ماذنب هذا الشهيد الذي دفع حياته ثمناً لشهامته وأداء عمله ودوره في الدفاع عن شرف فتاة.. وذلك الذي احترق لكي ينقذ أسرة احترق مسكنهم.. أو مدافعاً عن منشأة.. وذاك الذي يتم أولاده وترملت زوجته وهو يطارد تاجر مخدرات آل علي نفسه تدمير عقول أبناء مصر. هذه بعض نماذج أبناء الشرطة المجني عليها الآن والتي تسدد فاتورة الخلافات السياسية والرؤي الضبابية التي تعيشها مصرنا الحبيبة.. نعم هناك بعض التجاوزات والخروقات من بعض أفراد الشرطة الذين نعتبرهم بقعاً سوداء في رداء الشرطة الابيض.. ولكن هذه قلة لايقاس عليها.. فهناك الكثيرون من الشرفاء وهبوا أنفسهم للدفاع عن جبهتها الداخلية وأبناء مصر وأموالهم وأعراضهم. وإذا كان البعض يطالب بتطهير الشرطة.. فأنا أطالب بتطويرها من خلال برامج واعدة لاعداد طالب كلية الشرطة.. وهذا ما بدأه الواعي اللواء الدكتور أحمد البدري مساعد وزير الداخلية ومدير أكاديمية الشرطة السابق وشاركه المحنك اللواء أحمد جاد مدير الكلية الذي أصبح مساعداً للوزير ومدير الاكاديمية منذ أسبوع ليكمل مسيرة إعداد رجل الشرطة الواعي والذكي ويؤهله بفكر جديد أساسه احترام المواطن والقانون لنشاهد شرطياً علي قدر كبير من الاحتراف والاحترام والعلم والخلق والمسئولية وحقوق الانسان من خلال توفير مناخ اجتماعي وإنساني داخل الاكاديمية يساعد علي إفراز رجال يتمتعون بقيم ومبادئ المجتمع الذي نحيا فيه ويحتوينا جميعاً. ليس من صالحنا هدم بنيان الشرطة.. وليس الحل في السب والشتم لرجالها وبث الفوضي وتشتيت جهودها وضياع هيبتها وتدمير سياراتها ومنشآتها وممتلكاتها التي هي في الواقع أموالنا نحن.. وكما ننظر للتجاوزات الفردية.. ننظر أيضاً للتضحيات المبذولة.. فكل يوم يسقط شهداء ومصابون من رجالها في سبيل الدفاع عن كرامتك وكرامتي من الفوضي والعبث.. ولكن يقابل ذلك بالصمت العميق في فترة زمنية تشوبها حالة من فقدان التوازن وغياب الوعي وشخصنة الرؤي.. فجعلوا من رجل الشرطة خصماً للمجتمع.. ساعين إلي هدم بنيانه علي الرغم من أنه مازال وسيظل الملجأ والملاذ والحامي للداخل في بلادنا الحبيبة.