بكل أدب وأخلاق كعادته.. عاتب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية خلال كلمته أمام الندوة التثقيفية العشرين بالقوات المسلحة بعض وسائل الإعلام التي تقوم بدور استفزازي تلعبه بحنكة.. غير ملتزمة بالأداء المهني المحترف.. وبأخلاقيات وقواعد مهنة الصحافة والإعلام.. غير مقدرين وضع مصر المحروسة الذين تربوا علي أرضها.. وشربوا من نيلها.. وترعرعوا في خيراتها. انتقد الرئيس بكل أخلاق رفيعة الإعلام غير المدرك قيمة الكلمة التي لا يجب أن تُكتب أو تُقال وتُذاع ما لم تكن موثَّقة ومبنية علي برهان واستدلال.. صادرة عن مصدر صاحب جدارة واستحقاق. وتتسم بالدقة والإنصاف والوضوح.. مبتعدة عن الذاتية.. وعن الخيال والفبركة.. وتحولت بعض الصحف ووسائل الإعلام إلي آليات للتأجيج والتهييج.. وأبواقاً دعائية مهمتها التسويق والترويج والتلميع والتلويح لفئة بعينها.. والتسطيح للمواقف.. واللوي للحقائق.. والتزييف للحقائق.. والتغييب للوعي.. والإلهاء للعقول.. وهناك من يقف وراءهم ويحرك ويدفع.. متناسين أن للكلمة مهابتها.. وكرامتها.. واحترامها.. وإجلالها.. وأنهم بهذا النهج المعوج يعيثون في الأرض فساداً.. خضعت أهواءهم لآليات السوق.. وتعاملوا مع الأحداث بمنطق فرِّق تسُد.. فويل لهم مما كسبت أيديهم.. وويل لهم مما يكسبون. عاتب الرئيس من نسوا أو تناسوا.. أن الكلمة الصادقة يجب أن تكون محور اهتمامهم.. وتقييمها بكل تجرُّد وموضوعية هدفهم.. وأن مصرنا الغالية مهما فعلوا بها سوف تنهض وتقوم.. نصَّبوا أنفسهم الة وأداة لتأجيج مشاعر الناس ضدها.. وتحريك أياديهم بالغضب نحوها.. يخرِّبون ويحطِّمون بدلاً من أن يحمون ويبنون.. وكان أولي بهم أن يجذبوا الناس إلي جو الحوار الهاديء الهادف.. الموضوعي الطرح.. الصادق الرؤي.. المشرق للمستقبل.. سعوا إلي التفريق والتمزيق.. والوقفات الاحتجاجية والمطالب الفئوية.. جعلوا علي السطح الجوانب المعتمة والقاتمة.. قاصدين الإضرار بمصر وشعبها.. أطلقوا سحابات من الدخان الكثيف نتج عنها مساحات من الشائعات والشكوك. نعم يا سيدي الرئيس.. لقد لونوا مايقدمون باتجاهات سياسية أو ميول اجتماعية.. وقيم ذاتية.. وطوعوا الخبر ليخدم غرضاً بذاته.. وتزييف الحقائق.. وطغت القيم والآراء الشخصية علي ما يتناولونه من أعمال إعلامية وصحفية.. وكان كل غرضهم منها تصفية حسابات شخصية لا للحفاظ علي وحدة المصريين.. فابتعدوا كثيراً عن الحيادية.. والمهنية.. والموضوعية. يجب أن يدرك أصحاب القلم أن هذه العيوب المهنية تضرب قيمة الصحافة والإعلام في مقتل وتنال من هيبتها وسمعتها.. وتضعف من مكانته وريادته.. وإبعادها عن كونها طرفاً فاعلاً في الحياة السياسية والاجتماعية.. وأن هذه التشويهات في العمل الصحفي والإعلامي من خلال البعض يعتبر خروجاً مباشراً عن النص.. وإساءة واضحة لمبدأ الموضوعية.. وانتقاصاً من درجة المصداقية مهما زادت معدلات التوزيع والمشاهدة لأنهما مؤشرين لارتفاع درجة الإثارة.. وليس لقيمة الصحيفة والقناة ودرجة التزامهما بقضايا المجتمع ومشكلات الوطن. يجب أن يدرك هؤلاء أن الكلمة المقروءة والمسموعة أقوي من الرصاصة التي تصيب فرداً.. أما الكلمة فإنها تصيب أمة بأكملها.. وأن مصر في حاجة لسواعدنا جميعاً.. ليضع كل منا لبنة في إعادة البناء بعيداً عن منهة الفوضي وشريعة الغاب واستغلال البسطاء والأميين من الشعب المصري وتوجيه الرأي العام إلي ما يريدون بغرض التأجيج للمشاعر.. والتسطيح للمواقف.. يجب أن يدركوا أن الخروج عن ميثاق الشرف الإعلامي والصحفي.. وعدم الالتزام بقواعد المهنية الحاكمة للعمل الصحفي والإعلامي الرشيد يعني الانحياز للفوضي والتدمير والخراب.