لم تعد وكالة البلح الشهيرة بسوق الملابس المستعملة مقصدا للبسطاء فقط بل يقصدها الغني قبل الفقير باحثا عن قطع ملابس ذات ماركات عالمية بأسعار لا تقارن بالمحلات الكبري. وفي جولة ميدانية رصدت "الجمهورية" زحاما ملفتا في سوق الوكالة ويؤكد المستهلكون ان سوق الوكالة يمثل لهم فرصة لاقتناء ملابس فريدة بأسعار منخفضة تبدأ ب 10 جنيهات كذلك أفاد الباعة وأصحاب المحلات ان السوق يشهد رواجا وزيادة في المبيعات خلال الموسم الشتوي. يقول لويس عطية رئيس شعبة الملابس بغرفة الاسكندرية ان حجم تجارة الملابس المستعملة والمهربة جمركيا تصل إلي أكثر من 40% من حجم التجارة في سوق الملابس المصرية. موضحا ان حجم تجارة الملابس في مصر لا يقل عن 20 مليار جنيه منها 8 مليارات تقريباً حجم تجارة الملابس المستعملة. "الوكالة ليست مكانا للفقراء".. بهذه الجملة تبدأ نادية شاكر موظفة حديثها قائلة ان سوق الوكالة فرصة للتقليب والشراء والأسعار تبدأ من 10 جنيهات وحتي 200 جنيه وتضيف ان زميلاتها وصديقاتها يتجولون في بداية كل موسم شتوي داخل السوق ليلتقطوا قطع ملابس لا مثيل لها في المحلات وبأسعار مناسبة. وعن أسباب زيارتها لسوق الوكالة تؤكد راجية اسماعيل ان رخص الأسعار ليس سببا وحيدا ولكن الأهم عرض ملابس ذات ماركات أصلية بأسعار لا تقارن بالمحلات الكبري وتلتقط ياسمين طرف الحديث قائلة: "ولا الحوجة لمحلات المولات الكبري" مشيرة إلي انها تبحث عن خامات جودتها عالية ولا تجد ذلك في المحلات الأخري التي تمتليء مخازنها بالملابس الصينية رديئة الجودة وبأسعار مرتفعة. تقول تسنيم فتاة لبنانية جاءت زيارة لمصر ان كثيرا من الصديقات نصحوها بالتجول في الوكالة لما تعرضه من قطع نادرة من الماركات المعروفة وتتميز بأسعارها الرخيصة علي عكس المحلات الكبري. يقول أنور الشيمي محام حر وأحد المتسوقين في منطقة الوكالة ان الأسعار هنا مناسبة للجميع. مشيراً إلي أن دخله المادي لا يسمح بشراء الملابس الشتوية بأسعارها المرتفعة من المحلات خاصة انه يعول 4 من الأبناء في مراحل التعليم المختلفة ويلجأ للوكالة لتلبية احتياجات أبنائه من الملابس موضحا ان 300 جنيه تكفي لشراء 4 أطقم كاملة من الوكالة ما بين 3 جاكت بسعر 220 جنيها وبنطلونات بسعر 80 جنيها. يقول أحمد حسين بائع انه ترك العمل بأحد المحلات الكبري بمنطقة وسط البلد نتيجة حالة الركود التي يشهدها السوق حتي نصحه البعض بالوقوف بمنطقة الوكالة ويؤكد ان حالة البيع بالوكالة أفضل من المحلات والإقبال أكبر موضحا انه يتفق مع مجموعة من الباعة لشراء بالات الملابس المستعملة من بورسعيد وتحوي البالة الواحدة ألف قطعة يختلف سعرها بحسب جودتها وهناك بالات مخصوصة لأشهر الماركات العالمية. يؤكد محمد حسيب صاحب محل الملابس المعروضة في هذه السوق ليست كلها مستعملة لكن هناك ملابس جديدة تسمي تصفيات ستوك لماركات عالمية غالباً ما تكون فيها بعض أخطاء التصنيع لكنها بسيطة. مضيفا ان البضاعة تأتي من الخارج من خلال ميناء بورسعيد وتدخل السوق الحرة مصنفة "بالات" مستعملة ويتم تعقيمها وتنظيفها.