية "حكاوي" أن يشاركوني بآرائهم الصائبة وأفكارهم المستنيرة ونظراتهم الثاقبة حول قضية "صديق الأسرة" وحول هذا الموضوع أقول:
مما لا شك فيه وبدون جدال أن الإنسان اجتماعي بفطرته إيجابي بسليقته متعاون بطبيعته ينشر التآلف والحب ويهوي العلاقات الإنسانية الطيبة مع الأهل والجيران والأصدقاء والزملاء في البيت والعمل والشارع في دور العبادة وأماكن التجمعات والمناسبات والمواقف مشاركا بنفسه وجهده وماله ووقته فيؤثر علي نفسه ويضحي بما يملك ولا يدخر جهدا في خطف ود من حوله ومن تجمعه بهم شيء من المصلحة أو المنفعة توكيدا لأواصر المحبة وبرهانا علي صدق النوايا وحسن الإخلاص.
وصديق الأسرة هو ذلك الشخص الذي يحظي بالثقة وينال التقرب ويؤتمن علي الأسرار فهم كما يقولون "واحد من الأسرة" وأيضا يقولون في الأمثال "الصديق لوقت الضيق" ويروي أيضا "رب صديق لك أفضل من أخ ولدته أمك" ويقولون أيضا "خد الرفيق قبل الطريق" أمثلة وموروثات وحكم نؤمن بها ونسير علي هداها ونحافظ عليها ونجعلها شعارا لنا قد تصل إلي مرتبة العقيدة التي لا يأتيها الشك أو الباطل من أي مكان.
ومن هنا فنري صديق الأسرة وقد امتلك الزمام وصار صاحب الحل والعقد وصاحب الأمر والنهي كلماته مقدسة وآراؤه وأفكاره هي الصواب وقد يجعل من نفسه صاحب الكلمة العليا التي هي قانون يتم تنفيذها دون مناقشة أو اعتراض خاصة إذا كانت الأسرة ليس فيها من لديه الاستعداد الفطري والمواهب الخاصة والقدرة علي إبداء الرأي أو حتي مجرد الاعتراض الصامت.
وهذا العمل وتلك الممارسات قد تكون وبالاً علي الأسرة الأصلية وسببا في خرابها بداية لتدميرها وتشويه سمعتها وتفتيت روابطها وتمزيق أواصرها ونشوء الخلافات وتلاشي الاحترام المتبادل بين أفرادها خاصة إذا كان لصديق الأسرة كل صلاحيات التعامل والتصرف في أدق شئونها وخصوصيتها واتخذ هذا الصديق من هذه الثقة مبرراً لجنوحه عن جارة الصواب ولم يحترم العادات والتقاليد وا لقيم ولم يحافظ علي الكيان الأسري الذي يراه الاخرون.
ومن هنا فأنا أري أن صديق الأسرة يجب ان يعامل بشيء من الحذر والحيطة وألا يترك له الحبل علي الغارب وأن يكون في بؤرة المراقبة وألا يسمح له بالتواجد في البيت دون رقيب وألا يعطي الفرصة للانفراد بنساء الاسرة وألا نجعل منه ملاكا بل هو بشر وأن يعرف الجميع أن هذا الانسان ليس له كل الحقوق خاصة التعامل والخلوة ومعرفة كل الاسرار وفي هذا الجانب وردت الحكم والامثال الآتية "احذر صديق الأسرة. صديق الأسرة هو نار تحت الرماد. احذر عدوك مرة وأحذر صديق الاسرة الف مرة فلربما انقلب فكان أعلم بالمضرة. الثقة العمياء في صديق الاسرة وهم كاذب لا تجعل البيت لصديق الأسرة سداح مداح" وفي النهاية أود القوي أن صديق الأسرة يجب أن يراقب وأن يختبر وأن لا يطلع علي كل اسرار حياتي فقد يأتي يوماً ما مع اول خلاف أو سوء تفاهعم وأكون عاجزاً قد أكون عاجزاً نفسياً أو معنوياً أو مادياً في وقت لا ينفع فيه الندم ومن هنا فعلي الانسان في هذا الوقت لا يلومن إلا نفسه فهل انتم معي مؤيدون أم برأي الحر جاحدون وفي انتظار تعليقاتكم الثرية.
نصيحة أب
تلقينا هذا الأسبوع رسالة من صديق الصفحة الدائم محمد زكريا صالح من بيبان. كوم حمادة محافظة البحيرة يقول فيها: أنا متابع جيد لصفحتكم "حكاوي الروح" وأسعد دائما بمشاركتي بالرأي فيما تعرضونه أسبوعيا من قصص ومشكلات من واقع حياتنا اليومية.
واليوم أود أن أتقدم بنصيحة من أب لابنته لصاحبة قصة "الحقوق الضائعة" التي نشرت منذ عدة أسابيع وأقول لها دعيني أرسل إليك عدة رسائل.
* الرسالة الأولي لوالدتك رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته ودار رضوانه يا أيتها الابنة البارة لو كانت أمك علي قيد الحياة لما ترددت لحظة في الجلوس تحت قدم والدك ولم تتأخر لحظة عن خدمته ورعايته برغم ما عانته من آلام وأوجاع وأمراض كان والدك السبب فيها وجزاها الله خيرا لصبرها علي والدك ولخدمتها ورعايتها لك ولأشقائك.
* الرسالة الثانية لأخويك: أنا معكم لقد أخطأ والدكم وأعاقكم قبل أن تعوقوه وسبب لكم آلاما نفسية رهيبة صعب أن تنسي بسهولة وصعب القضاء عليها وكان طبيعيًا أن تأخذوا منه هذا الموقف الذي من الصعب أن يتغير أو يتلاشي وأنا مقدر ما أنتم فيه.. لكنني أقول انتم لن تصفحوا ولن تسامحوا أباكم بتاع زمان الفظ. الغليظ القلب وأنتم لن تتعاملوا مع أب سليم بل أنتم سوف تتعاملون مع أب مريض فالصفح والسماح سوف يكونان مع أب يحتاج إليكم الآن عودوا إلي أبيكم المريض وشاركوا أختكم في رعايته والتودد والإحسان إليه. نعم انها عملية صعبة وقاسية ولن يكون الأمر بالنسبة لكم سهلا بل في غاية الصعوبة لكن حاولوا وسوف تنجحون ومعكم اختكم في العودة إليه مرة أخري وسوف تعود المياه إلي مجاريها.. لماذا لا تفتحون مع والدكم صفحة جديدة انه بذلك ندم علي ما فعل وما فعله معكم وسوف يحاسبه الله عليه وسوف يحاسبكم الله علي صبركم عليه أنتم والمرحومة والدتكم عودوا إلي والدكم ليس من أجلكم بل من أجل أولادكم فهذا العقوق سوف يقعد لأولادكم الذين لا ذنب لهم وتكونون أنتم السبب.
* الرسالة الثالثة: لك أيتها الشقيقة
جميل بل رائع أن يكون تصرفك مختلفا عن تصرف اخوتك التمسي لهم العذر فيما فعله والدك أثر علي نفسيتهم وجعلهم يأخذون منه هذا الموقف.. استمري في خدمة والدك ورعايته والإحسان إليه وحاولي مع اخوتك مرات ومرات ربما يحدث ما لم يكن في الحسبان والأيام قادرة علي محو هذه الذكريات الماضية المؤلمة وإن شاء الله سوف يعودون إليه يوما ما والأمل في الله موجود إن شاء الله. واشركي معك أخوالك وأعمامك وأقربائك.. ربما ينجحون هم أيضا في إقناع اخوتك بالعودة.
وأخيرًا.. يا أيها الاخوة: أباكم الآن مريض وهو يحتاج إليكم. ضعوا أيديكم في يدي أختكم وكونوا علي قلب رجل واحد وقرروا فورا العودة إلي أبيكم من أجل أولادكم ووقانا وإياكم الأمراض وآلامها وقسوتها.. ثقتي في الله كبيرة وثقتي فيكم أيضا كبيرة واستمري أيتها الابنة فيما تقومين به من رعاية وخدمة حتي يقضي الله أمرًا كان مفعولا.
زوجي عديم الشخصية
تلقينا عبر البريد الالكتروني للصفحة رسالة من "ه.غ" 25 عاماً من احدي المحافظات الساحلية تقول فيها : أكتب إليك عسي ان أجد لديك حلا لمشكلتي. وحتي يستفيد بها قراؤك ممن يذوقون كأس العذاب مثلي. فأنا باختصار تزوجت من شاب حاول أسعادي بشتي الطرق وفر لي شقة بها كل الاثاث والامكانيات التي تتمناها أي فتاة. أعيش في رغد الحياة ووضعنا المادي يحسدنا عليه الجميع لكن مشكلتي تكمن في والدته التي تسيطر عليه في كل شئ لا يأخذ قراراً إلا بعلمها.
كل كبيرة وصغيرة في حياتنا تعلمها لكن ما يضايقني أنها دائماً تتباهي بان أبنها لا يخفيها سراً ويطلعها علي أدق التفاصيل في حياتنا الأمر الذي يحزنني ويشعرني وكأنني تزوجت حماتي لا زوجي عديم الشخصية وكلما طالبته بأن يخرج والدته من حياتنا يقول لي الحماة كالأم ورضاها من رضا الزوج وفي الحقيقة يا سيدتي زوجي طيب جداً ومهذب ووضعه الاجتماعي جعله يوفر لي كل ما اتمناه في الحياة ولا يستحق مني أن اسيئ إليه. لكن كل هذه الأمور والصفات الجميلة التي اجتمعت فيه فقدت معناها بسبب تصرفات والدته التي جعلت منه عديم الشخصية.
** أختي العزيزة كل مشكلة ولها ألف حل فقط نحتاج إلي القليل من العقل وشئ من الحنكة والذكاء. تقولين إن زوجك شخص طيب وانه يوفر لك كل سبل السعادة. ويبدو من كلامك أنه مغلوب علي أمره لأن من الطبيعي أن تغار الام علي ابنها. وأجد أن ابسط حقوق زوجك عليك بعد كل ما قدمه لك أن تردي له جزءاً من الجميل باسعاد والدته وتحملها والصبر عليها لأن كما يقول زوجك رضا الحماة من رضا الزوج وكل هذا عند الله باق ولا يضيع لأن مثل هذه النوعية من الأمهات لن يتغير ولأن الأمهات في مثل هذا السن لا يحتجن أكثر من لمسة وفاء وشيء بسيط من الاهتمام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.