ويواصل الاعلام المصري حلقات الفشل والتخلف عبر فضائيات آخر ما يفكر فيه القائمون عليها.. مصلحة الوطن.. من وجوه كريهة تفرض رؤيتها علينا كل ليلة مما أصابنا بالملل والاشمئزاز إلي قضايا جدلية تافهة وحقيرة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بواقع أليم يعيشه المواطن المصري علي امتداد المحروسة. من "ساقطة" لا يعرف أحد من وراءها ومن يدفع بها أو يمولها امتلكت "ماخورا" اطلقت عليه فضائية وراحت تبث سمومها إلي عجوز اصابه "الخرف" وشيخوخة الفكر مرورا بغلمان صغار راحوا ينظرون ويفكرون لمصلحة وطن بحجم مصر.. صدعت تلك الفضائيات أدمغة المصريين وأصابتهم بالحيرة واللخبطة حتي أصبحنا شعبا من التائهين "اللايصين" الحائرين!! ما أن أعلن المشير عبدالفتاح السيسي بيانه للترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية مساء الأربعاء الماضي عبر التليفزيون المصري والتي أعقبها برنامج عن منافسه حمدين صباحي حتي انبرت ألسنة إعلاميي الزمن الغث عبر فضائيات رجال الأعمال يلومون التليفزيون المصري ويبوخون المسئولين عنه ويتهمونهم بالجهل والتخلف بل ووصل بعضهم إلي حد الاتهام بالعمالة لجماعة الاخوان الارهابية لا لشيء إلا لأنهم سمحوا بعرض دقائق يظهر فيها صباحي المنافس الوحيد للسيسي حتي الآن.. أي والله. وهنا يسأل أي عاقل: ماذا تريدون من الاعلام القومي "صحافة وتليفزيون" إذا التزم الحياد بين أبناء الشعب وطرح وجهتي النظر قلتم: ما كان يجب ونعتم القائمين عليه بأبشع الصفات وإذا انحاز لطرف وتجاهل الآخر هاجمتوه وقذفتم مؤسساته بالطوب والحجارة لأنه اعلام الشعب ويجب أن يلتزم الحياد بين الجميع ويطرح كل وجهات النظر.. أمر يدعو للحيرة والدهشة.. أليس كذلك. سنوات طويلة يدفع فيها الاعلام القومي من أعصاب أبنائه ثمنا غاليا لانحيازه علي طول الخط لحكومات فاسدة ونظام أكثر فسادا رغم أنفه وأنف العاملين به وعندما ثار الشعب علي هذا النظام وأراد الاعلام القومي العودة للشعب والحديث باسمه وأن يصبح لسان حاله جاء وللأسف الشديد من بين من يدعون انهم اعلاميون ليسكتوا صوته والتزامه وحياديته المهنية بل ويتهمونه بالخيانة والعمالة "!!" لن تكونوا ملكيين أكثر من الملك . فالرجل الذي اتخذ أخطر قرار في تاريخ مصر الحديثة وانحاز للشعب ضد جماعة أرادت أن تخطف الوطن لن تنطلي عليه محاولات النفاق الرخيصة كما ان المشير عبدالفتاح السيسي يدرك جيدا حجم اللحظة وكيف ان الشعب ثار لمرتين في أقل من 3 سنوات علي كل دعاة الاستبداد والفساد. ان اعلاميين بهذه الصفات لن يفلح معهم ميثاق شرف تدعو إليه الحكومة. انهم في حاجة إلي دورات تدريبية في الممارسة المهنية الشريفة المحترمة التي تضع مصلحة الوطن فوق اعتبارات صاحب قناة عينه علي حساباته البنكية فقط. *** وداعاً ميادة ميادة أشرف.. شمعة جديدة انطفأت في بلاط صاحبة الجلالة بحثا عن الحقيقة لتنضم إلي طابور الشهداء في مهنة آه لو عرف اعلاميو الزمن الغث قيمتها أدركتها ميادة ابنة الاثنين والعشرين ربيعا ورحلت. أبكيتيني يا ميادة. لكن عزائي انك رحلت بريئة طاهرة قبل أن يلوثك لصوص الإعلام الغبي.