Mother's day، أو"عيد الأم"، تلك المناسبة التي تجمع شمل الأسرة بأكملها حول الأم، فتكون هي الملكة التي يحيط بها رعاياها، يكفيها أن تشعر بحبهم لها؛ إلا أن هناك ملكات ليس لهم عرش أو رعاة، تحيط بهن جدران الوحدة من كل اتجاه، فكيف لهن أن يحتفلن بعيدهن وقد جفا عنهن أبنائهن؟. لم يصبح المنزل مملكة كل أم، أمهات كثيرات يحتفظن بعائلاتهن، وأخريات يتخلى عنهم الزمن ليودعن في دور المسنين، يشكون قسوة الزمان عليهن وهجرة أبنائهن لهن، وكأنهن لم يضحين من أجل سعادتهم، وتاهت ملامحهن بين الناس في يوم عيد الأمهات، لا يجدن من يحنو عليهن. أمهات تعاني قديما، كانت الأم رمزا للقوة والاحترام، فلا يستطيع الابن أن "يرفع عينه" في والدته، أما اليوم ومع اختلاط الثقافات، واختلاف طرق تربية الطفل بين الأسر المتعددة، أصبح الطفل فريسة التقليد الأعمى لما هو دون الأدب، ويتعلم من قرنائه أساليب تنافي احترامهم لأمهاتهم. تقول أماني محمد 33 سنة ربه منزل، إنها تعاني من عدم طاعة أولادها لها، رغم أنهم لم يتخطوا حتى الآن المرحلة الابتدائية، ويصل الأمر إلى أن يتحدثوا معي بأسلوب غير لائق ويرفعون صوتهم عليّ، بل ويتهموني بأني لا أفهم شيئا، ويقولون لي إذا أردت لهم النصح " مالكيش دعوة ". فيما قالت منال سعيد 35 سنة ربة منزل، أن أولادها كثيرا ما يعصوها بل يصل الأمر إلى التعدي عليها ومراقبتها، ويسرعون إلى أبيهم يشكون مني لهم والذي بدوره يوبخها أمامهم. وأضافت قائلا "أنا أريد فقط أن أولادي يعملوا لي اعتبار ويحترموني، لآن هذا الأمر أصبح يؤثر على نفسيتي" . تكفي رؤيتهم فيما أوضحت الحاجة سناء محمد، أن أولادها لا يأتون إليها إلا في المناسبات وعيد الأم، مؤكدة أنها تنتظر المناسبات لكي ترى أولادها ، مضيفة "لا أريد منهم شيء.. كل ما أريده أن أجدهم سعداء في منازلهم". ومن جانبها، أوضحت جميلة محمود 50 عاما، أن عيد الأم بالنسبة لها مناسبة بالغة السعادة، لدخول أولادها عليها بالهدايا، لافتة إلى أنه ليس الهدف من اليوم الهدية ذاتها بقدر إظهار اهتمام الأبناء بإسعاد والديهم. وأضافت أنها ترى سلوك غريب من أحفادها في تعاملهم مع أبائهم، مضيفا أنها تقوم أحيانا بتوبيخهم عندما تجد معاملة سيئة تجاه أبائهم، وأحيانا تقوم بالخناق مع أولدها لعدم مقدرتهم على تربية أبنائهم . وأشارت جميلة إلى أن سبب جعل الشباب يفعلوا هذا هو التطور التكنولوجي الذي جعلهم يظنون بأنهم فقط من يمكنه فهم طبيعة الأشياء دون غيرهم، وكل من حولهم لا يعرفون شيئا. وحيدة في دار المسنين إيفون، امرأة عجوز مازالت تحتفظ بجمالها وأناقتها وطيبة قلبها، ولكنها لم تستطع الاحتفاظ بأبنائها، فقد احتضنتها دار المسنين، بعد أن بلغ العمر بها وأصبحت لا تستطيع الحركة وأصيبت بمرض الزهايمر، فما كان من أولادها إلا أن أودعوها في إحدى دار المسنين لتتلقى الرعاية. وتقول إيفون التي تبلغ من العمر 75 عاما: كنت أعمل مديرة في إحدى البنوك الحكومية، هاجر أبنائي إلى الخارج، وتركوني في الدار ولا يسألون عني إلا من الحين للآخر، وابنة عمي فقط من تزورني كل فترة زوجي مازال على قيد الحياة ولكن لا أعلم عنه شيء. وعن سبب مجيئها تتابع: حدث لي فقدان وعي ذات يوم في الحمام، الأمر الذي جعل الجيران يكسرون الباب عندما لم يسمعوا لي صوت في هذا اليوم، واتصلوا بأقاربي وعندما حضروا أخذوني إلى الدار لكي أتلقى العلاج والرعاية، فلا يوجد من يهتم بي. وأضافت وعينيها تبكي: أنا أريد أن الكل يسأل عني .. ياريت الكل يأتي لزيارتي .. وأشكر الرب أني مازلت على قيد الحياة". دار المسنين الأفضل لرعاية كبار السن ومن داخل دار المسنين، أوضح الدكتور هاني عوض، أنه يتابع النزيل بصفه مستمرة من الناحية النفسية والجسدية، وإن وجد تقصيرا من قبل الأهل، تقوم إدارة الدار بالاتصال بهم، والتوصل معهم لحل لكي يزوروا ذويهم. وأضاف أن دار المسنين تكون الأنسب في رعاية المسن من جميع النواحي، إلا أن الدار لا يمكنها أن تعوض النزيل تجاهل الأهل والأحباب لهم، ما يهدر كثيرا من محاولات الدار في رسم البهجة على وجهه فتسوء حالته النفسية مع الوقت. اقرأ فى هذا الملف * أقوي الأمهات علي مر العصور * حتى الأغاني.. لم تَنس الأم في عيدها * خمسة نصائح لتعلمى أطفالك العطاء فى عيد الام * رؤية مجتمعية من الرجال لعيد الأم * بين مشاعر الأطفال وابتكارات الشباب تتنوع هدايا عيد الأم (صور) ** بداية الملف