نور نفسه فى عيدية من والده .. والحاجة سعاد تتمنى زيارة أولادها حالة من السعادة تمتزج بدموع الحزن في دور رعاية المسنين والايتام في العيد .. أمهات تركهن أبناؤهن في دور المسنين ليقضوا آخر العمر بعيدا عن الابناء والاحفاد واطفال حرموا من الاباء اوالامهات لكنهم جميعا وجدوا بعض العوض في اناس نذروا انفسهم لخدمتهم ورعايتهم . الاخبار عاشت العيد مع الايام والمسنين لنقل اجواء ذلك اليوم . في دار ايتام ، تضم 18 طفلا مجهولي النسب، باستثناء طفل واحد فقط دفعه التفكك الأسري الي الدار ، قصة هذا الطفل استوقفتنا كثيرا في بداية جولتنا .. اسمه «نور « عمره 8 سنوات .جده عجوز ليس لديه دخل لكي ينفق عليه، فاضطر الي ايداعه الدار ، بعد ان تخلي عنه والداه وتفرع كل منهما لحياته الجديدة ومن هنا بدأت حياة الطفل في الدار، ، يحاول ان يتناسي والديه، ويحاول كل من حوله ان يجعلوه يندمج مع اخوته في الدار، لكن بلا فائدة فيأتي كل فترة الي امه البديلة في الدار ويسألها « انا هرجع لجدوامتي» طفل آخر يسمي يوسف 6 سنوات، ملامح وجهه ملائكية، تحدث معنا وظل يلعب ويضحك ، كل ما يتمناه في العيد ان يخرج مع اخوته دخلنا غرفة اخري بنفس الدار الاطفال يلعبون ويمرحون ويلعبون ، القينا التحية فردوا علينا بمثلها وعندما قالت لهم الام البديلة اجلسوا .. جلسوا في هدوء علي « الارض « وبدأوا يتساءلون رغم صغر سنهم «من انتم؟» .. عدسة كاميرا « الاخبار» التقطت ردود افعالهم وضحكاتهم الجانبية وتساؤلات اعينهم .. تعرفنا عليهم فقالوا» نحن نحب هذا المكان وكلنا اخوات نحتفل ونفرح ونضحك ونلهومع بعض ونحتفل باعياد ونخرج الي الحدائق والمتنزهات وننام ونصحو ونعيش في بيت واحد « .. انتقلنا الي دارللمسنين بالسيدة زينب وكان المشهد يبدومفرحا من الخارج . السعادة تملأ الوجوه لكن عندما اقتربنا من احدي المسنات للتحدث معها عن العيد انهمرت الدموع من عينيها وهي جالسة علي الكرسي في انتظار اي من أولادها لسماع كلمة «عيد سعيد يا امي « . تقول السيدة سعاد عبده 65 سنه ان الله رزقها بولدين وفتاة سهرت عليهم السنوات الطوال لتربيتهم حتي تخرجوا من الجامعة واصبحوا يشغلون مراكز مرموقة .كانت تقطع من طعامها لاطعامهم . تزوجوا واصبح لكل منهم حياته الخاصة ، وعندما تزوج معها ابنها الصغير في الشقة حكمت عليه زوجتة ان يضع والدته بدار المسنين ، وكأن ذلك رد الجميل .. سكتت برهة عن الحديث ثم استكملت وقالت « محدش بيفتكرني في العيد ويا رب أولادي يفتكروني السنة دي والحمد لله علي كل شئ « . «كل يوم عندنا عيد « بهذه الكلمات الجميلة بدأت فتحية محمد احدي المسنات حديثها عند سؤالها عن كيفية قضائها العيد ؟ ، حيث تقول انها لم تجد احد يهتم بها منذ ان جاء ت الي الدار من 30 سنة سوي العاملين بالدار وهي تعتبرهم اهلها وكل ما لها في هذه الحياة قائلة «مالقتش حد يطبطب عليا غيرهم « لتبدأ فتحية في سرد مأساتها التي انتهت بالاقامة في دار مسنين حيث انها تزوجت لمدة سنة واكتشفت بعد هذه الفترة ان الله لم ينعم عليها بنعمة الانجاب ولكنها كانت راضية بما قسمه الله لها لكن زوجها لم يرض بذلك تزوج مرة اخري بعد ان رفض الحياة معها دون اطفال .. ولم يكتف بزواجه مرة اخري بل قام بطردها من المنزل لتصبح بلا مآوي فذهبت الي احد اقاربها الذي لم يكتف بما فعله زوجها بها بل جني هوايضا عليها بحجة انها لم ترفع قضية علي زوجها لمطالبته بحقوقها قائلة «كنت هصرف علي القضية منين « لينتهي بها الحال الي دار المسنين ليصبح بيتها وليصبح جميع الاولاد والبنات هنا اولادها .