تصوىر : حسن ىوسف خيبة أمل كبيرة أصابت المواطنين، الذين يعتمدون علي مترو الأنفاق في تنقلاتهم.. المترو الذي كان الأمل الأكبر في حل مشكلة المواصلات أصبح مشكلة حقيقية تواجه سكان القاهرة الكبري بعد أن كثرت أعطال الشبكات الكهربائية، فتحولت رحلات المترو تحت الأرض إلي معاناة يومية لحوالي 2.5 مليون راكب بعد أن كانت وسيلة مواصلات سهلة وسريعة ومريحة وخارج طوق الزحام في الشوارع، وقد ظل هكذا لسنوات قليلة، أثناء إدارة الشركة الفرنسية له لكن هذه الأيام طالته يد الإهمال وأصبح من وسائل النقل المرهقة التي زادت من معاناة الركاب في ظل الزحام الشديد والاختناقات والأعطال المتكررة وطول زمن التقاطر وانعدام الصيانة وافتقاد التهوية الجيدة مما أدي إلي تأخر الموظفين عن أعمالهم ووصول الطلبة إلي مدارسهم وجامعاتهم متأخرين بخلاف تعرض الجميع لمخاطر العدوي بالأمراض نتيجة سوء التهوية، فضلاً عن انتشار المتسولين والنشالين والباعة الجائلين الذين يندسون بين الركاب وهو ما يسبب وقوع الكثير من المشاجرات . فضلا عن الأعطال المستمرة وتكرار انقطاع التيار الكهربائي عن خط " المرج وحلوان " خاصة أن هذا الخط هو الأقدم ويستقله عدد كبير من الركاب مما تسبب في زيادة معاناتهم . " فريق عمل آخر ساعة وعدستها قام برحلة داخل المحطات العلوية للخط الأول للمترو "حلوان- المرج" وعاش ساعات من الموت مع ركاب المترو أثناء عبورهم من علي قضبان مترو الأنفاق دون حماية لهم بالإضافة إلي رصد شبكات الكهرباء المتهالكة والتي تؤدي إلي حدوث أعطال بمحطات مترو الخط الأول علي مدي يومين تقريباً في محطات الخط الأول وهو ماحدث بالفعل الاسبوع الماضي وتسببت في اعطال المترو ساعتين تقريبا. بدأت الرحلة علي رصيف خط "حلوان المرج " وفي محطة الدمرداش التي شهدت تحطم أسوار المترو بما يسمح بعبور الركاب من وإلي المحطة دون المرور علي ماكينات الخروج والدخول ويستطيع الركاب الذهاب والعودة دون وجود رقابة من الأمن . وفي محطة منشية الصدر والتي أطلق عليها الركاب " محطة الإنعاش " حيث الإهمال المتفشي فيعبر الركاب إلي الأرصفة عن طريق القضبان وفي هذه المحطة عاش فريق آخر ساعة وعدستها ساعات من الموت بين الركاب الذين يعبرون من علي قضبان قطار مترو منشية الصدر دون رقابة ولا وجود لأحد يمنعهم أو حتي يؤمن عبورهم، وعلي رصيف المترو يسير الركاب وعلي يمينهم الشارع والجانب الآخر يسير قطار المترو ويفصل بينهم لوحان من الخشب . بينما تتسم محطة السيدة زينب بالأعطال حيث اعتاد مترو الأنفاق أن يقف وقتا طويلا بها ويعلن عن سبب التوقف »تعلن الحركة والنزول لوجود عطل ما وعلي الركاب النزول والانتظار علي الرصيف الآخر لصعود المترو المقبل« وهنا تكون الكارثة لأن عدد الركاب في هذه المحطة يتضاعف عشرات المرات والمترو المقبل مملوء بالركاب ولا يوجد به منفذ ويصر المواطنون علي الركوب كما لو كان أتوبيسا أو عربة نقل وتحدث إصابات كثيرة من جراء ذلك فالبعض يضع قدميه ويغلق الباب علي القدم الأخري والبعض يسقط ما بين الرصيف والعربة ويحاول الركاب تأمين القطار وغلق جميع الأبواب وإعطاء إشارة إلي السائق بالسير . وبمحطة الصين "دار السلام " هكذا أطلق عليها ركاب مترو الأنفاق نظراً للكم الهائل من البشر حيث تتصاعد الصرخات والأصوات المفزعة وتزيد رنات الإنذار لغلق الأبواب ويتوقف المترو لدقائق لعدم غلق الأبواب بالكامل ويحشر المواطنون مثل السردين في عربة المترو لنكتشف عدم التهوية الكافية لهذا العدد فالمراوح معطلة والنوافذ ما بين مغلقة أو لا يستطيع أحد فتحها وزجاج النوافذ بعضه مهشم إلي جانب القمامة الملقاة علي الأرصفة وداخل عربات المترو حيث تتصاعد الروائح الكريهة من بواقي أطعمة وغيرها من فضلات أطفال. وفي محطة سعد زغلول تتكرر المشاهد نفسها من أعطال بعض البوابات الإلكترونية الخاصة بالتذاكر والصعود والنزول من باب واحد والبائعون والمتسولون في كل العربات. وفي محطة أنور السادات نجد المشاهد نفسها ولكن يهدأ الزحام إلي حد ما لأن معظم رواد المترو ينزلون في هذه المحطة ويبدأ الركاب يتنفسون الهواء الساخن الموجود بالأنفاق لوجود أعطال في تكييفات المحطة وقد نجد بعض الأفراد يرتدون ملابس عادية يراقبون حركة خروج الركاب من البوابات الإلكترونية المعطلة للإمساك بأي راكب لا يوجد معه تذكرة لتحرير محضر وتغريمه 10 جنيهات لعدم شرائه تذكرة المترو . وبمحطة جمال عبدالناصر نتساءل: أين المسئولون عن مترو الأنفاق وأين أمن المترو وما علاقة هؤلاء بالثورة والفوضي؟ فهي هيئة مستقلة من المعروف أنها ملتزمة وتقوم بعملها وواجباتها علي أكمل وجه ودورهم داخل مترو الأنفاق يكمن في إرشاد الركاب وينظمون وجودهم علي الأرصفة وداخل عربات المترو والالتزام بالأبواب الخاصة بالنزول والأخري الخاصة بالصعود لتخفيف حدة الزحام والتصادمات والحد من وقوع الحوادث وعدم صعود البائعين وتخصيص أماكن لهم داخل الأنفاق بالمحطة مثل باقي محطات المترو في العالم فتحت الأنفاق توجد محلات وأكشاك للبيع بدلا من زيادة الزحام داخل عربات المترو للبيع والشراء ونأمل أن يستيقظ المواطنون لرعاية هذا المشروع الضخم والعملاق والمحافظة عليه من الإهمال والفوضي والسرقة والدمار. ومن بين هذه المحطات نجد محطة سراي القبة والتي تجاور قصر القبة ولها باب خروج واحد نظرا لجوار قصر القبة لها وتتمتع بأجهزة وكماليات غير عادية ونظافة لم تتواجد في أي محطة أخري والأشجار مصفوفة علي الأرصفة . وعن أعطال شبكات كهرباء مترو الانفاق التي تتسبب في تأخير العديد من الركاب عن أشغالهم وتكدس المواصلات في شوارع القاهره كما حدث في الأسبوع الماضي لخط " حلوان، المرج " والذي تسبب في توقف قطارات المترو بالخط الأول "حلوان – المرج" وتأخر الرحلات لوقوف القطار في كل محطة مدة تزيد علي 15 دقيقة بسبب عطل كهربائي بين محطتي دار السلام والزهراء . يقول أحد مهندسين الصيانة من العاملين بشبكات كهرباء مترو الأنفاق والذي رفض ذكر اسمه، إن رئيس هيئة مترو الأنفاق المهندس علي حسين عندما تولي منصبه في العام الماضي أكد وجود خطة لتطوير خطي المترو الأول " حلوان المرج " والثاني "ضواحي الجيزةشبرا الخيمة " بتكلفة تبلغ أكثر من 2.5 مليار جنيه " نحو 450 مليون دولار أمريكي " وهو ماتم تخصيصه للتطوير بالإضافة إلي استيراد 24 عربة قطار جديدة من الخارج ولم يتم تنفيذ أي شيء من هذه الخطة وكل مايتم تطويرة يخص استبدال رخام ومقاعد المحطات وإهمال أعمال الصيانة الخاصة بشبكات محطات الكهرباء . ويوضح الدكتور عبدالرحمن الهواري، أستاذ هندسة السكة الحديد بهندسة القاهرة، أن مترو الخط الأول "حلوان المرج" تعمل به قطارات من الترام القديم عمرها تجاوز 27 عاما، لافتا إلي أن المترو أصلا عمره 21 عاما، ولذلك فهو يحتاج إلي حل عملي وجذري. بينما المهندس عبدالحميد الأشوح، نائب رئيس هيئة السكة الحديد للإشارات، هاجم عمليات الصيانة المتبعة للإشارات في صيانة شبكات مترو الخط الأول عندما تكون الشبكة مجددة منذ 6 سنوات فقط ويحدث بها قطع فهذا يعود إلي سوء صيانة العوازل والشبكة بصفة عامة لأنه من المفترض أن يكون العمر الافتراضي 25 عاما باعتبار أن أسعار الشبكات مرتفع ومكلف وشركة المترو مهتمة فقط بتجديد المحطات وإنشائها من الرخام، حيث أنفقت عليها ملايين الجنيهات بينما تركت الأسس الرئيسية وهي توفير قطع الغيار الرئيسية لتشغيل المترو من قضبان وشبكات كهربائية وعربات المترو.