في مترو الأنفاق غابت الرقابة فعادت امبراطوريات الباعة الجائلين وعصابات التسول ومافيا السرقة.. أما محكمة النقل فقد تاهت بين ثلاثة وزراء وأربعة رؤساء لهيئة السكة الحديد. الخارجون علي القانون لم يكتفوا بالبيع في عربات المترو لكنهم تمادوا في بطشهم فافترشوا بضائعهم علي الأرصفة الداخلية وسلالم الصعود والهبوط وأقاموا فتارين وأكشاكاً علي مداخله. فأغلقوا البوابات ومنعوا الركاب من المرور. في البداية تعبر تسنيم سمير "طالبة" بجامعة القاهرة عن استيائها من انتشار الباعة الجائلين بالخط الأول لمترو الأنفاق حلوان- المرج.. قائلة إنهم يرافقوننا منذ بداية الركوب حتي انتهاء الرحلة ونشعر بأنهم نقلوا الأسواق العشوائية للمترو وأصبحوا مصدر إزعاج شديد لنا وغالباً ما نتعرض للتشاجر معهم بسبب تزاحمهم وإصرارهم علي البيع رغم الزحام. فنطالب بتشديد الرقابة علي مسئولي شرطة مترو الأنفاق حتي تتم السيطرة علي المترو مرة أخري. يتساءل فؤاد سمير "موظف": أين محكمة النقل التي سمعنا عنها وعن قوانينها وازداد الأمل في نفوسنا بأن النظام والسيطرة سوف يسودان المترو ومن يخالف القانون سيجد العقاب الفوري في الحال؟!!.. لكن يبدو أن قرار عمل محكمة النقل ذهب مع الوزير السابق ولم يطبق إلي الآن وزادت امبراطورية الباعة الجائلين توحشاً. تحكي مروة أحمد "طالبة" بكلية التجارة إنها كانت تستقل احدي عربات المترو وصادف أن تواجد بها بائعة أدوات منزلية وعندما دخلت بائعة أخري لم تعرفها سألتها أنت تابعة لمين من التجار أجابتها أنها بمفردها تسعي لكسب قوتها يومها طردتها من المترو وضربتها وأخبرتها أن العربة لها فقط ولا يشاركها أحد في عرض بضائعها بجوارها!! تضيف سارة أحمد "طالبة" بكلية الطب: نذوق الأمرين في رحلة قطار مترو الأنفاق وغالباً ما يصعد الباعة الجائلون الذكور بكبائن السيدات ويتزاحمون معنا وعند الاعتراض علي قيامهم بعملية الشراء أثناء الزحام نتعرض لأسوأ الألفاظ. والغريب أننا نري أمناء الشرطة يشاهدونهم بكبائن السيدات ويقومون بممارسة عملية البيع والشراء ويغمضون أعينهم عنهم وأحياناً يتبادلون السلامات وكأن وضعهم مقنن وذكرت احدي الجائلات ان أمين الشرطة أخذ منها 50 جنيها مقابل تركها وعدم مصادرة البضاعة. بوابات إلكترونية وتقول سامية نصر - موظفة -: علي الرغم من وجود بوابات إلكترونية بمداخل محطات المترو للكشف عن الحقائب في حالة وجود أشياء تخالف قوانين الأمن والسلامة أو يتم حرمانهم من ركوب المترو أحيانا وللأسف لا يطبق ذلك إلا علي الركاب الحقيقيين دون المخالفين للقواعد والقوانين لأن غالبية الباعة يمرون ببضائعهم المعبأة داخل أجولة كبيرة دون أي اعتراض من مسئولي الشرطة .