[email protected] هذا هو عنوان أحدث كتاب للناقد والكاتب المسرحي الدكتور كمال يونس .. الطبيب الذي عشق المسرح واعتبره المسرحيون واحدا منهم .. من خلال رحلة طويلة مع المسرح وكتاباته المستمرة يقدم لنا هذا الكتاب الذي ينشد فيه التغيير إلي الأفضل .. هو يري في مقدمة كتابه أن الخلل في تناغم عناصر الفن المسرحي سبب مباشر لانصراف الجمهور عنه وأن كل الجهود تذهب سدي إذا عزل هذا الجمهور عن العرض وانه لابد من الحرص علي استمرار العلاقة بين الممثلين والجمهور ليحدث التلاحم بينهما .. وفي مقال (بين النقاد والفنانين والجمهور يؤكد ان النقد علم يقوم بدور إيجابي في تناول الأعمال الابداعية وأن هناك اخلاقيات ينبغي مراعاتها عند تناول العرض منها المحافظة علي شرف الكلمة والمصداقية والأمانة وانه من صلب وظيفة الناقد السعي نحو اكتمال العرض فنيا وفكريا وتحقيق الجمال للعرض بحيث يقوم بنقد العرض لا صاحبه بعيدا عن المساس بالاشخاص في اطار من الحيدة والشفافية ولا يغلب مصلحته الشخصية وان يسلط الضوء علي مكامن الابداع في العمل الفني بكافة عناصره من ديكور وملابس وإضاءة وتمثيل واخراج وموسيقي والحركات الايقاعية لاستعراضات العمل وان علي الناقد ان يطرح تساؤله ويجيب عليه وهو هل تحقق للمخرج (الكاتب الثاني للنص) وضوح واكتمال ونضج في رؤيته لتقديم العرض مراعيا التكثيف والتركيز والاقتصاد في الشخصيات والمشاهد لصالح الحبكة الدرامية. وفي موضع آخر يتحدث عن السينوغرافيا كمصطلح في المسرح المصري حيث يري أن هناك جدلا بين المخرجين ومصممي الديكور حول مفهوم السينوغرافيا وأن بعض المخرجين ينسب لنفسه السينوغرافيا وليس كما يري المسرح الغربي من أن مصمم مشاهد العرض هو مصمم الصورة علي خشبة المسرح فالمسرح العربي لم يستوعب حتي الان فكرة وجود السينوغراف لانه يحدث صداما مع المخرج صاحب العرض . وحول المسرح التجريبي يري كمال يونس أنه هوجة حملت في طياتها تمردا علي الشكل التقليدي دون ان يتوافر لمن تبنوا الفكرة العلم الكافي بأصول وقواعد ماهية التجريب وانه يري ان التجريب هو البحث الدؤوب عن ابتكار وابداع في الصورة المسرحية وتحديث في مفردات العرض ويرجع أسباب فشل المهرجان التجريبي الدولي إلي المسرحيين الشبان الذين ركبوا الموجة ظنا منهم انها تتم بمباركة الدولة في محاولة لايجاد مسرح مواز أو بديل لمسرح الدولة وأندفعوا يقلدون دون علم اعتقادا منهم بأن التجريب يعني الاطاحة بالأسس المسرحية والفتك بالكلمة ليعلنوا موت المؤلف. وعن مسرح القطاع الخاص يتساءل كمال يونس عن أسباب تدهوره وتراجعه من حوالي 20 فرقة مسرحية في أوائل الثمانينيات إلي بضع فرق تعد علي أصابع اليد ويتناول أيضا ظاهرة عروض الريبورتوار في عام 2007 في المسرح المصري ومنها (الملك لير) ليحيي الفخراني واخراج أحمد عبد الحليم ومسرحية (أهلا يابكوات) تأليف لينين الرملي واخراج عصام السيد. كما يتحدث عن مسرح الستينيات ويورد عبارات بعض الكتاب والمفكرين مثل صنع الله إبراهيم الذي يري أن هذا المسرح لم يكن بوقا للسلطة بل كان مسرحا مزدهرا متنوع الأداء وجاذبا للجمهور .وكذلك تناول مسرح الهواة ومهرجاناتهم .. وفي نهاية الكتاب أفرد مساحة كبيرة لنقد عدد من العروض المسرحية .. الكتاب يستحق التحية والتقدير علي الجهد المبذول فيه.