هذه بعض الشهادات حول الدورة الجديدة الثامنة للمهرجان القومي للمسرح. خاصة بعد فترة توقف لأكثر من دورة وعودته بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيه فماذا تقول هذه الشهادات؟!!.. يقول الكاتب المسرحي والروائي الكبير السيد حافظ: المهرجان المسرحي شيء عظيم ورائع ولكن.. هل ينجح العطار فيما أفسده الدهر؟.. هذا زمن الرواية والتليفزيون. انتهي المسرح والقصة القصيرة والشعر.. المسرح لا يجذب إلا جمهور الصدفة وأصبح غريباً وعجيباً والمهرجانات المسرحية هي حفلات للمسرحيين وللقاء. وهذا في حد ذاته شيء رائع وجميل.. مصر هي رائدة المسرح حتي يتبخر.. أهلاً بالمهرجان. قد نكسب منه فرحة اللقاء لأننا نحتاج إلي الفرح في زمن الاكتئاب. قال المخرج القدير حمدي أبو العلا: هل يعقل أن يتجاهل عبدالغفار عودة في جميع دورات المهرجان. وعندما صرخت وقلت لابد من تكريمه جعلوا جائزة باسمه فقط. هل يعقل أن لا يدعوا مخرجين مصر وأنا منهم لحضور المهرجان. مازلنا تحكمنا الشللية. فقد اختار رئيس المهرجان شلته ونحن الباقي. أنا آسف. أنا أشعر بعدم الجدوي من أي شيء.. أنا أفضل الصمت فلم يعد في العمر بقية. "خليهم يخدلهم يومين". قال الدكتور عمرو دوارة الناقد والمخرج المسرحي: افتتحت الدورة الثامنة للمهرجان القومي للمسرح المصري بعد تأجيله وتأجيل مؤتمره الصحفي عدة مرات. وذلك في محاولة للتغلب علي جميع المعوقات التي تواجهه. والحقيقة أن سعادتي بتنظيمه وتقديري لجهد الزملاء والأصدقاء أعضاء اللجنة التنظيمية لايتعارضان أبداًمع تسجيلي لبعض الانتقادات المحورية والهامة بدافع الحرص علي استمرار تطوير فعاليات وتعظيم انجازاته. خاصة وأن كثير من سلبياته مازالت تتكرر والتي من أوضح مظاهرها غياب الموضوعية في كثير من الاختيارات. مما يؤكد علي مدي اختلال المنظومة الثقافية والفنية. والتي أصبحت تتطلب بالضرورة المواجهة الحقيقية وتحقيق التغير الشامل بدءاً من إعادة تشكيل لجان المجلس الأعلي للثقافة ومروراً بتغير اللائحة الأساسية للمهرجان ونهاية باعادة النظر في تشكيل اللجنة العليا واللجان الأخري به. وأضاف دوارة: وإذا كان من المفترض أن يكون لكل مهرجان هويته وطبيعته الخاصة وأهدافه. تلك التي تحددها لائحته المنظمة. فإنه يجب أن تشكل لجنته المنظمة بكل دقة من كبار المتخصصين لضبط لائحته التنفيذية أولاً ثم الالتزام بتنفيذ بنودها بكل دقة. ولكن للأسف فإن هذا المهرجان مازال يعاني كثيراً من التخبط الإداري الذي ينعكس علي كثير من أنشطته. ومن أهم مظاهرة غياب معايير الاختيارات في تشكيل اللجان المختلفة أو اختيار أسماء المكرمين. وهنا يجب طرح كثير من الملاحظات والاستفسارات والتي يمكن اجمالها في النقاط الثلاثة: أولاً: من الذي قام بتشكيل اللجنة العليا لهذا المهرجان الذي يمثل المسرح المصري بكل فئاته. والتي تم في تشكيلها تجاهل وإغفال أسماء عدد كبير من أصحاب الموهبة والخبرات والاستهامات المسرحية؟.. وكيف تم الموافقة علي اختيار رئيس البيت الفني للمسرح لمنصب مدير المهرجان ليصبح خصماً وحكماً في آن واحد حيث يتنافس علي الجوائز بحكم منصبه بستة عروض تمثل فرق البيت المختلفة.. ثانياً: تتطلب لائحة المهرجان ضرورة اجراء كثيراً من التعديلات وعلي سبيل المثال لا الحصر كيف لا تمثل أسقفية الشباب بعرض وهي التي تعد من أهم الجهات المنتجة للمسرح حيث تنتج سنوياً ما يزيد عن ألفي عرض. كذلك كيف تمثل الفرق المستقلة بخمسة عروض وعددها لا يتجاوز ثلاثين فرقة. في حين تمثل جميع فرق الهواة والمجتمع المدني بعرضين فقط. هذا مع علم الجميع بأن عدد فرق الهواة المشهرة والمسجلة بالجمعية المصرية لهواة المسرح فقط يريد عددها عن مائة وستين فرقة. كذلك لم توضح اللائحة لماذا يتم تقديم بعض العروض علي الهامش "خارج المسابقة" وما هي شروط إتاحة الفرصة لها.. ثالثاً: تم تشكيل لجنة التحكيم من تسعة أفراد بخلاف مقررها وهو عدد مبالغ فيه بلا مبرر. كما ضمت في عضويتها أساتذة معهد الباليه ولا الأوبرا وكان من الأجدي مشاركة أحد أساتذة معهد الموسيقي العربية. إذا كان الهدف هو مشاركة أكبر عدد من أساتذة الأكاديمية.. رابعاً: علي غرار الدورة السابقة قامت إدارة المهرجان باطلاق أسماء بعض رواد ونحوم المسرح المصري علي الجوائز بهدف توسيع دائرة التكريم. والحقيقة إنني أري أن ما يحدث هو إهانة حقيقية لبعض رموزنا الفنية فبخلاف تجاهل أسماء عدد كبير من كبار المبدعين تم تخصيص اسم القديرة نعيمة وصفي لجائزة أفضل ممثلة دور ثان وتخصيص اسم القديرة مديحة حمدي لجائزة أفضل ممثلة صاعدة واسم القدير سامي العدل لجائزة أفضل ممثل صاعد ولكل منهم تاريخه المسرحي المشرف في القيام بأدوار البطولة. كذلك تم تخصيص اسم القدير نهي برادة لأفضل تصميم أزياء واسم القدير عبدالمنعم كرار لجائزة أفضل اضاءة وكل منهم له سجل حافل في تصميم الديكورات بكبري الفرق المسرحية. هذا وقد تضمنت الجوائز جائزة لأفضل دعاية في حين تم اغفال جائزة الأشعار والأغاني المسرحية.. خامساً: تم خلال هذه الدورة إلغاء الندوات التطبيقية لتحليل ومناقشة العروض المسرحية المشاركة بالمسابقة والتي اعتبرها من أهم فعاليات المهرجان التي يجب المحافظة عليها لترشيد مسار الحركة المسرحية وأيضاً لتنشيط الحركة النقدية.. سادساً: تضمن الكتاب الرئيسي للمهرجان عدة أخطاء ولعل من أهمها مواعيد جميع الندوات.. وكذلك عدم وضوح مواعيد تقديم العروض علي المسارح المختلفة مما تسبب في صعوبة المتابعة والتشتت. وقال د. عمرو دوارة: اتسم حفل الافتتاح بالعشوائية وسوء التنظيم خاصة وقد غاب عنه أكبر المسرحيين من مختلف الأجيال. فاعتقدنا علي سبيل المثال حضور سيدة المسرح العربي سميحة أيوب والفنانين محمود ياسين وجلال الشرقاوي ود. كمال عيد وسمير العصفوري ومحمود الألفي وعايدة عبدالعزيز ومحسنة توفيق وسهير المرشدي وفردوس عبدالحميد وسميرة عبدالعزيز وأشرف عبدالغفور وأحمد راتب وسوسن بدر وفاروق الفيشاوي وصلاح السعدني ونبيل الحلفاوي وعبدالعزيز مخيون وتيسير فهمي ونجوم الجيل التالي: محمد هنيدي وأحمد السقا وشريف منير وكذلك غاب عن الافتتاح مؤسس هذا المهرجان ونقيب المهن التمثيلية الحالي الفنان د. أشرف زكي. ومن ظواهر العشوائية أيضاً تأخر حفل الافتتاح عن موعده المحدد وكذلك اسدال ستار ختام الحفل دون أن تقوم احدي المذيعتين بالقاء كلمة الختام. قالت الدكتورة ملحة عبدالله الناقدة والكاتبة المسرحية السعودية والمقيمة في مصر وتشارك في كل الفعاليات المسرحية المصرية: حينما ظهرت النزعة القومية في القرن التاسع عشر وتفاعلت معها الفنون المختلفة كانت لها الأثر القوي والفعال في ظهور الأعمال الفنية العظيمة في الموسيقي وظهر عظماء الموسيقي في روسيا. والذين بلوروا الفكر القومي في التأصيل والتفاعل مع التراث وإعادة تقديمه. فالقومية هي البحث عن السمات المشتركة لمجموعة من الشعوب أو الجماعات أو القبائل المختلفة. والبحث عن التراث المشترك وعناصر الهوية المشتركة والتوجه من وراء هذا البحث والتنقيب هو التجمع والالتفاف حول وحدة المصير المشترك. وأضاف د. ملحة: والمهرجان القومي للمسرح هو الأناء الذي يجمع العروض المنتخبة فنياً من كل الانتاج المسرحي المصري للعام المنصرم من عروض الثقافة الجماهيرية والمسرح والعروض الجامعية والهواة والمستقلين ومراكز الابداع. وبنظرة بسيطة علي جدول العروض المقدمة تجد نصوصاً أجنبية مثل "أيكوس وحلم ليلة صيف ودون كيشوت وأحدب نوتردام" وغيرها من العروض أجنبية الفكر والتوجه فيصبح المهرجان نوع الوجاهة الثقافية وليس توجهاً.