تحول ميدان التحرير من ساحة للحرية الي ميدان قتال.. لكن المتقاتلين هناك مصريون في مصريين. جانب أول يضم بعضا من أسر الشهداء أو الذين لقوا حتفهم أيام الثورة.. جاءوا يطالبون بحقوق ابنائهم.. ويطالبون بالاسراع في محاكمة ومحاسبة مبارك والعادلي وكل ضابط متهم.. طبعا هذا حقهم. هذا الجانب نفسه يضم ايضا كتائب الحزب الوطني المنحل.. وكتائب البلطجة التي ملأت البلد.. وكتائب المجالس المحلية المنحلة.. قالت تلك الكتائب لنفسها تعالوا ننتقم من الشرطة.. تعالوا ننشر الفوضي.. تعالوا نولع البلد. الجانب الآخر.. حكومة ودولة ورجال شرطة نتمني ان تعود للقيام بواجبها دفاعا عن الوطن وحماية للمواطنين.. يسعي هذا الجانب الي السيطرة علي الانفلات الأمني والسياسي والاجتماعي.. انفلات في كل شيء.. الانفلات تجاوز في حق المواطنين.. وعلاجه ايضا لا يتم الا بالتجاوز في حق المنفلتين. المعركة الآن بين جانب نصفه بانهم أسر الشهداء.. ونصفه ايضا بأنهم بلطجية.. وجانب نصفه بحماة الأمن والاستقرار.. ونصفه ايضا بأنه امتداد لشرطة حبيب العادلي. هنا يتوزع المواطنون البسطاء بين الجانبين.. يحتار أي جانب يناصر ويؤيد.. هنا قمة الفوضي.. فلا احد يعرف من يحارب من.. ولا يعرف أحد ماذا يريد هذا أو ذاك. هل هؤلاء شهداء أم بلطجية.. وهل هؤلاء رجال أمن أم رجال بطش. صدقوني.. الناس مش فاهمة.. الناس قرفانة مما يحدث.. الناس نفسها في محاكمة عادلة وسريعة.. في إنصاف الشهداء.. في عودة الأمن.. في استعادة هيبة الدولة والشرطة. المصريون نفسهم في كل ده.