صناعة الجدية. صناعة الأمل. صناعة النجاح. وشتان بين صناعة "الضحك علي الذقون".. السؤال هل نريد الخير لمصر؟.. سؤال بات صعباً جداً يبحث عن إجابة منذ سنوات طويلة بداية من منتصف الثمانينيات من القرن الماضي وحتي اليوم. نمارس الاخفاقات ومنذ ذلك التاريخ و"المسرح المصري" قد فقد هويته وشخصيته وتعاظمت هذه الاخفاقات مع تكوين أول "لوبي قذر" في وزارة الثقافة وتحول هذه اللوبي مع تعاقب السنوات والإبقاء علي وزير المخلوع قابعاً علي مقعد الوزارة كل هذه الفترة حتي ظن إنه سيرثها بمن فيها وتحول اللوبي لمافيا لاسماء معينة ومحددة وبدأت هذه الأسماء "تورث" لاسماء أخري حتي بات اللوبي لا فكاك منه يضم بعض الاسماء التي تتكرر هنا وهناك في جميع اللجان وجميع المهرجانات والمؤتمرات والسفريات. حتي دهاليز المجلس الأعلي وجوائز الدولة وهذا اللوبي هو سبب "انتكاسة الثقافة المصرية" وتراجع مصر ثقافياً داخلياً وفي المحافل الدولية أصبح هذا اللوبي يتحكم في كل وزير جديد يأتي لكرسي الوزارة!!.. وأعود للمدخل. هل نريد الجدية؟.. إذن علينا أن نتعامل مع قضايا مسرحنا بجدية ومن منطلق حبنا لمصر!!.. الكلام هنا بث مباشر للكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة وأقول له "يوجد في مصر مسرح" لكن.. لا يوجد "مسرح مصري" طمست الهوية وغابت أو تاهت الشخصية المصرية ولنأخذ مثالاً بالمهرجان القومي للمسرح المصري. هو مهرجان ناجح لكنه ليس مهرجاناً قومياً للمسرح المصري؟.. ويمكن تسميته المهرجان القومي لمسرح الشباب. ولكن دعني أبدأ بالهيئة الإدارية للمهرجان. وكنت قد اقترحت إنشاء هيئة قومية مستقلة للمهرجانات. لكن لا حياة لمن تنادي.. نعود ونقول كيف تكون إدارة المهرجان خصماً وحكماً في ذات الوقت. كيف يكون مدير المهرجان وله ستة عروض تشارك في المسابقة وكيف يكون رئيسه له عرض حتي ولو كان علي الهامش وكيف يشارك في الدورة أكثر من سبع مسرحيات لمؤلفين أجانب والمهرجان قومي مصر. هذه أفعال شيطانية وضحك علي الذقون. هل كل المتسابقين ينبغي أن يكونوا من الشباب. لقد كان الهدف أن يكون المهرجان مسابقة قومية للمحترفين وما عدا ذلك من الهواة بكل أشكالهم فلهم أكثر من مهرجان خلال العام مع محبتي لهم التي بلا حدود مبدعين أجلاء والسؤال أين عروض مسرحيات المحترفين ولماذا لم يدخل حلبة السباق الكبار فهمي الخولي بعرض "باب الفتوح" وأحمد بدير بعرض "غيبوبة" والفخراني ومحسن حلمي بعرض "ليلة من ألف ليلة" والقدير عصام السيد بعرض "بحلم يا مصر" يا معالي الوزير أين الكبار وهذا مهرجان مصري قومي. ولماذا غاب المؤلف المسرحي عن هذه الدورة والدورات السابقة هل هو مهرجان للهواة والمؤلفين الأجانب.. علينا أن ننفض رؤوسنا من الرمال. لابد من مواجهة الحقيقة لا نريد مهرجاناً الكل يخرج منه "مرضي مجبور الخاطر" نريد مهرجاناً لا تسيطر عليه إدارة هي الخصم والحكم. نريد مهرجاناً قومياً مصرياً حقيقياً ولن يتم ذلك إلا إذا عدنا للجدية والحقيقة أولاً: عودة المهرجان ليكون مسماة "المسابقة القومية للمسرح المصري" وتشكيل هيئة مستقلة للمهرجان لا يكون بين أعضائها من يشغل منصباً في مسرح الدولة ويكون الهدف هو البحث عن "مسرح مصري" مسرح ليس مسخاً أو لقيطاً مسرح مصري الشخصية والهوية - لعل وعسي - والله أعلم ولكن ظني أن النمنم لا مصلحة له مع أحد من هذا اللوبي.