قضيت بضعة أيام في دبي حرصت خلالها علي مشاهدة واستقلال مترو الانفاق والتجول بين أكبر عدد من محطاته لرصد نقاط الاختلاف والاتفاق بينه وبين مترو انفاق القاهرة. المترو هو المترو القطارات يابانيه-المحطات غايه في النظافة والرونق والاتساق -طابقان وثلاثه مصاعد 3 أنواع بكل محطة درجات ومصاعد وسلالم كهربائية ومتاحة للجميع - غرامات مفروضة علي المخالفين: إزعاج - ووضع الاقدام علي المقاعد- الاكل والشرب داخل القطار - العبث في المصاعد - اصطحاب حيوانات - استخدام تذكرة الغير- البصق علي الارض- التدخين - مضغ اللبان والقائه علي الارض- حمل اكثر من حقيبتين .. الحقيبة الاولي المصرح بها طولها 81 سنتيمتراً وارتفاعها 58 وعمقها 30 أما الثانية فلا يزيد طولها علي 55 سنتيمتراً وارتفاعها 38 وعمقها 20. نقاط الاختلاف أما اذا تحدثنا عن نقاط الاختلاف بين مترو دبي ومترو القاهرة فحدث ولاحرج بداية من سير القطار بدون قائد ولاسائق ولا حتي مساعد وانما يسير اوتوماتيكيا ويتم التحكم فيه عن بعد من خلال غرفة التحكم المركزي في مبني رئيسي بعيد عن المترو بما يمنع الأخطاء البشرية تماما والتي يؤكد المسئولون بالمحطات عدم حدوثها طوال الاربعة عشر شهرا الماضية او اكثر قليلا منذ بدء تشغيل المترو - احترام الركاب التام النظام والنظافة داخل المحطات وعلي الارصفة نابع من سلوكهم التلقائي وليس خوفا من الغرامات . مسار الرحلات .. في اكثر من وسيلة اعلامية علي موقع المترو بالانترنت والذي يتلقي الشكاوي أيضا - وعلي شاشات معلقة بالارصفة توضح موعد القطار التالي بالدقيقة والثانية- وداخل القطارات أيضا عبر 3 شاشات معلقة في كل عربة . أما التذاكر فهي متعددة الانواع والمسافات والأسعار .. فهناك تذاكر ذهبية وعادية تسمح بركوب عربات أقل زحاما لرجال الاعمال وغيرهم يتم شحنها حتي خمس سنوات ويمكن شحنها يوميا في رحلتي الذهاب والعودة ويتم الصرف بطريقتين .. الأولي عبر شباك وصراف .. والثانية عبر ماكينة صرف آلي يتم من خلالها وضعه مبلغاً محدداً في الماكينة طبقا للمسافة وعدد الرحلات - والتذاكر هنا تسمح بركوب جميع المركبات العامة . اتوبيس ومترو واتوبيس مائي وهي تذاكر ذكية تمرر عبر ماكينة الدخول فقط دون دخولها فيها . عربات القطارات هنا منها ماهو مخصص للسيدات والأطفال وما هو مخصص لحاملي التذاكر الذهبية والباقي عام.. وبطول الرصيف يوجد حائط معدني زجاجي بطول القطار وله ابواب تقابل نفس ابواب القطار بحيث عندما يتوقف القطار يفتح البابان معا لتأمين حركة نزول وصعود الركاب والصعود والهبوط هنا منظم بدون منظمين بمعني نزول الركاب من القطار اولا ثم يبدأ صعود الركاب الجدد وهذا يحدث في اقل من دقيقة . الاطفال مسموح لهم بالركوب مجانا حتي خمس سنوات أو طول 90 سنتيمتراً .. والموظفون داخل المحطة يعدون علي اصابع اليد الواحدة رغم الزحام الشديد .. كذلك يوجد فرد امن واحد علي طول الرصيف. سؤال يمكن ان يطرح نفسه رغم أن دبي بلد يجمع العديد من الجنسيات والأجناس إلا أن الجميع هنا باختلاف ثقافاتهم وعاداتهم يتبعون سلوكيات حميدة أهمها النظام والنظافة من تلقاء انفسهم ليس بالتعليمات أو خوفاً من العقاب - ثقافة الطابور تحكمهم امام شباك أو ماكينة التذاكر - أما المصعد - أمام باب القطار .. جميعها تدفع الي سؤال واحد .. من الذي أدي بنا في مصر لنكون علي ما نحن عليه من الفوضي وحب اختراق اي شيء؟ أهو النظام الذي يشوبه الاستثناء ؟ أم غياب التعليم الذي يحرض علي اتباع السلوكيات الحميدة للاجيال الجديدة ؟ والغريب ان المصري ذاته الذي يخترق النظام ولايتبعه في بلده هو أكثر المنضبطين في الخارج .. فأين العيب..؟