الأعمال المسرحية لا تصنع بالنوايا الحسنة وكذلك الإبداع في مجمله وكافة أشكاله وألوانه وأجناسه والمسرح بخاصة يخضع لشروط ابداعية صارمة لا تمت للنوايا لا الحسنة ولا السيئة والإبداع المسرحي قرين الموهبة وقرين الخبرة والتجارب والجهد المتواصل ونحن هنا بصدد الطرح النقدي لتجربة فرقة الغد الجديدة تحت مسمي "جويا" ثم المسمي الآخر "كراكيب السحارة" وقبل الخوض في ماهية العرض دعونا نتساءل أو نتمحور حول ماهية "فرقة الغد" وهي فرقة منزوعة الهوية حيث كانت لفترات تحت مسمي فرقة الغد للعروض والشعبية ثم فرقة الغدا للعروض التراثية. ثم انتزعت منها "الخصوصية" لتصبح تحت المسمي النهائي فرقة مسرح الغد وهي بكل ما تقدمه ليس لها منهج محدد وان تشابهت مع منهجية فرق أخري كفرق مسرح الشباب والساحة أحيانا فرقة مسرح الطليعة ولا أدري كيف يمكن الخروج من هذا المأزق فأما أن تعود لها "الخصوصية" أو تعلن عن هوية جديدة أو تتحول لتصبح شعبة أما للشباب أو الطليعة وبعيدا عن طبيعة الفرقة وهويتها نأتي الي منتجها الجديد جويا أو كراكيب السحارة.. هذه هي التجربة الأولي في الآخراج ل "هشام علي" وطبيعي يقع في أخطاء التجربة الأولي شأنه في ذلك شأن الكثيرين وكان ينبغي أن يقدم تجربته من خلال أو تحت اشراف مخرج كبير هكذا العرف وهكذا قانون اللعبة المسرحية لكن هذا لم يحدث الان فقد جري العرف قبل منح فرصة الإخراج المساعدة أولا في خمسة أعمال ثم فرصة الاخراج لتجربتين صغيرتين تحت اشراف مخرج كبير.. المهم ونحن بصدد عرض "هلامي" يتمحور حول قضايا المرأة وكلها قضايا قتلت بحثا في أشكال درامية كثيرة تليفزيونيا واذاعيا ومسرحيا ولكن تجربة جويا أو كراكيب السحارة تجربة ينقصها الكثير من الجدية والقيمة والمعني والماهية بداية من النص وحتي الصورة المسرحية وقد اعتري التأليف والصورة الكثير من المفاهيم المغلوطة أو المشوشة سواء في ذهن المخرج أو في صناع التجربة بالكامل ولا أتصور كيف مرت هذه الأشياء مرور الكرام سواء علي مدير الفرقة الواعي اسماعيل مختار أو إذا كانت هناك لجنة قراءة وافقت علي هذا النص في صورته كعرض ضمن أمام مؤلف ودراما تورج وصاحب رؤية أي أن النص يتقاسمه ثلاثة أسماء وهنا السؤال ما نصيب كل واحد في النص أو العرض صاحب الصياغة والتأليف ياسر علام ولا ياسمين فراج الدراماتورجية ولا المخرج صاحب الرؤية حيث يكتب رؤية واخراج إذا كانت هناك فرق بين رؤية النص ورؤيته كمخرج هذه مفاهيم مغلوطة وهذا ما أوقع العرض في "فخ أو فخاخ" الكثير من الأخطاء والتناقض. الديكور منظر داخلي لاندري. هل هو ديكور فيلا وهو يشي بذلك؟.. هل هو ديكور مصحة نفسية وهو يسيء بذلك أيضا؟.. ما العلاقة بين الشخصيات وهناك جملة بانهم لا يعرفون بعضهم البعض وهم يتواجدون ويمثلون مع بعض؟.. كيف اجتمعوا أو التقوا هذا المكان؟.. ما هذا المكان؟.. هل هي أفكار تتصارع؟.. هل كل شخصية تجتر ذكرياتها في معزل عن الآخرين؟.. ماهي صفات وطبيعة كل شخصية. سواء في الشخصيات النسائية أو الرجال الطبيعية والماهية؟.. لم تفصح الشخصيات عن نفسها وان أفصحت عن همومها في حوار أجوف بلا معني وبلا رموز وبلا دلالات. هذه الشخصيات النسائية الأربعة ما الذي أوصلهن لهذه الحالات كل حالة علي حدة هل هي أسباب جنسية وجسدية؟.. هل هي أسباب سياسية؟.. هل هي أسباب اجتماعية؟.. هل هي اسباب اقتصادية معيشية؟.. هل هي أسباب دينية؟.. هل هي الأسباب مجتمعه؟.. هل هي أسباب نتيجة التحولات والمتغيرات الكثيرة في المجتمع بعد ثورتين؟.. ليس كل هذا وليس أي شيء آخر"!!".. هي أشياء بلا معني حتي دلالة الحركة المسرحية يتجمعون في بؤر معينة بقاعة التمثيل ثم يجرين علي السلم ثم في المستوي الأعلي وأبواب تفتح وتغلق دون دلاة والمسرح والدراما رمز ودلالة لا توجد حركة بلا معني. لماذا ذهبت الي أعلي ولماذا تحركت نحو اليمين أو الشمال؟ وهكذا الحوار لم يكن حوارا ودراماً لأنه مفرغ من الدلالة والرمز والايحاء والتعبير حتي شخصية المرأة المبهمة التي لعبتها القديرة "لبني ونسي" ماهي وما ماهيتها ووضيفتها؟ هل هي مديرة الفيلا؟.. هل هي مديرة المكان الذي نعرفه؟.. واذا اجتهدنا بما ليس موجودا فنقول هل هي ضمير كل واحدة من النسوة في العرض؟.. العمل كان ينبغي تحديد "سيمولوجيته" وكان ينبغي تحديد علاماته وفك رموزه اذا كان يتوفر فيه مثل هذه القيم. لكن حاولنا قراءة ما يحدث ضمن أمام أربعة من النساء في أعمار مختلفة كل واحدة تعيش حالة من "الأحباط" لكن بلا فاصل بين كل شخصية وأخري باستثناء شخصية "نانيتدا" وان تشابهت كل النسوة وكلهن في حاجة الي الحب والجنس ولكن هذه "الحاجة" هي العامل المشترك عند الجميع في دنيا الحب والعلاقات العاطفية والزوجية وغير ذلك من العلاقات لا أستطيع نسج عمل لكي أركز فيه علي الحرمان أو العوز الجنسي أو الاحتياج للعاطفة والجنس دون أرجاع أو المرجعية للأسباب والبحث عن "العمق الدرامي" خاصة وتواجد الرجال والذي يمثل البعد الذكوري في العمل تواجدوا بصورة "سطحية" أشبه "بالمراهقة الدرامية والتواجد كأربعة رجال وكأنهم رجل واحد بطبيعة وأبعاد واحدة ولا خلاف علي الأطلاق بينهم ثم وجود "بار" في الجانب الأيسر من المكان ليطل السؤال من جديد ما هذا الموقع التي تدور فيه الأحداث. نعود لأصل الأشكالية هل يعني صناع العرض طبيعة عمل المؤلف وطبيعة عمل. الدراما تورجي ثم الرؤية التي وضعها المخرج علي النص؟ كل هذا أحدث "فكاك" في جسد النص أو العرض وتزداد الأمور هلامية وجود شخصية "المذيعة" وهي شخصية لا علاقة لها بالبنية الدرامية للعرض والمذيعة هنا تختلف في وظيفتها عن شخصية الرواية فالمذيعة هنا تعلق وتقدم الشخصيات وتتحدث في أي شيء وكأن شخصية هذه المذيعة مكتوبة لهدف بالتأكيد ليس هدفا دراميا أو مسرحياً أقول لمدير الفرقة اسماعيل مختار وهو رجل طيب هل أي انسان ممكن أن يكون أو يقوم بعمل "الدراما تورج" وهو علم قائم بذاته وانتهز الفرصة لحتمية تدرس هذا العلم لطلاب المسرح من متخصصين من أمثال الدكتور كمال الدين عيد والدكتور حسن عطية والدكتور سيد الأمام وغيرهم من علماء الدراما. نأتي الي الصورة المسرحية أولا المخرج هشام علي وخطوطه جيدة ويتوفر لها الشكل الجمالي لكنه في حاجة الي ضبط المصطلح والأبتعاد عن فخ التداخل والمتناقض وخاصة إذا كان الأمر أو الاشكالية تتعلق بالدراما وطبيعة الدراما ووظيفتها وماهيتها والتركيز في حركة وأداء الممثل علي المفاهيم والأبعاد وفهم "علم الدلالاة" بما يخدم صورته المسرحية حتي لا يتحول الجمالي الي جماليات جوفاء لا تفضي الي شيء!!.. ديكور محمود الغريب أعطي الجانب الوظيفي والشكلي وفقد الرؤية والدلالة والمسئول عن هذا النص والأخراج لكنه علي حده يعمل وجاءت ألحان المتميز حاتم عزت وغناء الرائعة فاطمة محمد علي كلاهما جميل وعلي حدة وبعيدا عن مفاهيم الدراما أما الاستعراضات فهي ليست استعراضات بالمفاهيم المتعارف عليها كما ونوعا ولكنها جيدة في حدودها الشكلية "تنطيط لايفضي الي معني". التمثيل : حاولت "لبني ونسي" بخبرتها وضع ملامح لشخصيتها كلنها ممثلة راسخة أما "نجاخ حسن" فكانت الأبرز والتي نجحت في تحقيق معدلات فهم لطبيعة الشخصية التي تؤديها وقد أضافت للشخصية أبعاد درامية لم تكن موجودة سواء بالأداء أو التعبير أو حركة الجسد فكانت أقوي من الشخصية وربما بأدائها كانت الشخصية الأكثر توضيحا وكذلك هند فتحي ممثلة جيدة وتغريد عبدالرحيم كذلك وياسمين فرج رغم انها خارج السياق كمذيعة الا أنها ممثلة أو مشروع ممثلة كوميدية وكذلك رجال العرض فقد كانوا أفضل في عروضهم السابقة محمد عبدالرحمن وأحمد ترك ووليد أبوستيت. تظل هناك كلمة أهمس بها في أذن المدير الناجح اسماعيل مختار حول حتمية أن تكون هناك رؤية واضحة للفرقة للعمل وفق منهج مجدد يميزه عن الفرق الأخري كالطليعة والشباب أو حتي الحديث.. وأتصور أو اقترح أن تنتهج نحو العروض المسرحية الشعبية "المسرح الشعبي" إن أردت المهم أن تختلف عن الفرق الأخري؟!! وكلمة أخيرة أهمس بها في أذن المخرج حول ماهية كلمة "جويا" أو "كراكيب السحارة" فليس من الضروري أن يفهم المتلقي معني الكلمات لكن من حقه أن يفصح العرض عن معانيها والأنكي من هذا أن العرض ذاته لم يفصح عن المعني فهل يوجد بالعرض ما يقول ما معني "جويا" وهل أفصح العرض عن كراكب النفس وليس الملابس التي بداخل السحارة؟ الدكتور عصمت يحيي : الوزير وافق علي مهرجاني أبوالفوارس وعكاظ في لقاء مهم للغاية التقي الدكتور عصمت يحيي الرئيس الأسبق لأكاديمية الفنون ورئيس مجلس أمناء مؤسسة عصمت يحيي للثقافة والفنون والتنمية بالكاتب الكبير حلمي النمنم وزير الثقافة لبحث العديد من قضايا العمل الثقافي والفني في المرحلة الراهنة وآفاق المستقبل وأثر الثقافة بعامة والفنون بخاصة في التنمية المجتمعية وهي الهدف الرئيسي لمؤسسة عصمت يحيي ووعد الوزير بتقديم الدعم الكامل وكذلك دعم الوزارة للعمل الأهلي ولأول مرة. وقال د.عصمت يحيي : انه شرح للوزير تفاصيل الملتقي الثقافي العربي الأول أبوالفوارس عنترة ابن شداد ترسيخا لمفهوم الاهتمام بالتراث العربي بما يحمله من ثراء واستدعاء روح البطولة كأحد الرموز الهامة التي صنعت مستقبل وانتصارات العرب عبر التاريخ والأزمنة المختلفة وأشار الي قيام هذا الملتقي في احتفالات مصر بانتصارات أكتوبر المجيدة بدار الأوبرا المصرية بمشاركة المملكة العربية السعودية ومعها تونس والجزائر والبحرين وعمان والكويت والامارات والأردن والمغرب ومصر. وقال د.عصمت انه أبلغ الوزير حلمي النمنم كل تفاصيل مهرجان عكاظ العربي الأول الذي يشترك فيه أربعة عشرة دولة عربية في مجال الفنون الشعبية والسينما والأدب والمسرح والفنون التشكيلية والذي سيقام في الفترة من 18 الي 21 أكتوبر القادم وقد وافق الوزير علي المهرجان الأول والمهرجان الثاني وجاري حاليا التجهيز للمهرجانين. وأكد الدكتور عصمت يحيي دعمه ومساندة والعمل علي احياء المسرح الغنائي من خلال دعم المؤسسة له مؤكدا علي أهمية إحيائه وعودته كما كان قويا في الماضي خاصة أن المسرح الغنائي يلتف حوله الجمهور وفي حاجة اليه. وأشار د.عصمت لأهمية جمع وتحليل وتدوين الرقصات والألعاب الشعبية في كافة محافظات مصر