إذا كنت من رواد مترو الأنفاق يوميا فما تقرؤه في هذه السطور لن يكون جديدا فالمشهد اليومي لا يتغير وإن جدت عليه بعض التفاصيل وهو مشهد لا يحتاج إلي خوض مغامرات والدخول في رحلات لأنها رحلة يومية يمر بها الملايين من المصريين فبجانب الزحام الذي لا ينتهي والذي ازدادت حدته كثيرا بعد بدء العام الدراسي الجديد, كان هناك زحام من نوع اخر زحام قال عنه المسئولية أنهم سيواجهونه بكل حزم وأن حملات ضبطهم مستمرة, إنه زحام الباعة الجائلين الذين لا يزالون يمارسون نشاطهم بشكل يومي داخل قطارات المترو بخطوطه الثلاثة.... يبيعون الملابس والمناديل ومستلزمات العرائس وكروت شحن الموبايل و....و.....و..... فيض من السلع لا يمنعه زحام أو حملات أمنية. يقول أحمد مصطفي موظف أن الزحام وحده ليس هو كل ما يواجهه راكب المترو وليس فقط الباعة الجائلون, وإنما أيضا أعطال المترو المتكررة التي وصلت إلي حد أن سار المترو منذ أيام قليلة وعربات إحدي المقطورات مفتوحة الأبواب وذلك بخط مترو حلوان المرج الجديدة. وتبدأ الأعطال كما توضح شادية محمود موظفة بوزارة العدل منذ أن تبدأ في وضع تذكرة الركوب في ماكينة التذاكر لتجد نفسك أمام وضعين لا ثالث لهما, إما أن الماكينة معطلة وعندها اما أن تعبر بعد أن يقوم فرد الأمن بقطع التذكرة بالطول ليقطع عليك طريق استخدامها مرتين, و إما أن تجد الماكينة وقد شرعت في إطلاق صافرة انذار وكأن لسان حالها يقول قف... بتعدي بتذكرة مضروبة وذلك رغم انك قد اشتريتها منذ لحظات من شباك بيع التذاكر. ويشير محمد سليمان موظف بجامعة عين شمس إلي أنه خلال الأيام القليلة الماضية وجد ركاب المترو أنفسهم يمرون برحلة عذاب حقيقية منذ الانتظار علي محطة المترو, حتي الوصول إلي المحطة التي يريدونها, فالمترو يتأخر بشكل ملحوظ في الوصول وفي التحرك حيث يتحرك من محطة مترو الدمرداش حتي محطة منشية الصدر التي تليها بخط حلوان المرج في15 دقيقة بينما الوقت الفعلي لقطع هذه المسافة لا يتجاوز دقيقتين!! ويتوقف المترو عن السير في عدد من المحطات يظل واقفا في كل منها مددا تصل إلي دقيقة وأحيانا20 دقيقة وهي مدة كانت كفيلة في ظل الزحام الشديد الذي يشهده المترو أخيرا بأن تصاب احدي السيدات بإغماءة أو أن يسرق أحد الركاب بفعل الزحام أو أن يقرر الراكب النزول ليستقل إحدي وسائل مواصلات النقل العام ليشعر بالحركة... وكيف هي الحال الان وسائقو النقل العام في حالة اضراب وبالتالي يجد المواطن نفسه مرغما علي تحمل الوضع حتي الوصول إلي بيته. المهندس علي حسين رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق لم ينكر جميع هذه المشكلات لكنه في نفس الوقت أصر علي أن الشركة تعاملت مع تلك المشكلات بالفعل ولم يعد لها وجود قائلا: كله عال ومية مية وعليك عزيزي القاريء أن تثبت أو تنفي ما قاله لنا. أكد المهندس علي حسين أن بطء حركة المترو خلال الأيام الماضية بسبب محاولات لسرقة كابلات كهرباء المترو وهي المحاولات التي أحبطتها الشركة ودفعتها إلي إغلاق السيمافورات بعدد من المحطات وهو الحل الذي ارتأت الشركة أنه الأفضل بأن تجعل القطارات تمشي بشكل حذر وبسرعة22 كيلو مترا بدلا من سرعة50 كيلو مترا وبدلا من ايقاف حركة القطارات تماما. وفيما يتعلق ببطء التقاطر فيعزيه حسين إلي الزحام الشديد علي المترو خاصة مع بدء العام الدراسي واستغلال الطلاب للمترو في رحلات الذهاب والعودة كاشفا عن أن مترو الأنفاق كان يستقله في بدايات تشغيله ربع مليون راكب يوميا إلا أن هذا العدد قفز إلي3 ملايين راكب في وقتنا الراهن مشيرا إلي أن الشركة قررت تشغيل جميع القطارات التي تعمل علي الخطوط الثلاثة لمواجهة ازدحام موسم المدارس والجامعات والتي يبلغ عددها96 قطارا بواقع54 قطارا بالخط الأول و35 قطارا بالخط الثاني و7 قطارات بالخط الثالث. وحول ماكينات التذاكر المعطلة أوضح أن الشركة قامت بالفعل بتعطيل الماكينات عند الخروج فقط وهو أمر معمول به في العديد من دول العالم لمواجهة الزحام والاستعاضة عن ذلك بوجود أفراد الأمن بالاطلاع علي تذاكر الركاب عند الخروج أما عند الدخول فالماكينات تعمل بكامل طاقتها, كاشفا عن أن الماكينات الذكية ستدخل الخدمة ابتداء من ديسمبر المقبل. أتحداك هذه هي الكلمة التي باغتني بها رئيس شركة المترو حينما واجهته باستمرار انتشار الباعة الجائلين بقطارات المترو, وهو مصر علي أن ظاهرة الباعة الجائلين انتهت تماما لكن حينما واجهناه بالواقع اليومي في هذا الصدد عاد ليقول أن الظاهرة موجودة لكنها تراجعت كثيرا عن ذي قبل مشيرا إلي أن حملات ضبط الباعة الجائلين تضبط ما يعادل20 بائعا في اليوم حيث تتم مصادرة بضائعهم وجميع ما يمتلكون من أموال لردعهم عن العودة للبيع في المترو مرة أخري. وألقي حسين باللوم علي عدم وجود قانون رادع لهذه الظاهرة ومن يمارسونها موضحا أن الباعة الذين تضبطهم الحملات يتم تحويلهم إلي النيابة بعد مصادرة ما يمتلكون إلا أن النيابة تقوم بالافراج عنهم بما يسمح لهم بمعاودة ممارسة نشاطهم مرة أخري دونما رادع. ودعا راكب المترو إلي الابلاغ عن الباعة الجائلين وعدم الشراء منهم نهائيا حتي يتم القضاء علي هذه الظاهرة نهائيا.