يأتي العيد ببهجة وفرحة علي بيوت وصمت وجفاء علي أخري حين يغيب الابناء عن اداء واجبهم تجاه آبائهم ويكتفون برسالة عبر الموبايل او مكالمة هاتفية يرون انهم قد أدوا الواجب.. في حضور يحمل طعم الغياب بعيدا عن الزيارات الواقعية والود والدفء الاسري الذي ينتظره الآباء والامهات في الاعياد والمناسبات الاجتماعية الخاصة من أبنائهم. تقول س.ك 35 سنة ربة منزل ان مشاكل الحياة تمنعها في بعض الاحيان من زيارة والديها حتي في الاعياد بسبب بعد المسافة بين المحافظة التي تسكن بها عن مكان اقامتهم مما يدفعها للاتصال بهم ومعايدتهم عبر الهاتف لتعويض غيابها عنهم بالحضور ولكنها كثيرا ما تشعر بانهم لايقبلون بهذه الوسيلة وانها لاتكفي لديهم كبديل عن الزيارات الحية. اضافت مروة سمير 29 سنة موظفة ان الحياة اصبحت قاسية بشكل لايحتمل مما يجعل السعي وراء لقمة العيش دوما في مقدمة الاولويات لاي اسرة صغيرة وبالتالي فإن حدوث ذلك يؤثر علي علاقاتهم الاجتماعية والانسانية وبالتالي نجد انفسنا مقصرين في حق والدينا اصحاب الفضل الاول علينا في هذه الحياة ولكن مكالمة هاتفية او رسالة قصيرة قد تؤدي الغرض وتطيب خاطرهم. المكالمة المرفوضة في حين تري سيدة محمد 55 سنة ربة منزل ان الرسالة او المكالمة من الممكن ان تفي بالغرض في حالة قدومها من الغريب ولكن ان تأتي من الابناء فهو امر غير مقبول مطلقا ولاتقبل له اي اعذار خاصة في المناسبات الاجتماعية مثل الاعياد والشهر الكريم.. مطالبة الأبناء ببر آبائهم طوال العام حتي وان وجدوا قسوة او توبيخا فعليهم الاستماع والتحمل وعدم الاعراض عنهم لهذه التوافه. اتفقت معها ايمان محمود 40 سنة قائلة ان العيد لايأتي سوي مرتين في العام فكيف نقضيها وحيدين كباقي ايام السنة.. ابدت رفضها التام لفكرة الاتصال بدلا من الحضور مؤكدة انه دليل علي تغلغل الجفاء في مجتمعنا ولا يجب ان نتكيف معه او نقبله باي شكل من الاشكال. من جانبها قالت دكتورة حنان ابوالخير استشاري العلاقات الاسرية واستاذ علم النفس بجامعة عين شمس ان هذه الظاهرة يطلق عليها الجفاء وغالبا ليست وليدة اليوم او الظروف الحالية وانما هي تراكمات من سنوات عدة سببها في الاصل التنشئة الخاطئة من الوالدين والمعاملة القاسية لابنائهم في الصغر مما يدفعهم للرد بالمثل عند الكبر فيصبح الرجل او الزوجة ويتحججان بمشاكل الحياة وصعوبتها ولكن الحقيقة تكمن في انهم يردون جزءاً من قسوة الاباء والامهات عليهم في الصغر بشكل تلقائي واحيانا مبالغ فيه اوضحت ان الابناء حين يكتفون بارسال رسالة عبر الهاتف لوالديهم في العيد او حتي الاتصال بهم فانهم يقطعون حبل المودة تدريجيا ولايدركون انهم سوف يمرون بذات التجربة ذات يوم حين يكبرون ويفعل معهم ابناءهم المثل. اكدت ان التخلص من هذه الظاهرة يكون عن طريق التنشئة السليمة من الصغر بحيث يربي الابناء بالحب والرحمة ويشبون علي تحمل الكبير والصبر عليه وعدم التسرع في الحكم علي الاخرين او في رد الفعل بشكل مبالغ فيه وقتها سيصبح لدينا أجيال علي خلق تقدر الكبير وتلتمس له العذر في الصعاب وستختفي ظاهرة المعايدة برسالة او مكالمة التليفون.