مترو الأنفاق من أهم المشروعات الخدمية في مصر الذي يهم كل مواطن مصري حيث يعتمد عليه أبناء الشعب المصري بصفة أساسية في الوصول إلي مقار عملهم دون أي عناء. هذا المشروع العملاق الذي يربط بين جميع مناطق ومدن القاهرة الكبري بدأ عملاقا في أجمل صوره الحضارية وأدق أنواع النظام والرقابة متواجدة علي الأرصفة وداخل المحطات وخارجها حتي اننا كنا نشعر اننا في أوروبا. والآن تحول هذا الصرح الكبير إلي مقلب للزبالة وسوق للباعة الجائلين والمخالفات ترتكب فيه جهارا نهارا دون أي رقابة أو تواجد أمني كما كان من قبل. من يصدق أن هناك بعض الشباب المستهترين الذين يعيثون بأرواحهم ويقومون بالركوب بين عربات القطار ويعرضون أنفسهم للموت بل إنهم يعصفون بالتعليمات ولا يخشون من أحد حتي ان بعض أفراد الشرطة يجدون هؤلاء الشباب وهم يرتكبون المخالفات ولم يستطيعوا أن يمنعوهم عنها. زادت هذه المخالفات خلال الفترة الماضية والحالية وهؤلاء الشباب يتمادون في أعمالهم التخريبية في المترو كما انهم يقومون بمضايقة الركاب والسيدات والفتيات ويلقون أعقاب السجائر علي الأرصفة كما انهم يعبثون في الوصلات بين عربات المترو مما يعرض الركاب للخطر. الأغرب من ذلك ان الباعة الجائلين افترشوا كل المحطات ولم نجد لهم رادعا وأصبح كل بائع له مكان محدد لا يستطيع أحد أن يقترب منه ومن هنا تم تقسيم المداخل المؤدية إلي الرصيف بين الباعة الجائلين حتي ان ركاب المترو لا يستطيعون السير أو الوصل إلي الرصيف إلا بالمشقة فقد شاهدت بائعا يسب أحد الركاب لأن قدمه ارتطمت بالبضاعة المفروشة علي الأرض الخاصة بهذا البائع لم يجد هذا الراكب من يشكو له حتي ان مكتب الشرطة بالمحطة مغلق مما اضطر هذا الراكب إلي الاعتذار للبائع وكأن هذا حق مشروع له. أما المخالفات الأخري التي زادت عن الحد والتي أصبحت تسيء للمظهر العام للمترو والركاب ان بعض الشباب والفتيات يجلسون علي أرصفة المحطات بالساعات وهم في أوضاع مخلة دون احترام لمشاعر الركاب أو الخوف من أحد أو الاستحياء من الأفعال المخجلة ورغم ذلك لم نجد من يعارضهم أو يمنعهم عن أفعالهم الشيطانية. هذه المخالفات نموذج بسيط لما يحدث في مترو الأنفاق الذي أصابته الشيخوخة وهو في سن الشباب لقد فقدنا الرقابة داخل المحطات واحتل الباعة الأرصفة دون خوف من أحد والقطارات أصبحت معرضة للكوارث بسبب عبث الشباب المستهتر وجلسات الحب والفرفشة أصبحت عيني عينك وعصابات السرقة ملأت الطرقات ناهيك عن حالات النشل التي يتعرض لها ركاب المترو. أين شرطة النقل والمواصلات من هذه المخالفات التي ترتكب جهارا نهارا؟! وأين جهاز تشغيل المترو؟! هل سلمنا للأمر الواقع وأصبحت هذه المخالفات من حياتنا اليومية الطبيعية لا مفر منها أو تصحيح الأوضاع. إذا كنا نريد أن نعيد مترو الأنفاق إلي سابق عهده من النظام فعلينا طرد الباعة الجائلين والقبض علي الشباب المستهتر التي يتسلق بين عربات القطار ويعبث بهذا الصرح الخدمي ومنع جلسات الحب علي المحطات حتي نشعر بهيبة الدولة وان هذه المشروعات الحيوية لها احترامها وقدسيتها.