هناك آباء وأمهات مسنون أقعدهم المرض ومنهم من لا يقوي علي الحركة يعانون من حالات نفسية سيئة لأنهم لا يجدون من يؤنس وحدتهم ويرعاههم ويقوم علي خدمتهم نتيجة انشغال أبنائهم بحياتهم الخاصة أو الزوجية هنا يقول د. سيد حسن السيد. خبير الإتيكيت وآداب السلوك الإسلامي: مثل هؤلاء الأبناء يجب أن يتذكروا جيداً قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "بروا آباءكم تبركم أبناؤكم" حتي لا تقعوا في مغبة العقوق حيث ان عقوق الوالدين من الكبائر بعد الشرك بالله عز وجل. ان عقوق بعض الأبناء لوالديهم مرجعه المفهوم الخاطيء لمعني بر الوالدين لذلك نقدم لأبناء وبنات المسنين النصائح التالية: البر هو جماع المعروف وإسداء الخير ومن مظاهر بر الوالدين إدخال السرور والبهجة في نفوسهما والامتناع عن إغضابهما وكف الأذي عنهما وعدم الإساءة إليهما وكفكفة دموع أحزانهما ومؤانسة وحدتهما وعدم جرح مشاعرهما واحساسهما والتفاني في رعايتهما وخدمتهما والنظر إليهما نظرات رحمة وعطف وحنان. * الوالدان حينما يبلغان سن التقاعد يعانيان من الفراغ وعندما يتزوج أبناؤهما يشعران بالوحدة وحين اصابتهما بأمراض الشيخوخة تقل حركتهما ويكونان في مسيس الحاجة لأن يعولهما ويلبي احتياجاتهما ويعينهما علي التنقل والحركة ويصطحبهما إلي الأطباء للعلاج فيتوقعان أن يتم ذلك من جانب أبنائهما. وفي حالة تخلي الأبناء عن أداء هذا الواجب المقدس نحوهما ينتاب الوالدين حالة نفسية سيئة لشعورهما بعقوق هؤلاء الأبناء لهما. قال تعالي في كتابه العزيز: "وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً". إذا كان الله لم يوص الوالدين علي أبنائهما لأن الأمومة والأبوة غريزتان فطريتان لدي الوالدين فإن الله عز وجل قد أوصي الأبناء علي والديهما لضعفهما عند الكبر لأن الأبناء هم أولي برعايتهما والإحسان إليهما مثلما كان والداهما أولي برعايتهم في الصغر لضعفهم وقلة حيلتهم وفي حاجة لمن يعولهم قال الله تعالي: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً". وبر الوالدين لا يعني الاكتفاء بمساعدتهما مادياً أو زيارتهما في المواسم والأعياد وتقديم الهدايا لهما علي سبيل المجاملة ولا يعني أيضاً التباهي بإحضار جليسة مسنين لمرافقتهما أو ادخالهما لدور رعاية المسنين. وبالنسبة للوالدين المسنين اللذين اضطرت ظروفهما الاقامة مع أحد الأبناء المتزوجين نقول انه علي الابن وزوجته مراعاة حساسية التعامل معهما والتماس الأعذار لهما إذا بدا منهما أي انفعال مع محاولة تهدئتهما. قال تعالي: "إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفي ولا تنهرهما". أما الأبناء الذين اضطرتهم ظروف أعمالهم السفر إلي الخارج وترك الوالدين يجب عليهم مراعاة استمرار التواصل مع الوالدين من خلال المكالمات والمراسلات والإنترنت للاطمئنان عليهما ومؤانسة وحدتهما وتخفيف حدة الفراق والغربة وذلك من مظاهر البر.