الكلام حول حرية التعبير والابداع سوف تعلو نبرته ويزداد سخونة هذه الأيام بعد قرار رئيس الوزراء بمنع فيلم "حلاوة روح".. سوف يطل علينا المزايدون "الليبراليون" من كل صوب بزعم الدفاع عن الحرية وشل أيدي الحكومة عن التدخل في الأعمال الفنية وقمع الفنانين! لا يوجد انسان فوق هذا الكوكب لا يسعي وراء تحرير إرادته وكسر القيود التي تحول دون حقه في التفكير والتعبير الحر.. ولكن للحرية حدود. ولا توجد حريات مطلقة وحرية التفكير مكفولة اذا لم تكن حرية هدامة تسعي إلي تقويض أركان المجتمع وهدم أساساته وثوابته.. الصراع الايدولوجي سوف يظل معركة البشرية إلي يوم القيامة.. والمؤسسات الغربية المدافعة عن الحريات تدافع عن حق الصحيفة الدنماركية في نشر رسوم مسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم وتعترض علي من يعترض من المسلمين بحجة حرية التعبير وتدافع عن الجماعة الارهابية وحقها في الوجود تحت دواعي الحرية. من يدخل علي شبكة المعلومات الدولية "الانترنت" سوف يجد "ركاما" من المقالات التي تتهم "مصر" ومصر تحديدا دون غيرها بتبني سياسات قمعية وبوليسية باطشة متجاهلة ما يمارس علي مصر من ارهاب وترويع وقتل وحرق في السنوات الثلاث الأخيرة. قرار رئيس الوزراء بمنع فيلم اباحي هابط فنيا وأبعد ما يكون عن الابداع الفني وهو من نوعية الترفية الاثاري الهابط الذي يشجع الارهاب المتأسلم ويطبع "من تطبيع" الرذيلة والتحرش الجنسي ويقدم المرأة المصرية كسلعة في سوق الرجال الذئاب هو قرار سليم في مضمونه فلا توجد حرية مطلقة. الحرية المطلقة تعني فوضي بلا نهاية.. والفنان أو صانع الفيلم أو تاجر الترفيه المرئي إذا لم يراع حقوق المجتمع ويراعي ظروفه ويحترم قيم الغالبية العظمي من أبنائه لا يستحق "الحرية" بمعناها الانساني الراقي والمسئول. الحرية من دون مسئولية مجتمعية لا تلزمنا ومن يريد أن يحول دار العرض إلي دار لممارسة الرذيلة واثارة الغرائز هو في واقع الأمر عالة وعبء وعلي المجتمع. الشعوب تتقدم بحرية الفن وحرية الابداع وبشرط أن يكون الانتاج يلتزم بالقيم الفنية وبالمعايير التي تجعل الفن فنا والابداع في مجال تسويق جسد المرأة واستخدامها علي النحو الذي شاهدناه في فيلم "حلاوة روح" ليس ابداعا بقدر ما هو انحلال وتحلل من المسئولية. فما بالك باستغلال الطفولة. الشعب الذي صنع ثورتين يدرك بحدسه ان فيلم "حلاوة روح" يستحق المنع ومن حق الحكومة أن تتصدي لقوي الهدم حفاظا علي أمنها القومي والهدم باستخدام وسيط السينما يكون عادة موجها إلي منظومة القيم والمبادئ التي تقرها الأعراف والتقاليد والدين. المجتمعات الغربية التي يحلو للبعض التشبه بها لا تصلح معيارا لشعوب تنتمي لثقافة وحضارة وظروف مجتمعية مختلفة والمجتمع المصري في هذه السنوات الأخيرة محاصر بإرهاب وحشي مُصر علي هدم الدولة. محاصر بمؤامرة كبري من مؤسسات استخباراتية لدول كبيرة. التحديات المحدقة بنا تأتينا من كل صوب داخليا وخارجيا ونحن في حل من اضافة المزيد من الفوضي الأخلاقية والسلوكية تحت دعاوي الحرية وبحجة التصدي للقمع الحكومي. فيلم "حلاوة روح" يستحق المنع فعلا وحين اعترضت علي قرار المنع لامني كثيرون جدا من الأصدقاء والأقارب ومن يتابع مواقع التواصل الاجتماعي علي الانترنت يدرك حجم الرفض الشديد للفيلم. لقد رفضت وما زلت أرفض قرار رئيس الوزراء طمعا في ان الشعب نفسه الذي قام بثورتين رفضا للظلم وتوقا إلي الحرية والكرامة الانسانية هو من ينتفض ويقاطع الفيلم دفاعا عن قيمه وكرامته وصورته التي يشوهها الفيلم بغلظة وانحطاط فني وبزعم ان "الجمهور عايز كده"! آن الأوان أن يتولي الشعب تقويم ما يقدم له من ترفيه يحط من قدره ومن أدوات للتعبير لا تحترم قيمه وتقاليده.. والتقويم الذي انشده وأتمناه هو المقاطعة ولا تدفعوا أموالكم دعما لمن لا يحترم انتفاضتكم ضد القبح والتخلف والظلم بكل مستوياته و"حلاوة روح" عمل جائر وظالم.