اعتبرت الإعلامية جيهان منصور أن الحملة الشرسة ضد الإعلاميين حالياً أمر طبيعى فى ظل محاولاتهم المستمرة لكشف خطة التمكين التى يسعى إليها نظام الإخوان، وأكدت أن وجود حازم أبوإسماعيل فى اجتماع وضع ميثاق الشرف الإعلامى يعد وصمة عار فى جبين وزير الإعلام. فى حوارها ل«الوطن» تتحدث جيهان عن المشهد الإعلامى الحالى والعروض التى تتلقاها للرحيل عن «دريم»، ورأيها فى الاتهامات الموجهة للإعلام الخاص، ومصير قضيتها المرفوعة ضد عصام العريان. * كيف ترين المشهد الإعلامى حالياً؟ وهل كنت تتوقعين أن يكون بهذه الصورة؟ - لم أكن أتوقع بعد قيام الثورة بعامين أن يكون هذا هو وضع الإعلام فى مصر، فالحرية -وعلى رأسها حرية الإعلام وتداول المعلومات والإبداع- كانت من المطالب الأساسية للثورة، وكل هذه الأمور تطرح الكثير من علامات الاستفهام، لكن هذا فى تصورى هو قدر الإعلام. * وبالنسبة للهجوم عليكم كإعلاميين من الفضائيات الدينية والموالية للنظام الحالى. - المفروض أن الكلمة بالكلمة والوثيقة بالوثيقة وليس بالسب والقذف والتطاول، وهذا يعكس غياب الحجة لديهم ويؤكد أنهم فاشلون، لا يملكون الحد الأدنى من المهنية سواء فى قنواتهم الفضائية أو فى الصحف الناطقة بلسانهم، والمشاهد أصبح لديه من الوعى ما يجعله قادراً على الفرز بين الغث والسمين، مدركاً الفرق بين الإعلامى الذى يقول الحقيقة ومن يتاجر بالدين، فهذه القنوات مثل فقاعات صابون، وعدد المتابعين لها يتراجع يوماً بعد يوم. * هناك اتهامات كثيرة تلاحق الإعلام منها عدم الحياد.. فما تعليقك؟ - نحن الآن فى لحظة مصيرية، وبالتالى فالحياد أصعب التحديات التى تواجه الإعلامى، وعندما أرى شهداء يسقطون أمام «الاتحادية» لا تطلب منى أن أكون حيادية، لا بد أن أنحاز للدم وللشهداء وللمصابين وللملايين الذين يخرجون فى الشوارع للمطالبة بالعدالة الاجتماعية، ولا أبالغ إذا قلت إن الحياد فى هذه الظروف يعد خيانة، وفى المقابل إذا قدم النظام والحكومة إنجازات علينا أن نشير إليها، لكن للأسف الإنجازات قليلة ولا تتناسب مع طموح الشعب الذى قام بالثورة. * كيف رأيتِ مبادرة وزير الإعلام لصياغة ميثاق شرف إعلامى؟ - أصابتنى دهشة شديدة عندما وجدت طاولة الاجتماع تضم حازم أبوإسماعيل وعاصم عبدالماجد، خاصة أن الأول حاصر مدينة الإنتاج وهدد الإعلاميين ولم يكن للوزير أى موقف لاستنكار هذا التصرف المشين، وفى الوقت نفسه خلت الطاولة من أى إعلامى أو صاحب برنامج مؤثر، لأنه لم يوجه لنا دعوات شخصية للحضور وفقاً للبروتوكولات المتعارف عليها، واكتفى بدعوة عامة فى التليفزيون، وهذا لا يليق، فكانت النتيجة أن تصدر المتحدثين حازم أبوإسماعيل، الذى أرى أن وجوده فى الاجتماع وصمة عار فى جبين وزير الإعلام. وبعيداً عن ذلك نحن ضد منصب وزير الإعلام من الأساس، وطالبنا بإنشاء مجلس قومى للإعلام. * ومبادرة حزب «الحرية والعدالة» لتصحيح مسار الإعلام. - جاءت متأخرة بعد تقديم نحو 600 بلاغ ضد الإعلاميين، وبعد أن اعتاد النظام والحكومة على تعليق فشلهم على شماعة الإعلام. نحن لن ننحاز إلا للشعب، ولن نراهن إلا على إرادته، ولن نطبل للنظام تحت أى ظرف. * وما رأيك فى تراجع مؤسسة الرئاسة عن البلاغات المقدمة ضد الإعلاميين؟ - التراجع أصبح أمراً عادياً بالنسبة للرئاسة، فالسلطة الآن مرتعشة ولا تقوى على تنفيذ قراراتها، والتراجع ليس منحة بل خطأ تم تصويبه. * ما مصير دعواك القضائية ضد عصام العريان؟ - من المفترض أن يتم النطق بالحكم فيها فى 27 أبريل الجارى، وقد كانت هناك أكثر من محاولة للصلح من جانبه لكننى رفضت، وأؤكد أننى لم أرفع الدعوى من أجلى فقط، بل باسم كل إعلامى شريف يؤدى عمله ويتعرض لهجوم وتطاول. * ما حقيقة العروض التى تتلقينها للانتقال من «دريم» إلى فضائيات أخرى؟ - أى إعلامى يتلقى طوال الوقت عروضاً جديدة، لكننى مستمرة فى «دريم» ببرنامجى «صباحك يا مصر»، وأعتقد أنه ما زال لدينا الكثير لنقدمه فى هذا البرنامج. * ماذا تتوقعين لمصر فى الأيام المقبلة؟ - السيناريوهات المقبلة ستكون سيئة، فأمام تعنت السلطة ورغبتها فى الانفراد بالحكم وسيناريو التمكين المطروح، خاصة مع الانهيار الاقتصادى وتكريس مفهوم الدولة المتسولة، لا يمكن للشعب أن يصمت على سرقة أحلامه. والواقع الحالى يؤكد أن الإخوان يخسرون يوماً بعد يوم، ولا يحافظون على حلفائهم حتى من التيارات الدينية الأخرى، والدليل على ذلك هو تراجعهم فى انتخابات النقابات والاتحادات الطلابية. * أخيراً.. ما الرسالة التى تودين توجيهها للرئيس مرسى؟ - أقول له: احقن دماء المصريين، وتخلَّ عن عباءة «الجماعة»، واتعظ مما حدث لمبارك، وإن كنتُ أرى أن شرعيته سقطت بسقوط أول شهيد فى عهده، وإذا كنا نحاكم مبارك على قتله للشهداء.. فلا بد من محاكمة مرسى أيضاً.