مع قدوم شهر رمضان ينتشر المتسولون بكل مكان ولكن في مترو الانفاق نجد المشهد صارخا بكل المقاييس فالباعة والمتسولون يقتحمون بأساليب خفية لا يمكن ان يكتشفها المسئولون عن الأمن .يأتي ذلك في الوقت الذي اعلنت فيه شركة مترو الأنفاق عن بث رسالة عبر اذاعتها الداخلية لا تتعاطفوا مع المتسولين للتصدي لهذه الظاهرة وظاهرة وجود الباعة والمتسولين بعربات المترو وانتشارهم بكثافة خاصة في شهر رمضان وبدأت الحملات بمحطات حلوان ودار السلام وفيصل والعتبة خلال الايام العشرة الأولي من شهر رمضان بالتنسيق مع شرطة النقل والمواصلات لملاحقتهم وتم ضبط العديد من المخالفين وتم توقيع الغرامة الفورية عليهم وعمل محاضر امتناع عن سداد الغرامة الفورية. فمنذ استقلالك أي محطة لمترو الأنفاق تجد مشهد الباعة الجائلين والمتسولين يحتلون مداخل المحطات ويحاصرونك في كل مكان ولكن السؤال كيف يصلون إلي عربات المترو. اثناء جولتنا بمحطات المترو لاحظنا وجود ما يصل إلي5 موظفين بالأمن علي ماكينات التذاكر في بعض المحطات ومحطات اخري لا يوجد بها سوي موظفين فقط ويغيب الأمن داخل محطات المترو ولا يجد الباعة من يمنعهم من ممارسة عملهم والتنقل بين العربات. حاولنا التعرف من الأمن عن كيفية دخول المتسولين والباعة من بوابات الدخول... مني علي فتاة حاصلة علي دبلوم فني وتبلغ من العمر24 عاما وتعمل بأمن المترو منذ3 شهور وقالت حصلت علي الوظيفة بعد تقدمي لاحدي شركات الامن الخاصة المتعاقدة مع هيئة مترو الانفاق واعمل منذ6 صباحا إلي3 ظهرا واحصل علي راتب يصل إلي800 جنيه ولدينا تعليمات بمراقبة حركة دخول وخروج المواطنين من الماكينات ومراقبة الاشتراكات وفي حالة مخالفة اي من المواطنين تطبق الغرامة التي تصل إلي10 جنيهات أو تحرير محضر وغالبا ما يدخل المتسولون والباعة بشكل طبيعي كأي راكب ولا يبدو من مظهرهم أنهم متسولون أو باعة لذلك يصعب ضبطهم قبل الدخول. اما علي محمد ويعمل بالامن منذ سنة بالفترة الثانية من3 ظهرا إلي12 مساء فيقول عملت بوظيفة الامن بأكثر من شركة خاصة ثم تم تعييني بالمترو ولاحظت اثناء فترة العمل محاولة الكثيرين التهرب من شراء التذكرة والمرور وراء اخرين واغلبهم يرفض دفع الغرامة فتشب المشاجرات وتنتهي بتحرير محضر ويصعب ضبط الباعة أو المتسولين لما يملكونه من مهارة في التنكر وبسؤال ركاب المترو هل العبارة التي ستبثها الشركة كافية للقضاء علي ظاهرة التسول في المترو تقول علياء طالبة بكلية تجارة وتقطن بالقرب من منطقة التحرير مما يجعل اغلب تنقلاتها بالمترو ان المترو يعد حتي الآن أفضل وسائل المواصلات ولكن مع انتشار الباعة اصبحت ظاهرة تؤرق أي شخص يقوم باستقلالها وتؤيد فكرة بث هذه العبارة بشدة حتي تساهم في الحد من وجود الباعة بالعربات. وتروي عن أخطر موقف تعرضت له وهو توقف القطار تحت الأرض مما أدي إلي قيام البعض بفتح الباب يدويا والسير في النفق المظلم وهو ما يجعل الكثيرين يحجبون عن استقلاله. وتقول صابرين علي موظفة بشركة قطاع خاص ان هذه مبادرة جيدة من الشركة حيث انها اصبحت لا تشعر بالأمان اثناء استقلال المترو مع انتشار الباعة لما يصاحبها من تزايد في حالات السرقة. واعترضت علي التهاون في تطبيق الغرامات فتصل غرامة التهرب من شراء التذكرة إلي عشرة جنيهات وفي الوقت ذاته لا توجد اي غرامات علي مخالفة اشارات الطلوع والنزول من ابواب المترو مطالبة بضرورة تعيين أمن علي الرصيف وتكون مهمته مراقبة هذه المخالفات تجنبا لما يحدث من احتكاكات ومضايقات. ويشكو احمد سليمان طالب بكلية اداب عين شمس والذي يستقل المترو من ضواحي الجيزة إلي جامعة حلوان من ان انتشار الباعة الجائلين والمتسولين حول المترو جعله أشبه بالسوق حيث يستقلون عربات المترو وينتقلون بين المحطات وتشديد الحملات من الشركة ضرورة لضبطهم بالاضافة إلي ضرورة الاهتمام بالتهوية التي تكاد تكون معدومة داخل عربات وماكينات التذاكر التي تتعطل دائما مما يجعل الراكب يقف امام الماكينة عاجزا عن استرداد التذكرة الخاصة مما يضطر البعض إلي المرور فوق الماكينة أو من تحتها. ويروي انه في احدي المرات رأي سيدة تدفع بابنها المعاق علي كرسي متحرك وتطلب المساعدة المالية من الركاب وهو استعطاف الركاب لمساعدتها ليفاجئ في احدي المرات أن ابنها سليم وقادر علي السير وهو ما جعله يفقد الثقة في اي متسول ولكنه يري ان من أهم مميزاته عدم وجود اشارات المرور التي تخرج اي سائق عن شعوره فضلا عن رخص التذكرة. ويري انه لابد من الحد من فوضي المتسولين في المترو فأغلبهم يدخلون العربات ويضايقون الركاب مما حوله إلي اسواق عشوائية مع ضرورة الحد من تكرار الاعطال خاصة في اوقات الذروة واوقات العمل. اما كريمة حسين سيدة وتبلغ من العمر خمسين عاما فأعربت عن استيائها من مضايقات المتسولين وتري ضرورة تعاون الركاب في التصدي لهذه الظاهرة بعدم التعاطف معهم. وتشكو السيدة كريمة ايضا من سلالم المترو قائلة اعاني من خشونة بالركبة والكثير من المحطات لا توجد بها سلالم كهرباء أو مصاعد كما ان المقاعد المخصصة لكبار السن لا يتم استغلالها في الغرض المخصص لها. المترو تحول إلي سوق بهذه الكلمات عبر محمد عبدالحي موظف عن غضبه من وجود محلات لبيع خطوط الموبايل في المحطات موضحا انه لا يمانع من وجود المكتبات بالمحطات لكنه اعترض علي أي نشاط اخر يشجع وجود الباعة الجائلين الذين اصبح عددهم اكثر من الركاب انفسهم. واعرب عن استيائه من تزايد مدة التقاطر بين كل مترو واخر فرغم انها من المفترض الا تزيد علي3 دقائق الا انها تصل في بعض الاحيان إلي عشر دقائق مما يعرضه للتأخير عن عمله نتيجة تكدس الركاب علي الرصيف وتصارع المواطنين علي الركوب مما يؤدي إلي حدوث مشاجرات وفرصة جيدة للسرقات ايضا.