سيدتي: أرجو ألا يكون مصير رسالتي الاهمال فقد ترددت كثيرا قبل أن اكتبها ولكنني قررت أن أتحلي بالشجاعة وأكتب لك شكوتي لانني راغبة في الحل السريع. عمري 23 عاما تزوجت منذ عام واحد فقط وبعد زواجي بشهرين رزقت بحمل ومن الله علي بطفل جميل جدا ونظرا لظروفي وأنني بلا أم جاءت حماتي للإقامة معي لترعاني ولم تقصر في ذلك.. كانت نعم العون والام وفرحتها بحفيدها جعلتها لاتنام قبل أن ننام وتستيقظ قبلنا جميعا.. والحمد لله بدأت أخدم نفسي وطفلي وهنا يكمن الصدام بيني وبين حماتي.. فمنذ جاءت لتقيم معنا وهي المتحكم في كل شئ هي تطبخ وتدير شئون البيت من غسيل ومكوة وتنظيف البيت ورعايتنا.. تقوم بكل شئ ولا ترغب في أن نعمل معها أي شئ نهائياً.. وعندما رغبت في أن أكون سيدة بيتي بدأ الصدام.. فهي تريد الاشراف علي كل الامور وتغضب مني لو أنني فعلت أي شئ دون أن استشيرها.. مما يجعلني أتعصب عليها وهذا يغضب زوجي خاصة انها لاترد ولكن يبدو علي ملامحها الحزن.. منذ أسبوع غادرت حماتي البيت عائدة لبيتها وعندما سألها زوجي عن السبب قالت لقد أصبحت زوجتك بخير وأريد أن أعود لبيتي.. سألني زوجي هل أغضبت أمه.. فقلت له لا ولكنني سيدة البيت ويجب ان تعرف والدتك ذلك.. فغضب قائلا لي وأمي ليست ضيفة وليست خادمة أدت مهمتها برعايتك وعندما شفيت تنتهي مهمتها تصرفي وصالحيها وإلا أقسم بالله لن أجعلها ترعاك ثانية لو أنجبت أو مرضتي أو أي شئ يحتاج دعمها. اسقط في يدي.. هل أعتذر لها؟ هل أتنازل عن كوني سيدة المنزل؟ وهل أتنازل عن حريتي في بيتي؟ أسئلة كثيرة في رأسي وكبريائي يمنعني من الاعتذار لها خاصة أنني لم أطردها.. هلي التي غادرت وبشكل لايبدو عليه الزعل وتدعونا كل جمعة لتناول الغداء عندها متعللة بأن البيت أوحشها ولاترغب في ترك جيرانها الذين تتسلي معهم.. مع العلم أن زوجي وحيد أمه مثلما أنا وحيدة أبي.. وعندما قصصت علي أبي قال لي أنت لم تخطئي وهذا بيتك وهي ضيفتك وعليها أن تحترم خصوصيتك وأراد أن يتشاجر مع زوجي رافضا ان تكون حماتي سيدة البيت لكنني رفضت وأخبرته أنني سأتصل بك كطرف محايد لاخذ رأيك وأرجو الا تتأخري فزوجي غاضب وحزين.. وشكرا لك. ** عزيزتي: في البداية شكرا لثقتك بي كطرف محايد وأرجو أن يتسع صدرك لما سأقوله.. بداية احييك أنك لم توافقي علي دخول والدك كطرف في المشكلة.. فهذا سوف يزيد الوضع حدة.. خاصة أن والدك يبدو عليه حدة الطبع ولايتروي ولم يحكم العقل.. وإنما يتصرف بغيرة الاب علي خصوصية وحيدته. أنت مخطئة يا عزيزتي فقد تعاملت مع الامر بنفس حدة طبع والدك.. وتعال ننظر للأمر بشكل آخر.. ماذا لو كانت والدتك أنت هي من جاءت لرعايتك؟ هل كنت ستغضبين لتدخلها في حياتك؟ علي الرغم أن ما تقوم به حماتك ليس تدخلا!! هي اعتبرتك ابنتها وقامت بتدليلك ورعاية منزلك من أعمال لو تفرغت لها لن تجدي الوقت للشكوي من حماتك ولا غيرها وليس هناك اسهل من تركك تجربين وهذا ما قامت به حماتك غادرت وتركت لك التجربة كاملة.. لترعي طفلك وزوجك وبيتك وذهبت لبيتها هي لم تغضب ولكنها احترمت نفسها ويبدو لي أنها عاقلة فهي لم ترد عليك ولا مرة حسبما قلت أنت ولكنها حزنت لان الشعور الذي وصل لابنها وصل لها أنها أدت دور الخادمة التي قامت بخدمتك حتي وقفت علي قدميك ثم تنازلت عنها.. وهذا شئ مهين أنت لم تمنحيها الوقت لتمل هي فبحساب التواريخ أنت أنجبت طفلك منذ شهرين علي الاكثر.. إذن تلك الام كانت تفرط في دلالك وأنت نسيت أنها بديلة أمك وتعاملت من منطلق أنها ترغب في السيطرة علي البيت ولا اعتقد ذلك. هي فقط متفانية في حبكما ورغبت في تعويضك فقدان الام ولذلك نسيت الفارق بين الابنة وزوجة الابن وأعتبرتك ابنتها وعندما غضبت.. حزنت ورحلت لبيتها لتصبحي سيدة منزلك دون منازع وأظنها لن تعود.. لكنها ستعود لمساعدتك عندما تطلبي هي لن تتطوع مرة ثانية فقد آلمها هذا الشعور أنك لم تعترضي علي تدخلها في إدارة البيت فترة حملك وولادتك.. وعندما انتهت المهمة بدأ الضجر.. لو كانت والدتك علي قيد الحياة لغضبت لو تصرفتي معها هكذا. الامر متروك لاحساسك بحنانها عليك.. فقد قلت بأنها رعتك أفضل رعاية وأنها لم تقصر.. فأزيحي عن رأسك فكرة انها حماتك.. وضعيها مقام الام .. وتصرفي.. ماذا لو غضبت أمك رحمها الله منك؟ كيف تصالحينها بعيدا عن ارضاء زوجك أو تفاديا لغضبه علي حزن أمه التي لم تتصرف بغضب .. بل حافظت علي كرامتها من أن تعامل كدادة لك وليست كأم.. رغبت في الافراط في تدليل ابنتها.. فمن لايحب الراحة ومن لايحب أن يخدم؟ الام فقط وعندما يتعلق ذلك بأولادها. تصرفي كأبنة كما تصرفت هي كأم وحاولي ابعاد والدك عن هذا الامر حتي لايدخل الموضوع في أزمة حقيقية بين كرامة الام وتدخل الاب فتخسري زوجك الذي أحييه علي موقفه لكرامة أمه وأعلمي يا عزيزتي أن من يخاف علي كرامة أمه يخاف عليك أيضا والاعتذار واجب والمبادرة به أفضل تقديرا لدورها معك.