عاني المجتمع خلال الأيام القليلة الماضية من بعض خروقات بعض رجال الشرطة والتي انتشرت علي مواقع التواصل الاجتماعي وتم عرض بعضها علي النيابة العامة وعاشت منطقة المطرية واقعاً مريراً لغلق المستشفي التعليمي هناك بسبب اعتداء بعض أمناء الشرطة علي أطباء الاستقبال والطوارئ وسدد المواطن خاصة غير القادر فاتورة أزمة الثقة التي يعاني منها المجتمع منذ فترة. وإذا كان البعض كان يطالب بتطهير الشرطة فأنا أطالب بتطويرها من خلال برامج واعدة لإعداد رجل الشرطة الواعي والذكي وتأهيله بفكر جديد أساسه احترام المواطن والقانون لنشاهد شرطياً علي قدر كبير من الاحتراف والاحترام والعلم والخلق والمسئولية وحقوق الإنسان.. من خلال توفير الإمكانات اللازمة لإعداد رجل الشرطة وتأهيله وتدريبه وتنمية قدراته فكرياً وثقافياً ومهنياً حتي لا يكون لدينا مثل هؤلاء المنفلتين وحتي يجد المواطن أبسط درجات حقوق الإنسان داخل أقسام الشرطة بدلاً أن يسمع من هذه القلة المنفلتة أقذر الألفاظ ويجد أسوأ معاملة. ولتتذكر هذه القلة من رجال الشرطة كيف وقف هذا الشعب بجانبهم حينما كان البعض يسعي لهدم بنيانهم ويتلذذ في إذلالهم وسبهم وشتمهم سعياً لبث الفوضي وتشتيت جهودهم وضياع هيبتهم ولتعي هذه القلة المنفلتة كيف احتواهم هذا الشعب ورفعهم فوق الأعناق حينما كان البعض يدمر سياراتهم ومنشآتهم وممتلكاتهم التي هي في الواقع أموالنا نحن وفي ذات الوقت ادعو من يسلط الأضواء علي أفعال هذه القلة صاحبة التجاوزات الفردية أن تنظر أيضاً للتضحيات المبذولة.. فكل يوم يسقط شهداء ومصابون من رجالها في سبيل الدفاع عن كرامتك وكرامتي من الفوضي والعبث ولكن يقابل ذلك بالصمت العميق من وسائل إعلامية تشوبها حالة من فقدان التوازن وغياب الوعي وشخصنة الرؤي.. فجعلوا من رجل الشرطة خصماً للمجتمع ساعين إلي هدم بنيانه علي الرغم من انه مازال وسيظل الملجأ والملاذ والحامي للداخل في بلادنا الحبيبة رغم تجاوزات البعض. ولنتذكر جميعاً هذا الشهيد الذي دفع حياته ثمناً لشهامته وأداء عمله ودوره في الدفاع عن شرف فتاة وذلك الذي احترق لكي ينقذ أسرة احترق مسكنهم أو مدافعاً عن منشأة وذاك الذي يتم أولاده وترملت زوجته وهو يطارد تاجر مخدرات آل علي نفسه تدمير عقول أبناء مصر أو إرهابي يسعي لتخريب مصرنا الحبيبة. نعم ..هناك بعض التجاوزات والخروقات من بعض أفراد الشرطة التي نعتبرهم بقعاً سوداء في رداء الشرطة الأبيض ولكن هذه قلة لا يقاس عليها.. فهناك الكثيرون من الشرفاء وهبوا أنفسهم للدفاع عن جبهة مصر الداخلية وأبناء مصر وأموالهم وأعراضهم.