في الماضي كنا رواداً في مجالات كثيرة جعلتنا في مصاف الأمم ومطمعاً للمستثمرين والغازين الحاقدين علي حضارتنا وسلب خيراتنا وسحب البساط من تحتنا. حتي وصلنا إلي شبه أسافل الدول للأسف. كنا رواداً في زراعة القمح حتي صرنا سلة الغذاء في العالم أيام الرومان. وكنا رواداً في زراعة وصناعة القطن. وكانت لنا بورصة عالمية تحدد قيمة العملات الأجنبية بالنسبة للجنيه الذي كانت قيمته تساوي 6 ريالات و4 دولارات وأغلي من الجنيه الذهب والاسترليني وكنا نزرع أغلب المحاصيل. وكانت عندنا الكفاية السلعية. ولم نكن نحتاج إلي الاستيراد إلا فيما ندر. لذا ظل الجنيه عفياً مناطحاً لأقوي العملات حتي الثمانينيات من القرن الماضي إلي أن وقعت الواقعة. أقول ذلك بمناسبة خبر نشرته الصحف وهو فوز مصر بكأس العالم في الطعمية. وأبرزته بعضها في الصفحة الأولي وكأنه فخر لنا. أو كأننا فزنا في الذرة والتكنولوجيا وعنونت إحدي الصحف الخبر بقولها: مصر تهزم إسرائيل في معركة الطعمية حيث كانت المنافسة النهائية بين مصر ولبنان وإسرائيل في مهرجان لندن للفلافل التي نظمها الاتحاد الدولي للبقوليات. ولا أدري ما الهدف من نشر هذا الخبر المستفز وهل هو مدح أم قدح؟! ولكن في النهاية خبر جعلني أتحسر علي الماضي التليد: وأذرف دماً بدلاً من الدموع علي حالنا المقلوب وغير المستقيم الذي ساهمنا فيه طواعية بالكسل الذي لم نكن نعرفه وباليأس الذي تملكنا وصار نهجنا فاستمرأناه. وجعلناه عنوانا لحياتنا اليومية للأسف.. ولكن مازلت كغيري متمسكاً بالأمل.. لماذا؟ أقول.. إن تمسكي بالأمل الذي يحدوني سببه ما يقوم به الرئيس السيسي الغيور علي بلاده. والذي تشهد أفعاله بأنه يسير علي الطريق الصحيح. فهو يسير علي جميع المسارات التنموية. سواء في المسار الزراعي وما حدث قبل أيام من إطلاق موسم حصاد القمح بالفرافرة خير دليل. واهتمامه ليس بهذا المحصول وإنما كافة المحاصيل الاستراتيجية التي كنا رواداً فيها. وفي مسار البني التحتية كالصرف الصحي والمياه والطرق والكهرباء وغيرها لأنها أساس أي تنمية. وفي المسار الاقتصادي كتأسيس الشركات وإنقاذ القلاع الصناعية التي بناها عبدالناصر من التدهور كالحديد والصلب والغزول والمراجل البخارية وغيرها مما خسرناها بسبب البيروقراطية والفساد والاختلاسات واللامبالاة. الحقيقة الرجل يحمل هموم وطنه علي عاتقه. لأنه يريد الانفتاح وليس الانبطاح الذي ضيعنا. الرجل وليس مجاملة يريد كما فعل محمد علي أن يعيد مصر إلي ريادتها ثانية. لذا فهو يسابق الزمن ولا ينام ويواصل الليل بالنهار. وبح صوته من كثرة دعوته لنا بالعمل والسير بسرعة الصاروخ مثله. لأن الهموم لا حصر لها والاهمال بلغ مداه. كما يحتاج إلي سواعدنا وضمائرنا وإخلاصنا للوطن. نريد أن نتقدم ونلحق بركب الأمم وأن نكون رواداً في الزراعة والصناعة بالذات فهما عصب التنمية. نريد أن نهزم أعداءنا بالتطور وليس بالطعمية. أو بالمهلبية.. بعدما أدمنا الأكل وضيعنا فلوسنا عليه فصرنا بطنجية نأكل الطعمية ونحلي بالمهلبية..! والخلاصة من لا يملك قوته لا يملك حريته.. ولله الأمر من قبل ومن بعد. .. وأخيراً : * أعتقد أن فوزنا في مهرجان الطعمية لأنها بدون عيش وخضار بايت..! * وأعتقد أن هناك علاقة بين المهلبية والهلباتية! * والمهلباتية دوخوا الفلاحين كي يكرهوا زراعة القمح. * فالقمح المحلي أجود وأغلي من المستورد.. والسبوبة راحت. * عشان كده خلطوا المحلي بالمستورد للاستفادة من فارق السعر.. وكالعادة الدولة بتتفرج. * حريق الرويعي.. دليل علي الإهمال والاستهتار. * لغز الباحث المصري هشام رأفت في إيطاليا.. يبحث عن حل ولابد من وقفة.. لأن روجيني مش أحسن منه. * أتمني أن تنتهي أزمة الصحفيين علي خير. * سحب 24 ألف متر من صلاح دياب اغتصبها من أرض المطار بالقوة.. برافو.. ونريد المزيد.