بدأت في مدينة شرم الشيخ المصرية أعمال القمة العربية السادسة والعشرين بمشاركة 14 رئيسا وملكاً حيث سيطرت علي كلمات القادة التحديات التي تهدد أمن واستقرار الدول العربية. الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال إن الأمة العربية لم يسبق أن استشعرت تحديا لوجودها وتهديدا لهويتها العربية مثل الذي تواجهه اليوم علي نحو يستهدف الروابط بين ودلها وشعوبها ويعمل علي تفكيك نسيج المجتمعات في داخلها والسعي إلي التفرقة واستقطاب وإقصاء البعض الآخر علي أساس من الدين والمذهب وكذلك الطائفية أو العرق. في شهر فبراير الماضي تحدث الرئيس الإيراني أمام جموع حاشدة من مواطنيه احتفاء بالذكري ال36 للثورة الإسلامية الإيرانية حين أكد منتثياً أنه لا يمكن تواجد السلام والاستقرار في المنطقة. لقد أظهرت إيران تهديدات للأمن القومي السعودي من جانب والأمن المصري من جانب آخر بالنظر إلي سيطرتها مع حلفائها الحوثيين علي باب المندب مما يسبب أضراراً بالغة لمصر والسعودية وبعض الدول العربية. ما يحدث الآن هو تغول إيران الاقليمي. فإيران تسعي للاتفاق مع القوي لتمكنها من الهيمنة علي الأقاليم العربية واحتواء التمرد الذي يتخذ طابعا طائفيا في أكثر من بلد عربي كالسعودية والبحرين ودول أخري. أطماع إيران إن ما حدث هذه المرة من تقرير مجموعة الدول العربية تضم تسع دول عربية هي السعودية ومصر والإمارات والبحرين والكويت والمغرب وغيرها مع حسم أمره بقيام عملية عسكرية قوية ضد من يسمون أنفسهم بالحوثيون في اليمن وانقلابهم علي الشرعية الدستورية لبلدهم والاستيلاء علي عدة مدن في الشمال في تلك المطارات والموانئ ثم الاتجاه إلي عدن في الجنوب بدعم إيراني كاملة. خطورة الحوثيين إن ما يحدث من جانب الحوثيين يمثل ملفاً كبيراً وخطيراً علي الأمن القومي المصري والسعودي والعربي بشكل عام. إن إيران لها أطماعها في التمدد وملء الفراغ في المنطقة فإيران تسعي للسيطرة والهيمنة علي المجاري المائية العالمية التي تشمل شرق المتوسط والخليج العربي والمحيط الهندي وخليج عدن والبحر الأحمر. إيران لها وجود في اليمن ممثلة في الحوثيين الذين تدعمهم دعماً كاملا بالأموال والسلاح. من جانب آخر تشعر الولاياتالمتحدةالأمريكية بقلقها للتمدد الإيراني وهذا التمدد سوف يكون له آثار سلبية علي المصالح الأمريكية بعد ضرب طائرات التحالف العربي معاقل الحوثيين وأماكن تمركز قوات علي صالح مما جعل تغير لهجة إيران الحادة بعد الضربات الجوية لمصر والسعودية. إيران كانت معتمدة علي العجز والشلل والتفكك العربي ولكن الضربات الجوية العربية لن تتوقف حتي يستسلم الحوثيون بالكامل. بالنسبة لمصر فهي لاتزال لديها التزام أكيد بالمشاركة في حماية الاشقاء العرب فالمشاركة المصرية في حرب اليمن لن تتوقف حتي يستسلم الحوثيين وعلي عبدالله صالح. إن حماية الاشقاء العرب تحت القيادة السعودية من باكستان حتي أقصي الشرق الإسلامي مع تواجد المصريون لمساندة الدول الإسلامية. أمريكا التي تزعم أنها تقف مع الرئيس الشرعي في اليمن لم تحرك ساكنا ومازالت تقف علي الحياد كما أنها وقفت للتفرج علي هروب علي صالح من صنعاء إلي عدن ثم تتابع الحرب من عدن إلي خارج اليمن في نظر إسرائيل أن الحرب التي تشهدها اليمن هذه الأيام هي أكبر دليل علي اخفاق السياسة الأمريكية ليس في اليمن فقط ولكن في كل المنطقة. إسرائيل تستغل مأساة الصراع اليمني الذي يمكن أن يتحول إلي حرب اقليمية جديدة استغلالا سيئاً.