1⁄41⁄4 ماذا جري للسينما المصرية؟ وماذا أصاب فنانينا علي مدي الثلاث سنوات الأخيرة؟ تحولت هوليود الشرق إلي عاصمة للفن الهابط وانتهاك كل معني وقيمة جميلة.. السينما المصرية التي ابدعت "الأرض" و"جعلوني مجرماً" و"الناصر صلاح الدين" و"شيء من الخوف" وغيرها من روائع الأعمال الفنية التي تربينا عليها.. جاءتنا اليوم بكل غث ورديء. من قصة الطفل الذي جعلوه بطلاً يضاجع امرأة في عمر جدته ثم يخدعونا بعبارة "للكبار فقط" بينما بطل العمل طفل.. معلمة تطارد تلميذها بالمدرسة الاعدادية ليمارس معها الرذيلة.. إيه الحكاية بالضبط؟ إنها المؤامرة بكل مقاييسها علي المجتمع لهدم كل قيمة نبيلة وتقليد رائع.. راحوا يفتشون في سلال القمامة يبحثون فيها عن كل ما هو قبيح وكأن المجتمع المصري الذي ثار مرتين علي مدي أقل من ثلاث سنوات ليخلع نظامين فاسدين ويلقي برموزهما خلف قضبان السجون ويعلم العالم كيف تكون الثورات. ليس بين جنباته سوي الطفل صانع المولوتوف والمرأة الساقطة والمعلمة التي راحت تبحث عن اشباع شهواتها وحتي ولو بإقامة علاقة آثمة مع تلميذها الذي لم يتجاوز بعد الخامسة عشر من عمره. ألم يدرك فنانونا حجم المأساة التي يعيشها المصريون بعد سنوات من القهر والجوع والتخلف والفساد؟! ألم يدركوا حالة الحرب التي يعيشها الشعب مع عدو لا يرحم أخذ من الدين ستاراً وراح يشرب من دماء أبناء الوطن في كل ميادين المحروسة ثمناً لثورة علي جماعة ارادت أن تخطف الوطن بعيداً؟ باسم حرية الفكر والابداع يريدون هدم قيم راسخة عمرها من عمر التاريخ كما سبقهم من أحرق المجمع العلمي بقلب العاصمة باسم الحرية نفسها!! أي حرية تلك؟ وأي ابداع يتحدثون عنه؟ الآن وبعد كل هذه المشاهد الفاضحة التي تحملها سينما هيفاء وهبي لتشعل غرائز المراهقين الصغار يتحدثون عمن قتل الطفلة زينة ببورسعيد ومعها العشرات من اخواتها في القاهرة والمنيا والجيزة وباقي المحافظات. أقول لمدعي الفن ممن سطوا علي مهنة نبيلة بعد ان استسهلوا المكسب السريع وراحوا يحصدون الملايين فوق قيم المصريين.. اتقوا الله في شعب يعاني الجوع والتخلف ويطمح للخروج من أزمته.