استفزني كثيرا ذلك الخبر الذي نشر بالصحف عن ضبط مصنع لترويج الأسمدة المغشوشة حيث يقوم صاحب المصنع بطحن الحجارة وخلطها بالصبغات لتكتسب لون الأسمدة ثم يقوم بتعبئتها في أكياس لماركات شهيرة ويبيعها للمزارعين!! تساءلت.. لماذا لا نحل أزمة الأسمدة التي تتكرر صيفا وشتاءً وأصبحت صداعا مزمنا يبحث عنها الفلاح عندما يحتاجها الزرع فلا يجدها؟! وبالتالي ينتشر تجار الوهم والسوق السوداء وأصحاب الضمائر الميتة حتي تفتق ذهن البعض للقيام بغشها علي هذا النمو الخطير الذي ضبطته شرطة التموين. معني ذلك ان الفلاح سيأخذ السماد ويضعه في الأرض ليفاجأ بعد طول انتظار بأنه لا نتيجة له.. وربما تصيب الصبغات والحجارة المطحونة الأرض بأمراض أخري يصعب علاجها. فهل هذا ما نريده لأرضنا ومحاصلنا؟! من قبل سمعنا شكوي الفلاح من ندرة تقاوي القمح.. وشاهدنا ماذا حدث لمحصول الطماطم بسبب تقاوي مستوردة بها حشرة غريبة علينا والآن وصل الغش إلي الأسمدة التي يحتاج إليها الزرع. واجب وزارة الزراعة والخبراء ان يبحثوا الأمر وبسرعة وان يتم توفير احتياجات الفلاح من التقاوي والأسمدة قبل الموسم وبأسعار معقولة ان كنا حقا نريد سد الفجوة في الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي علي المدي البعيد. واقع الحال يؤكد أننا بحاجة إلي سياسة زراعية واضحة المعالم تحقق الهدف الذي نريده وهو زراعة الأرض واستصلاح المزيد منها وتحقيق أعلي انتاجية ومواجهة الغشاشين ومعدومي الضمائر وقطع الطريق علي تجارة السوق السوداء في الأسمدة والتقاوي فهل نفعل لنجد ما نأكله؟!