حين تنظر إلى الأمهات داخل دار المسنين؛ تجد في وجوههن براءة الأطفال، والرضا والسعادة. وعلى الرغم من أن الزمن قد حفر على وجوههن حزنا دفينا بعد أن تجاوز أعمارهن ال60 و ال70 عاما، هذا السن الذي يحتجن فيه إلى رعاية خاصة من أبنائهن، ك"رد للجميل" على ما قدمن لهم. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه بداخل كل أم في دور المسنين، لماذا تخلوا عني في كبري؛ رغم أني لم أتخلَّ عنهم قط؟!. وتجد نظرات الحزن بداخل كل أم واضحة، خاصة في هذا اليوم 21 مارس، عيد الأم، وهذه النظرة ليست على ملامح الكبر التي تسكن وجهها؛ ولكن عن الذكريات الكثيرة بداخلها عن رحلة حياة. بدأت هذه الرحله، بحب وزوج وإنجاب أطفال لتصبح أمًّا، ورغم السهر والتعب والعناء الذي تحملته طوال هذه السنوات؛ اكتشفت أنه لم يكن شافعًا لها عند الكبر، لتجد أن نهاية هذه الرحلة هي الجلوس داخل إحدى دور المسنين. وفي الوقت الذي أكد فيه عدد من المسئولين وأصحاب دار المسنين أنهم يتعلمون كثيرا من المسنات داخل الدار، ويعتبرونهن أمهاتهن، ويسعون دائمًا لخدمتهم، ومساعدتهم؛ أشارت عدد من المسنات في الدار إلى رفضهن للعالم الخارجي بشكل كامل، وأن "العيشة" داخل الدار؛ أرحم وأهون عليهن من خارجه. وقالت الحاجه فريال مصطفي، إحدى المسنات بدار الصفا الكائنة بمصر الجديدة،: "كل سنة وانتم طيبين يا ولادي يا حبايبي.. أنا سعيدة أوي إنكم موجودين هنا النهاردة عشان نحتفل مع بعض بعيد الأم، و بقالي 10 أشهر عايشة في الدار، بس مبسوطة وراضية لأني مليش حد غير ربنا". وأشارت إلى أنها أقامت صداقات بالدار، ووجهت الشكر إلى مديرها والمشرفين والعاملين بالدار على حسن المعاملة. وتحدثت الحاجه سميحة، في نفس الدار، قائلة: "كل سنة وانتم بخير، وانا مبسوطة اوي النهاردة عشان ناس كتير ولاد حلال زيكم زاروني النهاردة في عيد الأم، والدار كمان احتفلوا بينا". وتابعت: "أنا عايشة في الدار من 6 سنين، ودلوقتي أشعر أن الدار منزلي الذى لم أتملك سواه". ومن جانبها، أكدت الحاجه هند، أن اليوم هو أسعد يوم بالنسبة لها، خاصة وأن الكثير من الجمعيات الخيرية نظمت حفلًا للاحتفال بعيد الأم داخل الدار.