مشاعر من الحزن والأسي انتابت أمهاتنا بإحدي دور رعايا المسنين في عيد الأم حيث وجهوا رسالة لأبنائهم الجاحدين الذين تجاهلوا ست الحبايب وهي في نهاية العمر. وأكدت بعض الأمهات أنه بالرغم من المعاملة الكريمة من إدارة الدار وكل العاملين بها إلا أنهن يفتقدن فلذات أكبادهم الذين أنستهم الحياة أغلي اسم في الوجود وهي الأم التي تعبت وسهرت علي تربيتهم وتعليمهم حتي أن بعض هؤلاء الجاحدين منهم لا يكلف نفسه مجرد السؤال بالتليفون..!! تمنت الأمهات الخير لمصر وأن يعمها الاستقرار والانتصار في معركتها ضد الارهاب ووجهن رسالة لكل الأبناء في مصر بضرورة ألا يتركوا والديهم عند الكبر والشيخوخة وأن يرعوهم كما فعلوا معهم في الصغر. أكد المسئولون بالدار أن هناك بعض الأبناء لا يتصل بوالديه حتي في المناسبات وأنهم يبادرون بالاتصال بهم لحثهم علي مكالمة أمهاتهم أو آبائهم للتخفيف عنهم في نهاية العمر!! أشار إلي أن هناك جحوداً شديداً يلاقيه الآباء والأمهات من الأبناء وأن أخلاق وسلوكيات المصريين تغيرت ولكن للأسوأ. أكدوا أنه عند وفاة أحد كبار السن بالدار نقوم بالاتصال بأولاده وذويه ولكن للأسف وصل الحال أنه قد لا يأتي حتي لمشاهدة الجثمان للمرة الأخيرة ونقوم نحن بدفنه في المقابر الخاصة بالدار. يقول سعيد علي صالح نائب مدير مجلس الإدارة لشئون المتابعة بإحدي دور رعايا المسنين إن عيد الأم والأعياد الرسمية بشكل عام يكون الاحتفال بها بشكل سنوي ونقدم الهدايا للأمهات ونقيم الحفلات للترفيه عليهم وإخراجهم من حالة الحزن التي تصيب بعضهم وذلك بسبب تخلي أولادهم عنهم خصوصاً وهم جميعاً فوق 60 عاماً. يضيف بعض الأولاد والأحفاد يأتون لزيارة أمهاتهم أو آبائهم والبعض الآخر لا يأتي وتقوم الدار بتقديم الهدايا لهم في المناسبات المختلفة وخصوصا في عيد الأم ونراعي المقدرة المالية لبعض الأولاد ونقوم باعطائهم أموالاً لجلب الهدايا لأمهاتهم وأحياناً يأتي أهل الخير محملين بالهدايا من أجلهم. قالت سونة ممدوح محمد المشرف العام ومدير دار المسنين إن شهر مارس منذ بدايته وحتي نهايته تحتفل الدار به ونقدم الهدايا للأمهات لأن الحالة النفسية لهم تتغير بمجرد أن يزورهم أولادهم أو نقدم لهم نحن الهدايا لرفع روحهم المعنوية. أضافت نحن هنا نتعامل معهم علي أنهم أمهات لنا جميعا ونحاول اسعادهم والتخفيف عنهم بكل السبل لأن البعد عن منازلهم وأولادهم يترك لديهم جرحاً عميقاً خصوصاً من ناحية الأولاد الذين لا يحرصون علي زيارتهم وهم نسبة صغيرة لأن معظم الأبناء يأتون للاطمئنان عليهم. يضيف مصطفي سيد إسماعيل مدير الجمعية نحرص علي اقامة المهرجانات بشكل دوري والاحتفال بعيد الأم وتقوم الأمهات بإلقاء الشعر والكلمات ونحاول بشكل مستمر أن يكون هناك اتصال مباشر بين الأبناء وأمهاتهم ونقوم نحن بالاتصال بالأولاد لحثهم علي زيارة ذويهم. أوضح أنه يعمل بالجمعية منذ 30 عاماً ونعرض لمشاكل كثيرة ولكن يبقي هناك تغيير جوهري في العلاقة بين الأولاد وامهاتهم. فهناك جحود شديد بالوالدين هذه الأيام لم أعهده من قبل فمنهم من لا يأتي سوي لأخذ المعاش من والديه فقط كل شهر دون أن يسأل عنه بعد ذلك.. وصل الحال بنا أننا عند وفاة أحد المسنين بالدار نقوم بالاتصال بذويهم ولكنهم لا يأتون لأخذ الجثمان أو يطلب منا دفنهم بطريقتنا..؟ ونضطر نحن لدفنهم في مقابرنا فالأبناء لا يكلفون أنفسهم حتي مشاهدة جثمان والديهم للمرة الأخيرة..!! قال إن الآباء والأمهات يبكون كثيراً من معاملة أولادهم ويتمنون فقط رؤيتهم وفي الأعياد ينتظرونهم ولكنهم لا يأتون فيطلبون منا أن يذهبوا هم لأولادهم وللاطمئنان عليهم ونساعدهم في ذلك ويذهبون محملين بالهدايا ولكنهم يأتون الينا والحزن يعلو وجوههم من معاملة الأبناء. تقول الحاجة صديقة الورداني شروق 65 سنة أقيم بالدار منذ 5 سنوات والمعاملة هنا جيدة من كل المسئولين وأنا مرتاحة هنا كثيراً خصوصاً أن الله لم يرزقني بأطفال وأحياناً أذهب لأولاد أختي للاطمئنان عليهم في الأعياد والمناسبات. أضافت عتابي الوحيد عليهم أنهم يعلمون أنني ليس لي أولاد ولا يأتون لزيارتي.. مؤكدة أن كل امنيتي في الحياة أن يهدي الله الأبناء علي البر بوالديهم خصوصاً عند الكبر فنحن من سهر وتعب ولا نستحق هذه المعاملة. وأتمني من الله أن يصلح حال مصر وأن تكون بخير دائماً. أما الحاجة فوزية حسن مرسي 67 سنة فقد قامت بتعليم جميع أولادها وحصلوا علي مؤهلات عليا "4 أولاد وبنت" وأصبحوا الآن في مراكز كبيرة تقول إن هذا كان دوري خصوصا بعد أن توفي زوجي وهم مازالوا أطفالاً صغاراً ولكنني تحديت الظروف وتحديت الزمن وقمت بالسهر عليهم حتي انتهوا من تعليمهم الجامعي كلهم وتزوجوا جميعاً ولكن بدلا من مكافأتي علي تعبي وسهري عليهم تركوني لوحدي وعاشوا بعيداً عني دون سؤال وخفت من الوحدة وجئت الي هنا وقلت إنهم سيأتون لاخذي للعيش معهم ولن يرضيهم أن أعيش في دار مسنين ولكن للأسف تركوني. تضيف الحاجة قدرية : كلهم مرتاحون ماديا وعندهم سيارات هم وزوجاتهم وأصبح كل ما يربطني بهم أن يرسلوا لي أموالاً أنا لا أريد أموالهم أريدهم هم فالمال لا يعوضني عنهم. أكدت أن أحدهم يعيش في فيلا كبيرة وعندما أذهب أنا لزيارته أري والدة زوجته "حماته" تعيش معه وتتعامل علي أنها سيدة المنزل وأنا مجرد شيء غير مرغوب فيه وهذا يؤلمني كثيراً فاضطر للعودة سريعاً للدار. وباستثناء ابنتي التي تأتي لزيارتي وتأخذني للعيش معها بضعة أيام كل فترة فإن باقي أولادي الرجال تركوني وكل ما أقوله لهم "أنا زعلانة منكم لأنني السبب فيما أنتم فيه من عز وليس هذا جزائي في نهاية الحياة". قالت الحاجة ز . م . أ "رفضت كتابة اسمها" أبلغ من العمر 70 عاما وأنا هنا منذ 7 سنوات عندي ولدان ورغم ظروف الحياة القاسية خصوصاً بعد أن توفي زوجي علمتهم وحصلا علي شهادة متوسطة وهما الآن موظفان وكنت أعيش مع أحدهما الذي تزوج في نفس منزلي ولكن زوجة ابني كانت تهينني بشكل مستمر ودائم حتي تركت لهم المنزل وجئت إلي هنا حفاظاً علي كرامتي في نهاية عمري.