12/11/2011 02:22:08 م أحمد زكريا بوابة أخبار اليوم : تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح كان ولا يزال مطلبا قوميا لجميع أبناء الشعب فمن لا يملك قوته لا يملك حريته وخاصة أن بلدنا زراعي في المقام الأول ولدينا نيل عظيم تحسدنا عليه أغلب الأمم ومع ذلك نستورد قرابة ال 60% من غذائنا ولم نستطيع حتي الآن سد حاجتنا من قمح الخبز، ولكن التوسع في زراعة القمح معادلة صعبة لها أبعاد متعددة فمهمة استصلاح مزيدا من الأراضي ليست باليسيرة كما أن توفير مياه لري المساحات الجديدة من القمح عملية تكاد تكون مستحيلة في ظل تصارع دول حوض النيل علي حصصها من المياه. ويري الدكتور محمد عادل الغندور خبير الزراعة وعضو اللجنة الاستشارية للدعم الفني لدول حوض النيل إن التوسع في زراعة القمح جريمة لن تغفرها لنا الأجيال القادمة فمحصول القمح من المحاصيل كثيفة استهلاك المياه ومخزون مصر من المياه الجوفية أو حصتها من مياه النيل لا تكفي للتوسع في زراعته كما أن تجربة استصلاح الأراضي لم تحقق نجاحا ملموسا خاصة وأن الإحصاءات كشفت أننا استصلحنا قرابة المليوني فدان منذ خمسينيات القرن الماضي بمعدل 30 ألف فدان سنويا في حين وصلت نسبة التعديات علي الأراضي الزراعية منذ تلك الفترة إلي 30 ألف فدان سنويا تقريبا وبالتالي فإن المحصلة صفراً. ويضيف الغندور إننا نزرع 3 ملايين فدان قمحا ولتحقيق الاكتفاء الذاتي نحتاج زراعة ما لا يقل عن 4 ملايين فدان علي أقل تقدير علما بأن القمح ليس من المحاصيل التي تحقق أرباحا كبيرة للمزارع مقارنة بالمحاصيل البستانية كالعنب وغيره، وبالتالي فإننا أمام معادلة توفير مساحة جديدة من الأرض الصالحة للزراعة وتوفير حصة إضافية من مياه الري وحل هذه المعادلة يكمن في الاستثمار الزراعي بالسودان خاصة وأنها تتمتع بمساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة تصل إلي 250 مليون فدان تقريبا منها 20 مليون تزرع بمياه الأمطار و4,5 مليونا تروي بمياه النيل والباقي معطل. كما يري خبير الزراعة أن التوسع في زراعة المحاصيل البستانية يعد أكثر نفعا للمزارع والاقتصاد القومي خاصة وأنه قليل استهلاك المياه مقارنة بالقمح كما أنه مربح ويمكن تصديره للخارج بكميات كبيرة وبالتالي يمكن رفع مستوي الفلاح المصري والخروج به من دائرة الفقر وكذلك إنعاش الاقتصاد القومي من خلال تنشيط حركة التصدير وتوفير العملات الأجنبية وبذلك نكون حققنا هدفان الأول توفير احتياجنا من القمح عن طريق زراعته بالسودان والثاني زيادة الدخل القومي من خلال التوسع في زراعة المحاصيل البستانية بالإضافة إلي توفير المياه وخلق مزيد من فرص العمل وبعد سياسي في غاية الأهمية وهو دعم علاقتنا بالسودان الذي يعد امتدادا طبيعيا لمصر.