ومازال الاهمال مستمرا في مترو الأنفاق.. هذا هو الوضع في جميع محطات الخط الأول من حلوان إلي المرج ورغم أن المشروع بدأ عملاقا وكان نموذجا للانضباط والمظهر الحضاري فإن أيدي الفوضي أمتدت له . ولاسيما في ظل غياب الوجود الأمني. تحقيقات الأهرام رصدت حالة الفوضي التي يعانيها المترو من خلال رحلة في10 محطات بدأت من محطة المعادي حتي محطة جمال عبدالناصر وكانت هذه هي النتيجة.. في البداية وجدنا6 بوابات اليكترونية للدخول إلي رصيف المترو لا يعمل فيها سوي بوابتين فقط والباقي معطلة كما لا يوجد سوي شخص مدني يقف أمام البوابات لمراقبة حركة المواطنين الذين يقفزون من فوق البوابات المعطلة. وعلي رصيف المترو رصدنا عدم وجود أي مجندين علي الاطلاق في حين وجدنا سورا حديديا جديدا يفصل بين الرصيفين بطول القضبان لمنع الصبية والطلاب من عبور قضبان المترو منعا للحوادث وهذا شئ جميل ومفيد وجديد كما تلاحظ فوضي رواد المترو وعدم الالتزام بالعلامات المرسومة علي الرصيف والأسهم التي تفيد تخصيص أبواب محددة للصعود وأبواب أخري للنزول فالجميع يصعد وينزل من باب واحد وبالتالي نجد زحاما ومشاحنات وتعطيل حركة المترو لأن ركاب المترو الذين يرغبون في النزول يصطدمون وجها لوجه مع من يرغبون في الصعود وهذا الموقف يطول ويعرقل غلق الأبواب ويؤدي إلي صدام وقد تغلق الأبواب علي المواطنين والأطفال وقد يسقط أحدهم ما بين الرصيف وعربة المترو كما يقوم البعض بحجز الباب بيديه ليعطي فرصة للركاب في الصعود وقد يتحرك المترو والباب مفتوح وهذا ما يحدث. في جميع المحطات نجد هذا المشهد الهمجي في حين لو إلتزم رواد مترو الأنفاق بالوقوف أمام الأبواب التي مدون عليها للنزول فقط والتزم الركاب في الوقوف عند الأسهم الموجودة بالرصيف أمام الأبواب المخصصة للصعود فقط ستسير حركة الصعود والنزول بسلاسة وسهولة. في محطة حدائق المعادي حيث يوجد بها اصلاحات وبناء وهدم بالأرصفة ولا توجد ماكينات دخول وخروج الكترونية وانما يوجد برميل كبير يقف عليه شخص يلقي بالتذاكر فيه كما يوجد بالمحطة علي كل رصيف نحو3 مخارج ومداخل للرصيف المهدوم وزحام شديد علي شباك التذاكر لوجود منفذين فقط لشراء تذاكر المترو المشهد الهمجي نفسه الذي سبق وصفه في الصعود والنزول من الأبواب نفسها إلي جانب صعود العديد من الباعة المتجولين رجال ونساء وكذلك المتسولون ولا يوجد أي فرد أمن علي الرصيفين إلي جانب أن الباعة الرجال يصعدون بعربات السيدات ويصرون علي عرض ما يرغبون بيعه في ظل الزحام الشديد بين السيدات بشكل غير لائق ولا يستطيع أحد الاعتراض حتي لا ينال ما لا يستحقه من ألفاظ وعبارات جارحة فإذا كنت تريد التسوق فستجد في مترو الانفاق خلال رحلتك من الأبرة إلي الصاروخ من مفارش ولبان وجوارب وماكياج وملابس حتي بدل الرقص والدبابيس وأغطية الغسالات والمراوح وكل ما يخطر علي بال أي شخص. وفي محطة دار السلام والتي تسمي محطة الصين للكم الهائل من البشر حيث تتصاعد الصرخات والأصوات المفزعة وتزيد رنات الانذار لغلق الأبواب ويتوقف المترو لدقائق لعدم غلق الأبواب بالكامل وتحشر المواطنين مثل السردين غي عربة المترو لتكتشف عدم التهوية الكافية لهذا العدد حيث المراوح معطلة والنوافذ إما مغلقة ولا يستطيع أحد فتحها وأما مفتوحة ولا يستطيع أحد غلقها وزجاج النوافذ بعضها مهشم إلي جانب القمامة الملاقاة علي الأرصفة وداخل عربات المترو حيث تتصاعد الروائح الكريهة من بواقي أطعمة وغيرها من فضلات أطفال كما يوجد علي أرصفة محطة دار السلام معدات وأجهزة بالملايين لم يتم تركيبها حيث تم اعلان اصلاح وانشاء محطة دار السلام علي أعلي مستوي وتركيب سلالم كهربائية وحتي الآن لم يتم الانتهاء من التركيب. وفي محطة الزهراء الأمور تسير بسهولة ويسر لعدم وجود الكثافة السكانية فيها فعدد الركاب قليل لا يحدث منهم أي مشاكلات سوي بعض اعطال الماكينات الالكترونية وعدم وجود عناصر الأمن علي الأرصفة. وفي محطة الملك الصالح المشاهد نفسها متكررة في الصعود والنزول من الأبواب نفسها والزحام وتعطيل البوابات الالكترونية وعدم الوجود الأمني. وفي محطة ماري جرجس نجد بعض افراد الأمن علي الأرصفة الملاصقة للمناطق الأثرية القبطية ليس لحماية الركاب أو مترو الأنفاق وانما قد يكون لحماية الكنائس والمساجد الموجودة بالمنطقة. وفي محطة السيدة زينب وهي ما تسمي محطة الأعطال حيث اعتاد مترو الأنفاق إن يقف وقتا طويلا بها وتعلن عن توقف الحركة والنزول لوجود عطل ما وعلي الركاب النزول والانتظار علي الرصيف الآخر لصعود المترو المقبل وهنا تكون الكارثة لأن عدد الركاب في هذه المحطة يتضاعف عشرات المرات والمترو المقبل مملوء بالركاب ولا يوجد به منفذ ويصر المواطنون علي الركوب كما لو كان أتوبيسا أو عربة نقل وتحدث اصابات كثيرة من جراء ذلك فالبعض يضع قدميه يغلق الباب علي القدم الأخري والبعض يسقط ما بين الرصيف والعربة والصراخ والصفافير تنطلق لتوقف المترو لإنقاذ هؤلاء. وفي محطة سعد زغلول تتكرر المشاهد نفسها من اعطال بعض البوابات الالكترونية الخاصة بالتذاكر والصعود والنزول من باب واحد والبائعون والمتسولون في كل العربات حيث يصعد في العربة الواحدة ثلاثة بائعين ومتسول كبير وثلاثة أطفال متسولين ويتبادلون الصعود والنزول في جميع عربات المترو دون مراعاة الزحام ودون مراعاة العربات المخصصة للسيدات. وفي محطة أنور السادات المشاهد نفسها ولكن يهدأ الزحام إلي حد ما لأن معظم رواد المترو ينزلون في هذه المحطة ويبدأ الركاب يتنفسون الهواء الساخن الموجود بالانفاق لوجود اعطال في تكييفات المحطة وقد نجد بعض الافراد يرتدون ملابس عادية يراقبون حركة خروج الركاب من البوابات الالكترونية المعطلة للامساك بأي راكب لا يوجد معه تذكرة لتحرير محضر له أو تغريمه10 جنيهات لعدم شرائه تذكرة المترو. وفي محطة جمال عبدالناصر نتساءل أين المسئولون عن مترو الأنفاق وأين أمن المترو وما علاقة هؤلاء بالثورة والفوضي فهي هيئة مستقلة من المعروف أنها ملتزمة وتقوم بعملها وواجباتها علي أكمل وجه وأين الثوار والشباب الوطني المتبرع بجهده ووقته للوطن وتنظيم حركة المرور بدلا من الشارع ينظمون المرور في محطات مترو الأنفاق ويرشدون الركاب وينظمون وجودهم علي الأرصفة وداخل عربات المترو والالتزام بالأبواب الخاصة بالنزول والأخري الخاصة بالصعود لتخفيف حدة الزحام والتصادمات والحد من وقوع الحوادث وعدم صعود البائعين وتخصيص أماكن لهم داخل الأنفاق بالمحطة مثل باقي محطات المترو في العالم تحت الأنفاق يوجد محلات وأكشاك للبيع بدلا من زيادة الزحام داخل عربات المترو للبيع والشراء نأمل أن يستيقظ المواطنون لرعاية هذا المشروع الضخم والعملاق والمحافظة عليه من الاهمال والفوضي والسرقة والدمار.