تسعي أمريكا لتخفيف التوترات مع تركيا بشأن مطالبتها بتسليم فتح الله جولن رجل الدين التركي المقيم في الولاياتالمتحدة والذي تتهمه تركيا بأنه وراء محاولة الانقلاب التي حدثت في الخامس عشر من يوليو الماضي وواشنطن تؤكد تعاونها ولكنها تحتاج لأدلة تستوفي المعايير القانونية الأمريكية حيث إنه لاتوجد مصلحة لأمريكا علي الاطلاق لحماية جولن أو أي شخص الحق ضرراً بحليف لأمريكا مثل تركيا وتنفي امريكا بشدة أي دور لفتح الله جولن في محاولة الانقلاب الأخير التي جرت بتركيا في الخامس عشر من يوليو الماضي و تؤكد أن المتورطين في محاولة الانقلاب هم إرهابيون وأن الولاياتالمتحدة لديها محامون يعملون علي طلب تسليم جولن أكثر مما لديها في أي قضية أخري مماثلة وربما يكون من الصعب علي الأتراك فهم أن أمريكا ليس لديها سلطة دستورية لتسليم جولن ومع ذلك تتعهد واشنطن بالتعاون مع الحكومة التركية بشأن القضية..وانقرة تؤكد أنه ينبغي عدم تجاهل مطالب تركيا بتسليم جولن الذي تحمله مسؤولية محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو الماضي لان الاتفاقات الثنائية بين أنقرةوواشنطن تستلزم القبض عليه.. إن قوة المهام الخاصة المشتركة في الجيش التركي والقوات الجوية للتحالف الدولي بدأت حملة عسكرية علي مدينة جرابلس شرقي مدينة حلب شمالي سوريا بهدف طرد تنظيم داعش الإرهابي منها.. فالقوات التركية ستبقي في سوريا ما يلزم من الوقت لتطهير المنطقة الحدودية من تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من المسلحين بعد مقتل أحد عشر ضابط شرطة في هجوم للمسلحين الأكراد بشاحنة ملغومة. مما أدي إلي عملية توغل عسكري كبير لتركيا في الأراضي السورية. ويستهدف التوغل طرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة الحدودية ومنع المقاتلين الأكراد من السيطرة علي مزيد من الأراضي.وتسمي العملية العسكرية ¢درع الفرات¢حيث شهدت تركيا سلسلة من التفجيرات الدموية هذا العام اتهمت الجماعات الإسلامية المتشددة بالمسؤولية عنها لكنها تخشي أن تسيطر المجموعات المسلحة الكردية السورية علي مساحات من المناطق الحدودية مما يعزز قوة المسلحين الأكراد علي أراضيها.وكما أكد أردوغان أن التفجير في إقليم ¢شرناق¢ لن يؤدي إلا لزيادة عزم بلاده علي قتال المتشددين في الداخل والخارج.ولقدأعلن حزب العمال الكردستاني في بيان علي الإنترنت مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف مقر الشرطة في جنوب شرقي تركيا واردوغان يؤكد أن تركيا منذ البداية تدافع عن وحدة أراضيها بجانب الدافع عن وحدة أراضي سوريا¢.واستنكرت سوريا العملية التركية التي أطلق عليها اسم درع الفرات واعتبرتها انتهاكا لسيادتها. كان مهمًّا أن تختار أنقرة توقيتًا مناسبًا لإجراء مثل هذه العملية. فبعد محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو الماضي. والاتهامات التي تداولت علي نطاق واسع بأن واشنطن كانت وراء الانقلاب الفاشل. إضافة لرفض الأخيرة تسليم ما تراه القيادة التركية قائد المحاولة الانقلابية فتح الله جولن. انتظرت تركيا أن تدفع الولاياتالمتحدة فاتورة كل ذلك من خلال المساعدة والتمهيد لدخول أنقرة جرابلس تحت حماية قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكية. وعلي الرغم من أن هذه المنطقة تمثل أهمية قصوي للحليف الكردي الذي تدعمه واشنطن علي طول الخط في تركيا. إلا أن أمريكا تقبلت الفكرة للرد علي السيل الواسع من الاتهامات التركية لواشنطن. وبغرض وقف الانزلاق التركي نحو الحضن الروسي الإيراني السوري الذي ظهر في تصريحات كافة المسؤولين الأتراك في الفترة الأخيرة. وبعد زيارتين لرئيس تركيا رجب طيب أردوغان لموسكو وطهران ..وفي المقابل فإن دخول أنقرة لهذه المنطقة التي يسيطر عليها داعش من الممكن توضيحه وتبريره من الأمريكان للحليف الكردي علي أساس أن الكرد سيطروا وبمساعدة أمريكية واسعة علي الكثير من المناطق السورية. وأن جرابلس ما زالت تحت سيطرة داعش الإرهابي. ولم يكن بمقدور الكرد السيطرة عليها في الوقت الراهن.ويبقي السؤال الي متي سوف تستمر أمريكا وازدواجية معاييرها مع الحلفاء ؟!!