بدأت "مصر" تفقد هويتها وشخصيتها مع ميلاد الدورات الأولي لبدعة المهرجان التجريبي خرب عقولاً ودمر وجدانات فعلي مدار "22" دورة هي عمره ووجوده الي ان سقط النظام الحاكم بقيام ثورة 25 يناير وخرج صاحبه فاروق حسني وزير الثقافة نظام المخلوع من دائرة الضوء ليسكن غياهب الظلام بعد ما أوجد ورعي هذه البدعة المتخلفة تحت مسمي "المسرح التجريبي" والكلام هنا يمتد ليحاصر فكرة العودة لهذا المهرجان المدمر والمخرب للمسرح المصري فمنذ ولادة هذا "التخريبي" لا يوجد "مسرح مصري" رغم وجود زخم مسرحي. لكنه "مسرح لقيط" بلا ملامح ولا ينتمي لمصر لا في الشكل ولا في المضمون وفاقد للشخصية وطامس للهوية كان التجريبي "ضد مصر" ضد ثقافة مصر وضد التراث المصري بموروثاته ومفرداته وأشكاله وألوانه كان التجريبي أشبه "بالمسيح الدجال". أعتدي علي كل ما هو مصري وهنا أوجه بالتنبيه والتحذير للكاتب الصحفي الكبير حلمي النمنم وزير الثقافة حتي لاتقع الوزارة في فخ عودة التجريبي تحت مسميات كثيرة واخر هذه البدع كلمات "التجريبي والمعاصر" وهذه فوضي وعبث وعشوائية لا تخدم سوي صناع الجهل غرقي الظلام واصحاب المنافع في كل زمان وهم أشبه "بكدابين الزفة" والسؤال ماذا بعد 22 سنة تجريبي؟.. ما هي نتائج هذا "التجريبي"؟.. أولا طمس الهوية والشخصية المصرية ثانيا: استنزاف ميزانية طائلة وكبيرة بلا عائد أو مردود تثافي ثالثا : نزع مصطلح "المسرح المصري" عن مسرحنا وكان آخر عهدنا به كمسرح مصري مع "مسرح الستينيات" من القرن الماضي ثم بعض المحاولات اليائسة البائسة من بعض المسرحيين وكلها محاولات فردية إلي أن جاء التجريبي لينهي فكرة مصطلح المسرح المصري.. رابعاً: تدمير أجيال مسرحية كاملة منهم من مات قهرا في عز شبابه مثل المخرج الذي كان واعداً "منصور محمد" ثم نزع اشكالية الابداع والخيال عن هذه الاجيال وقد تحولت إلي "اصنام مسرحية" غير قادرة علي الأبداع وطرح صور واشكال جديدة في صياغات تحافظ علي "الروح المصرية" وفكرة المسرح المصري الذي كان الرائد والمعلم في المنطقة ويستمر تخريب الأبداع المسرحي وتدمير العقول المبدعة وبدلا من ظهور مسرحيين جدد. خرج هذا التجريبي عددا كبيرا "من المشوهيين" مثل مشوهي الحروب من فقد عقله ومن فقد أعضاءه ومن فقد ذاكرته الابداعية. فكانت النتيجة ظهور جيل عاش علي التقليد الأعمي. الكل ينتظر العروض الغربية ليقوم بتقليدها ومحاكاتها حرفيا وبكامل التفاصيل دون وعي أو ادراك وظهرت مسميات ضالة ومضللة بعيدة كل البعد عن الابداع المسرحي مثل "السيناريو المسرحي" والذي كان من نتيجته الغاء الكلمة والحوار الدرامي هذا بالاضافة الي السعي الحميم الي تشويه تراث المسرح العالمي. وبحجة التجريب الأعمي يقوم "فلان" بأخذ نص مصري أو عربي أو عالمي وتجريده من الحوار وتقديمه في صور متعددة قائمة علي فكرة السيناريو الحركي والتعبيري وساهم في هذا صاحب البدع المدلل آنذاك "وليد عوني" الذي كان يقدم العروض التي تعتمد علي الرقص بكل اشكاله والذي كان ومازال يسميه "الرقص الحديث" وهو في الواقع ليس له علاقة بفن المسرح بقدر ما هو اقرب الي "الباليه المشوه" واستمرت النغمة الشاذة واستمرت محاولات اغتيال النصوص العالمية الراسخة ونضيف لهذا أن المهرجان التجريبي التخريبي كان يستضيف فرق درجة عاشرة ومتدنية في بلادها من فرق الشوارع والأزقة والتي تشبة عندنا "اطفال الشوارع" من مجهولي النسب والهوية بالاضافة أيضا الي "الجنس" فكانت معظم العروض تتجه أو تميل الي الجنس حركة وصورة وأداء ومعطيات فمثلا في أحد العروض الأجنبيه التي قدمت علي مسرح العرائس كان يوزع ورقة قبل العرض مرسوم عليها "قضيب" العضو الذكري واحد العروض الاخري قدمها الممثلون عراة في حمام سباحة بأحد الفنادق وآخر علي خشبة مسرح السلام تم عمل حوض مائي كبير وهكذا "المسرح الجنسي" وليس "المسرح التجريبي" عته فوضي عشوائية بلا حدود عروض لاعلاقة لها بفن المسرح وكان يقدم عليها "الشبقيون" بلا تمييز رجالاً ونساء شبابا وفتيات وكل الاعمار من الباحثين علي اللحم الرخيص وبالفعل كان المسمي الموضوع له "المسرح التخريبي" لانه ضرب المسرح المصري ضمن سلسلة الاعتداءات المتواصلة والمستمرة علي مسرح وثقافة مصر وظني كان هذا "متعمدا" وتم تنفيذ مخططه بنجاح من داعم فكرة الشرق أوسطية وزير المخلوع الذي الغي ملتقي المسرح العربي من دورته الأولي الناجحة والتي كانت بمثابة السلاح الواقي القومي ضد فكرة الشرق أوسطية ومناهضة لفكرة العولمة والكوكبية هذا هو التجريبي باختصار شديد واليوم يتحايلون يدلسون يراوغون من أجل عودة "القواد التجريبي" وحتي يتم التمرير يقولون "غيرنا المسمي الي التجريبي والمعاصر" و "فجر" ونوع من التدليس بل هو تدليس والله تدليس والسؤال ماذا تريدون من مصر؟.. وتعملون لحساب من؟.. نجاسة السياسة تأخذ منحاها لنجاسة فكر بعض المسرحيين المرتزقة.. علي وزير الثقافة حماية الثقافة والمسرح المصري وأن يحافظ علي ما تبقي من "ذر الرماد" قبل فوات الآوان وأدعوه بل أؤكد انه من الحتمي أن يكون هناك "مهرجان مسرح دولي مصري" لكن تحت مسمي يعيد للمسرح المصري العودة للمصطلح والميلاد الجديد لذلك ينبغي ان يكون المسمي "مهرجان القاهرة الدولي للمسرح" وكفي مع المهرجان العربي الموازي وهو "ملتقي المسرح العربي" وأتمني أن تكون دورته الثانية في عهده وهو ملتقي منوط به الحفاظ علي التراث الحضاري شخصية وهوية. تبقي كلمة سيدي الوزير لا تقع في فخ الضلال المسمي بالمسرح التجريبي فالتجريب هو اساس الحياة والتجريب عملية مستمرة فنيا وعلميا والحياة لاتقوم علي التجريب. لكنها تقوم علي التجارب المستمرة في جزئياتها وبعض المفردات والمعطيات والنتائج من أجل إحداث طفرة. لكن أن يقدم عملاً تجريبياً كاملاً هو ضرب من الخيال الزائف لان التجريب يقوم علي ما هو موجود ولايأتي من الفضاء والفراغ. اي يقوم علي المرجعية الفكرية والعلمية وليس علي إظهار مفاتن الاجساد والغرائز والجنس نحن نفهم التجريب خطأ!!.. والخطأ يؤدي الي خطايا يؤدي الي كوارث.. معالي الوزير المستنير المسرح والثقافة في حمايتك اذا كان المسرحيون قد تخلوا عن واجبهم ودورهم.. المسرح المصري بدأت أزماته مع ميلاد الدورة الاولي للتجريبي وخرب العقول وشوش الوجدان فهل ستنجح في حماية المسرح في مصر وتعيد مصطلح المصري؟!! ربما والله أعلم.