ظل الأدب محور الفكر والنظرة الفلسفية للطبيعة * كان النقد في القرون السابقة نقداً انطباعياً تأثريا لا يقوم علي نظرية أو فكرة منهجية.. ما كان يقوم علي العرف والذوق أو ما يتناقله حفاظ الشعر أو السير الشعبية أو سيرة الأبطال إلي أن جاء الإغريقي "أرسطو" وضع نظريته الفلسفية التي يقوم علي المحاكاة الطبيعية والحياة بشكل عام مع اختلاف في الوسائل التي يحاكي بها كل فن. * فالأدب يحاكي الأشياء وأدواته هي اللغة والألفاظ * الموسيقي تحاكي الأصوات وأدواتها النغم الصوتي المعروف. * الرسم كذلك يعتمد في محاكاته علي اللون وتباين الخطوط والظلال ونقل الطبيعة. وشهد النقد الأدبي نهضة كبيرة تقوم علي أصول ونظريات راسخة في عهد الدولة العربية الاسلامية الأولي فأفرزت لنا الأفكار والقضايا والعلماء والمفكرين في مجالات النقد المختلفة علي مستوي اللغة والبلاغة والعلوم. * وكان من بين هؤلاء عبدالقاهر الجرجاوي والجاحظ وابن قتيبة وغيرهم من الرواد الذين أقاموا هذه النهضة الفكرية خاصة. * في عصر الدولة العباسية ولظروف لم يتوقف المد الحضاري إلي أن ظهرت المذاهب الأدبية المعروفة. * بالرومانسية والواقعية والرمزية والكلاسيكية والطبيعية والوجودية والسريالية إلي آخر القائمة. * الواقع يشهد أن هذه المدارس والمذاهب قامت علي أنقاض بعضها البعض لأنها جاءت متناقضة في جوهرها فهي إما بعيدة عن جوهر الحياة وحقائقها وإما معتنقة لفلسفة أحادية ومادية غير مستقيمة. * أري أن هذه المذاهب قامت لخدمة أغراض شخصية وبعض معتقدات خاطئة مثلا. * المذهب الكلاسيكي الذي يقيم أدبه علي شطر واحد فقط وهو العقل دون سواه من العاطفة. * والمذهب الرومانسي الذي يفرط أصحابه في التغني بالآلام والأوجاع والعزف عليها لدرجة تصل إلي استعذابهم لمثل هذه المعتقدات. * المذهب الواقعي الذي يلتصق بحقائق الحياة ليتخلص منها لا لتقيمها وتخلصها مما علق بها من شوائب وانحراف. وكذلك أصحاب الرمز لا هم لهم إلا الهروب من الحياة وواقعها لأنهم غير قادرين علي المواجهة والحسم بل الهروب بالرمز.