أسعار الفراخ البيضاء اليوم الخميس 20-11-2025 في الأقصر    البث المباشر لانطلاقة الجولة الثامنة من دوري أدنوك.. مواجهة مبكرة تجمع خورفكان وشباب الأهلي    اليوم، رئيس كوريا الجنوبية يلتقي السيسي ويلقي كلمة بجامعة القاهرة    مستشفى 15 مايو التخصصي ينظم ورشة تدريبية فى جراحة الأوعية الدموية    اليوم.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة    تحذير عاجل من الأرصاد| شبورة كثيفة.. تعليمات القيادة الآمنة    اليوم.. عرض فيلم "ليس للموت وجود" ضمن مهرجان القاهرة السينمائي    شاهد، أعمال تركيب القضبان والفلنكات بمشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    ترامب يرغب في تعيين وزير الخزانة سكوت بيسنت رئيسا للاحتياطي الاتحادي رغم رفضه للمنصب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    تحريات لكشف ملابسات سقوط سيدة من عقار فى الهرم    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    محمد أبو الغار: عرض «آخر المعجزات» في مهرجان القاهرة معجزة بعد منعه العام الماضي    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    بنات الباشا.. مرثية سينمائية لنساء لا ينقذهن أحد    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 داخل الأسواق المصرية    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    موسكو تبدي استعدادًا لاستئناف مفاوضات خفض الأسلحة النووي    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاوي الروح
المظلومة
نشر في الجمهورية يوم 20 - 11 - 2015

أنا شابة عمري 37 عاماًَ. نشأت في أسرة ميسورة الحال وعشت في كنفها حياة هادئة ومستقرة وتربيت وأخواتي منذ الصغر علي الرضا بالمقدر والمكتوب ونشأنا علي التصالح مع النفس. ومن ثم منحتني هذه التربية نضجاً وعقلانية جعلتني أتخذ جميع قرارات حياتي دون تدخل من أحد.
دعيني أروي لك قصتي من بدايتها وسأعود بك إلي 10 سنوات مضت حيث ارتبطت بشاب ثري بدأ حياته من الصفر كما يقولون فعرف معني الكفاح والمسئولية كان صديقا لابن عمي.. وفي إحدي المناسبات العائلية تعرفت عليه وبمجرد حديثه عن حياته وسفره للخارج والتنقل في الأعمال المختلفة من أجل أن يبني مستقبله ب "عرق جبينه" انجذبت إليه.
وشعرت نحوه بأعجاب شديد لم أشعر به من قبل علي الرغم انني تقدم لخطبتي الكثيرون وكنت أرفض في كل مرة لأسباب قد يراها البعض تافهة ولكن يا سيدتي أهم ما كان دائما يستوقفني في من أراه شريكاً لي في هذه الحياة هو جمال شخصيته لا لشكله أو ماله كما تفعل الكثيرات.
وسأكمل لك أننا خرجنا من هذا اللقاء الغريب وكأننا أصدقاء العمر عرف عني كل شيء تقريباً. وكان يسمعني بإنصات وشغف شديدين.. الامر الذي جعلني اتوقف طويلاً عند سبب هذا الاهتمام لكن أدركت بعدها أن لعب النصيب دوراً كبيراً في أن أعثر أخيراً علي فارس احلامي ومن كنت أراه دائماً في خيالي.
وبمجرد أن شاء القدر وجلس هذا الشاب علي نفس المائدة التي أجلس وأقاربي عليها اخذنا نتحدث سوياً ونتجاذب أطراف الحديث وكأنني أعرفه منذ سنوات.
وبعد أن انصرفنا من هذا اللقاء وفي نفس اليوم وبعد أن عدت إلي المنزل وجدت اتصالاً من ابني عمي ويقول لي أن صديقه الشاب العصامي أعجب بي ويريد أن يتقدم لخطبتي.. فشعرت وكأنني ملكت الحياة بكل مباهجها وأفراحها.
ووافقت الاسرتان علي كل تفاصيل الخطبة والزواج وسط حالة من السعادة والفرح ودامت هذه الحالة ستة أشهر كنت خلالها مولعة بشخصيته وكان هو ذكياً في تعامله معي يعرف كيف يسعدني حتي زاد تعلقي به.
ولا أخفي عليك أنني كنت انتظر بفارغ الصبر اليوم الذي سيجمعني به بيت واحد لكن ولانه كما يقولون "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن" فجأة تبدل حالنا حيث أن الطمع ملأ قلب أخي نحو أموال خطيبي واخذ يدبر ويخطط كيف يحصل منه علي مبلغ كبير من المال وبالفعل أقنع الأول الأخير بالدخول في أحد المشاريع.
وبعد أن نجح أخي في النصب علي خطيبي. كانت هذه الصدمة الكبري لي ولأسرتي واصيب ابي علي اثرها بجلطة في المخ توفي علي أثرها واصر خطيبي أن يدخل في كل الاجراءات القانونية لمعاقبة أخي وبالفعل دخل أخي السجن وتركني خطيبي.
وبهذا فقدت كل شيء في الحياة أبي وسندي في الحياة وأخي الوحيد الذي أصبح سجيناً ومجرماً سرق مني خطيبي وفرحتي قبل أن يسرق منه ماله وتبدلت حياتي وانقلبت رأساً علي عقب.
ظللت طوال 10 أعوام أعيش علي أمل أن يعود لي خطيبي مرة أخري فرفضت كل شيء في الحياة من أجل أمل العودة إليه مرة أخري رغم أنه تزوج وأنجب لكن اتمني من خلال صفحتك أن يقرأ رسالتي ويعرف أنني مظلومة ولا ذنب لي فيما فعله أخي وأنني طوال هذه السنوات لم أتمن غيره ولا استطيع العيش بدونه وسأظل انتظره رغم أن عمري الآن تجاوز ال 37 عاماً ولم أتزوج وقد لا تكون أمامي فرصة للزواج بسبب أخي السجين الذي لوث سمعتي وسمعة عائلتي بأكملها.
** عزيزتي صاحبة هذه الرسالة أقدر ما تشعرين به من آلم وجرح فكما يقول الفلاسفة لا شيء يؤلم كالحب وليس هناك ما هو أشد ايلامنا منه لكن يا أختي الكريمة ما مضي قد مضي ولم يبق الآن إلا التحمل وتضميد الجراح وجرح الشباب سريع الالتئام لأن مازال العمر أمامك حتي ولو بلغت سن ال .37
فأي شخص مكان خطيبك سيفعل مثلما فعل بالضبط وله كل الحق في ذلك وعليك أن تقدري وتتعقلي في التفكير لأن ما تريدينه هو المستحيل بعينه لأن من أحببته قد تزوج وأنجب وله حياته ولن ينس يوماً ما فعله أخوك به ونصبه عليه ومهما حاولت أن تخبريه انك مظلومة ولا ذنب لك فلن يلتفت لك ثانية.
انصحك أن تعيدي ترتيب أوراقك وأن تطوي هذه الصفحة من حياتك وتنزلي للعمل والأختلاط بالناس وابحثي عن أصدقاء فالصداقة مهمة وبالصحبة الطيبة تهون مصاعب ومتاعب الحياة ولكي تشهد حياتك ميلادا جديدا ينسيك ما لقيته من ظلم خاصة أن هناك الكثيرين يقدرون ويتفهمون أن ما حدث لا ذنب لك به.
وعليكي أن تشغلي وقت فراغك حتي لا تقتصر حياتك علي التفكير في الماضي كلما ضاقت بك الحياة فاعلمي أن فرج الله قريب وسيرفع عنك الظلم بما هو خير ومن ثم لا تضيعي حياتك في البكاء علي الاطلال والماضي الذي لن يعود.
وقاومي ضعفك وحزنك باللجوء إلي الله فهو الملاذ في الشدة. والأنيس في الوحشة والنصير في القلة واللجوء إليه منزلة عظيمة من منازل الإيمان واليقين بالله والتوجه والاعتماد عليه سبحانه.
وسوف أذكرك بقول الله تعالي: إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم فكم نحن بحاجة إلي اللجوء إلي الله فهوه الملاذ في الشدة والأنيس في الوحشة والنصير في القلة واللجوء إليه منزلة عظيمة من منازل الإيمان واليقين بالله والتوجه والاعتماد عليه سبحانه .
وسوف أذكرك بقول الله تعالي: إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم "فكم نحن بحاجة إلي اللجوء إلي الله في أوقات الأزمات والشدائد. وفي كل ما نتعرض له من ظلم أو حرمان أو غير ذلك مما لا يملك كشفه وإزالته إلا الله".
وسأنهي حديثي معك بنصيحة الامام الشافعي رحمه
يا صاحب الهم إن الهم منفرج .. أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحياناً بصاحبه .. لا تيأسن فإن الكافي الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة .. لا تجزعن فان الصانع الله
إذا ابتليت فثق بالله وارض به .. إن الذي يكشف البلوي هو الله
والله مالك غير الله من أحد .. فحسبك في كل لك الله
رأيك يهمنا
تلقينا رسالة من صديق الصفحة الدائم محمد عبدالمطلب البهنساوي موجه أول سابق بسيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ.. يقول فيها:
قرأت في صفحتنا الأسبوعية "حكاوي الروح" قصة تحت عنوان "الأم العاقر" وأود أن أشارك بالرأي في الرد علي هذه القصة وأقول لصاحبة المشكلة التي تعيش حياة قاسية. ففي البداية فقر مدقع وحرمان من كل مباهج الحياة ورفاهية العيش لأسرة كبيرة العدد "خمس بنات وولدان" كان العوز حليفهم والحاجة شعارهم والحرمان أصيل فيهم ويعيشون بين أب أرزقي وأم لا حول لها ولا قوة. عاشوا حياة الخنوع والخضوع والانكسار وبمجرد أن وجد كل منهم الفرصة للخلاص من هذا القيد والخروج من هذا السجن لم يفكر إلا في نفسه. فانعدم الترابط وتلاشت كل أواصر المودة والتواصل لأن البقاء في هذا البيت ما هو إلا موت بطئ وعذاب لا يتحمله إنسان ولا يقوي عليه بشر. فكان حتماً علي الجميع أن يسعي للخلاص من هذا الكبت النفسي وهذا الالتزام الذي لم تتوافر فيه أدني مراتب الإحساس بالتكافل والمسئولية.
يضيف: لقد ظلمتك الدنيا والظروف والإخوة والأخوات الأشقاء وظلمك الزوج وأشقاؤه وحماتك. وأصبحت في حالة نفسية سيئة أثرت بالسلب عليك وكانت سبباً مباشراً في عدم تكرار الحمل والإنجاب مرة أخري. حيث ان الأمان والراحة النفسية والحنان النابع من القلب الصافي قد انعدم تماماً وتلاشي وأصبحت الحياة كلها قلق وتوتر واضطراب وخوف من شيء ما هو المجهول ومن مستقبل غامض لا يبشر بخير ولا ينبئ بما هو أفضل.
عزيزتي ليس لك ذنب فيما تعرضت له من قهر وذل وهوان وبما جنته عليك الظروف والأهل والزوج وأهله. فقد كانوا جميعاً مصدراً ومنبعاً للتهكم والسخرية والاستهزاء بالغباء والنظرة الضيقة في معالجة الأمور ولم يكن من بينهم من هو كيس فطن أو عاقل مدرك لتقلبات الزمان وغدر الأيام ومفاجآت السنين. فكما يقولون في الأمثال "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن". وكما يقولون أيضا "يأتي الخطر من مأمنه".
يضيف الموجه الأول قائلاً: عزيزتي ليس لك في الدنيا سند أو معين إلا الله سبحانه وتعالي. وأهمس في أذن زوجك ووالد ابنتك اتق الله فيما ملكت يمينك وراعي حقوق الله في زوجتك ولا تنسي عشرة السنين والميثاق الغليط. واعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة.
يتابع صديق الصفحة الدائم: إن كنت مصراً علي إنجاب الولد فهذا بأمر الله ومشيئته. وإن كنت لا محالة فاعلاً وطالباً وراغباً في الانجاب من أجل الولد فعليك أن تحسن إلي زوجتك المخلصة المقهورة المغلوبة علي أمرها وكن إيجابياً في حمايتها والدفاع عنها وتزوج بأخري مع مراعاة حقوق زوجتك وابنتك واجعل والدتك وأشقاءك يعاملونها بشيء من الود والاحترام والعطف لكونها زوجتك وأم ابنتك وذكرهم بأن الإنسان يعمل في دنياه ما يحلو له وهو مجز به ومحاسب عليه "اعمل ما شئت كما تدين تدان".
"ابن أمه"
أكتب إليك لأروي لك قصتي عسي أن أجد لديك حلاً لمشكلتي وحتي يستفيد بها قرائك ممن يذوقون كأس العذاب مثلي.. وسأبدأ بأن أعرفك بنفسي.. فأنا امرأة أبلغ من العمر "35 عاماً" متزوجة منذ 5 سنوات زواجاً تقليدياً من شاب وحيد وليس له أشقاء.
توفي والده علي إثر حادث. وكان زوجي حينها في المرحلة الإعدادية. فانخرطت والدته في الاهتمام به وتربيته وتعليمه. وكانت له بمثابة الأم والأب. وساعدها علي ذلك ذكاؤها وخبرتها التي اكتسبتها من صعاب الحياة ومحنها بعد أن توفي زوجها وتركها تتحمل مسئولية طفل بمفردها..أحسنت والدة زوجي تربيته ووصلت به إلي بر الأمان حتي تخرج في الجامعة وجنت معه ثمار كفاحها والمشوار الطويل الذي قطعته بمفردها دون أن تقبل مساعدة من أحد. حيث التحق بوظيفة مرموقة في المجتمع فأحدثت نقلة في حياتهم.
فكانت والدته علي مدار سنوات عمره هي كل حياته.. ولا يخالفها في أي كبيرة أو صغيرة واعتاد علي أن تدير له كل أموره. وتكون مسئولة عنه وهو مسئول عنها.
خلال فترة الخطوبة وبطبيعة الحال كانت أسرتي ووالدة خطيبي يتبارون في إظهار محاسنهم وإيجابيتهم ومن ثم كل شيء كان يسير بهدوء دون خلافات وكانت حماتي تحاول بكل طاقتها أن تجذبني إليها حتي أكون دائماً كما يقولون بالبلدي "تحت طوعها" لتكون هي الآمرة الناهية في حياتنا وبيتنا فيما بعد.
وبالفعل يا سيدتي استطاعت حماتي بذكائها أن تحرك كلا الأسرتين كما تريد. ولم تقف في طريقنا أي عراقيل. وظللنا في سعادة خلال أول ستة أشهر من زواجنا إلي أن قررت "حماتي" أن تعيش معنا.. لأكتشف إنسانة أخري لم أكن أعرفها وتحولت الطيبة والحنان والخوف علي حياة ابنها الوحيد لغيرة مرضية وكأنني زوجة زوجها وليس ابنها تغار من اهتمامي به ومن دلالي الزائد عليه.
تسود الحياة في عيونها لو اهتم بي أو أخذني في البالكونة أو في غرفة نومنا لنتحدث علي انفراد والطامة الكبري إذا فكرنا يوماً في الخروج معاً وتركناها في البيت بمفردها. فمن المؤكد أن نعود لنجد في انتظارنا زعبيب أمشير.
نصحتني أمي أن أتفهم مدي حبها لابنها الوحيد وتجنباً لكل هذه الخلافات علينا أن نقوم بكل ما يحلو لنا في الخفاء دون أن تشعر بنا. ورغم قسوة هذه الحياة التي تحولت كسجن مفتوح إلا انني وجدتها الحل الوحيد لاستمرار الحياة لأنني لا يمكن أن أبعد الابن عن أمه أو الأم المسنة عن ابنها الوحيد.
حاولت في لحظات رضاها أن أناقشها في هذا الأمر وأن هناك فرقاً بين اهتمام الابن بأمه وبين زوجته لكنها للأسف صعبة الطباع جداً ولا تتفهم كل هذا. وعندما يذهب زوجي للعمل تأتي للغرفة عندي وتتشاجر معي بأسلوب غير لائق علي أي شيء.
وللأسف يعلم زوجي جيداً مدي الظلم الواقع عليّ من والدته ولا يتكلم بل مع كل مشكلة يتجاهل. مرت السنون بطيئة وفي كل يوم يمر علينا كانت أمي دائماً تقول لي "حماتك لن تعيش مثلما عاشت". لكن للأسف ماتت أمي وبعد عدة سنوات لحق بها والدي. الأمر الذي جعل حماتي تزداد قوة علينا.
كان باستطاعتي أن أقسو عليها وأن أخرج عن طاعتها لكن كنت دائماً أضع نصيحة أمي نصب عيني "بأن الحماة كالأم" ورضاها من رضا الزوج. وفي الحقيقة يا سيدتي زوجي طيب جداً ومهذب ووضعه الاجتماعي جعله يوفر لي كل ما أتمناه في الحياة ولا يستحق مني أن أسيء إليه. لكن كل هذه الأمور والصفات الجميلة التي اجتمعت فيه فقدت معناها بسبب تصرفات والدته التي جعلت منه "ابن أمه" كما يقولون ودائماً مسلوب الإرادة علي الرغم إنه إداري من طراز رفيع في عمله وجميع زملائه وأصدقائه يؤكدون أنه قوي الشخصية ويهابه جميع مرءوسيه في العمل. لكن في بيته هو الطفل الطائع لأمه. وبهذا أصبحت وزوجي لا نستطيع الحياة دون قيود والدته حتي أسرار غرفة نومنا تتفهمها وتراقبها حتي مرت عليّ الخمس السنوات الأخيرة من عمري كالكابوس الذي أتمني أن أفيق منه.
فقولي لي هل سأظل في هذه الحياة ما بقي من عمري لأنه يبدو أن حماتي وزوجي سيقضيان عليّ خاصة انني أصبحت من مرضي الضغط العالي وأعاني من اضطراب القولون. ناهيك عن العصيبة والتوتر الدائم والانفعال علي زوجي لأتفه الأسباب. وبعد خمس سنوات علي هذا الحال فشلت في إيجاد أي حل.
** أختي العزيزة.. كل مشكلة ولها ألف حل فقط نحتاج إلي القليل من العقل وشيء من الحنكة والذكاء.. تقولين إن زوجك شخص طيب وأنه يوفر لك كل سبل السعادة. ويبدو من كلامك انه مغلوب علي أمره لأنه من الطبيعي أن تغار الأم علي ابنها الوحيد الذي شقيت وتعبت وكدت بمفردها حتي جعلت منه شخصية مرموقة في المجتمع.
وحتي تأتي أنت في النهاية وتأخذين كل هذا بكل سهولة وتنحيها جانباً فلم يكن أمامها سوي التمسك بحقها في هذا الابن الذي يجب أن تسعدي بموقفه مع والدته لأنه لو لم يكن باراً بها وخيراً معها فسوف لا يكون رءوفاً بك ومراعياً الله فيك.
فعليك أن تصبري وتحتسبي كل ما تمرين به من أزمات بسبب تسلط شخصية حماتك عند الله. وعليك أن تكوني مثل والدتك الحكيمة الأصيلة في أن تتقي الله في "حماتك" التي بالفعل مهما طال عمرها والأعمار بيد الله فلن تعيش معكم مثلما عاشت.
وأجد أن أبسط حقوق زوجك عليك بعد كل ما قدمه لك أن تردي له جزءاً من الجميل بإسعاد والدته وتحملها والصبر عليها. لأن كما قالت لك والدتك رحمها الله "رضا الحماة من رضا الزوج" وكل هذا عند الله باق ولا يضيع لأن مثل هذه النوعية من الأمهات لن تتغير.
صدقيني يا أختي الكريمة إن الأمهات في مثل هذه السن وبعد قسوة الحياة وعذابها ومحنها لا يحتجن أكثر من لمسة وفاء وشيء بسيط من الاهتمام لأنها تتوسم فيك أن تقدري لها نبيل عطائها ورحلة كفاحها مع زوجك وتريد أيضا أن تشعر أن دورها في الحياة لم ينته بعد. وأن الرسالة التي تؤديها لم تكتمل بعد.
فستكسبين دائماً رضاءها بالكلمة الحلوة واللمسة الحانية والعطاء. وأن تشكريها باستمرار علي عطائها ووجودها بجانبكم كأن تشعريها بأنك لولاها لشقيتم وبفضلها خف عنكم حمل ثقيل.
اعلمي يا عزيزتي أن الرسول الكريم نهي عن عقوق الأبناء للآباء ويطالبنا دائماً بأن نعرف للأب والأم حقهما وفضلهما.. وقال صلي الله عليه وسلم: "رحم الله والداً أعان ولده علي بره" أي أعانه علي أن يكون باراً به بعدله معه وبرحمته له. وهنا لابد أن تشكري حماتك لأنها جعلت زوجك ابناً باراً بوالدته وسوف يجني هو أيضا ثمار ذلك الكثير من نعم الدنيا والأخرة.. وياليت جميع شباب هذه الأيام يفعلون مثله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.